تحذيرات من محاولات إيرانية لاختراق مصر عبر أحزاب سياسية

الاثنين 17 أبريل 2017 10:04 ص

حذر نشطاء وساسة مصريون، من محاولات اختراق إيرانية للساحة المصرية، عبر وسائل وأدوات متنوعة، يأتي على رأسها تكوين واجهات وأحزاب سياسية، وتمويل مراكز أبحاث ومشاريع ثقافية في مصر.

آخر هذه التحركات نفذها الناشط الشيعي المصري «وليد عرفات»، من العاصمة السورية دمشق، بإعلانه تأسيس حزب شيعي مصري جديد تحت اسم «حزب الحق المصري».

وقال «عرفات»، إن الحزب سيكون ليبرالياً ويدافع عن حقوق الأقليات، من ضمنهم الشيعة، وأن الحزب يدعم دخول مصر فيما يسمى محور المقاومة والممانعة الذي تقوده طهران واستلهام مبادئ الثورات العالمية، ومن ضمنها الثورة الإيرانية، حسب وصفه.

ويعتبر حزب «التحرير» المصري إحدى الواجهات السياسية الشيعية في مصر. وتمّ إنشاؤه عقب ثورة 25 يناير/كانون الثاني، وتقدّم بتأسيسه «أحمد راسم النفيس»، لكنّه تمّ رفض أوراق تأسيسه من لجنة الأحزاب السياسية استناداً إلى عدم استيفائه الشروط المقررة قانونياً، حيث أثار طلب تأسيس الحزب حالة من الجدل في الشارع السياسي والديني المصري حول دوره في نشر التشيع ومخاوف من أن يُحدث تشكيله فتنة سنية-شيعية في مصر.

وتؤكدّ مصادر رسمية أنّ حزب «التحرير» الشيعي يرتبط مالياً بإيران، حيث أعلن «النفيس» عن الحزب عقب زيارة له إلى طهران استمرت 10 أيام؛ إذ يحتفظ الحزب بعلاقات جيدة مع المؤسسات الايرانية، ودوائر صنع القرار السياسي في طهران.

ومن الواجهات التي تجاهر بتشيعها في مصر؛ «المجلس الأعلى لرعاية آل البيت» ويرأسه «محمد الدريني»، والذي أعلنه في مؤتمر بالصعيد الأعلى نهاية التسعينات من القرن الماضي كإطار للسادة الأشراف، حيث يتخذ هذا المجلس من نصرة أتباع نهج آل البيت إطاراً عاماً لتمرير المذهب الشيعي على عامة الناس؛ إذ يصنف هذا المجلس بمثابة الكيان الجاذب للشيعة، ويطالب بتحويل الأزهر إلى جامعة شيعية، بحسب «الخليج أونلاين».

ويؤكد رئيس ائتلاف الصحب والآل بمصر، الشيخ «وليد إسماعيل»، أن المحاولات لا تزال قائمة من قِبل شخصيات محسوبة على إيران، لتكوين وإنشاء أحزاب سياسية تمثل الشيعة داخل مصر.

وشدد على أنّ السلطات الأمنية في مصر لن تسمح بتمرير الموضوع حتى لو كان الحزب مستوفياً الشروط والمبادئ والبنود العامة كافة لتكوين الأحزاب، وهذا يعود بطبيعة الحال إلى علمها بتحركات «وليد عرفات»، الذي يعمل على تنفيذ أجندات خارجية تعمل على الإخلال بالأمن والنسيج الاجتماعي المصري، بحسب «إسماعيل».

ويرى «إسماعيل» أن التمويل المالي لحزب الحق غير معروف المصدر حتى هذه اللحظة، مؤكداً أنّ إيران تسعى إلى استغلال القوميين العرب السابقين لدعم التوجهات والتحركات السياسية الإيرانية في المنطقة، حيث من الممكن أن يكون الدعم من تحت الطاولة وغير ظاهر للعيان، مشيراً إلى أنّ إيران تسعى مؤخراً إلى دعم الجمعيات والمؤسسات الأهلية غير الظاهرة للمجتمع على أنّها شيعية، ومن خلالها تنشر التشيع.

ويقول الكاتب الصحفي المصري «عامر عبد المنعم»، إن إيران تعمل على استقطاب النخب من المثقفين والكتّاب والصحفيين والسياسيين؛ لأجل التأثير على الرأي العام في مصر فيما يتعلق بالمصالح والشؤون الإيرانية، والسعي للدفاع عنها، وتبرير ما تقوم به حكومة طهران من ممارسات وسلوكيات عدائية تجاه ما يجري في سوريا والعراق.

ويضيف «عبد المنعم» قائلاً: استطاعت إيران تسخير وتجييش من ينوب للدفاع عنها في مصر عبر شراء ذمم العديد من الكتّاب والصحفيين وبعض السياسيين والمثقفين، حيث يسعى هؤلاء إلى الترويج للسياسات الإيرانية والدفاع عنها وتبرير أفعالها، وكذلك الدفاع عن الحكومة العراقية والنظام السوري وبشار الأسد على اعتبار أنّه يتعرض لمؤامرة سياسية من قِبل القوى الدولية، وكذلك القيام بتبرير ما تقوم به المليشيات الحوثية في اليمن واعتبارها أقلية مضطهدة مظلومة، متناسيةً ما يقوم به بشار الأسد والحوثيون من جرائم بحق الشعب السوري واليمني.

ويشير «عبد المنعم» إلى أنّ «إيران تمول مراكز أبحاث ودراسات ومشاريع ثقافية في مصر لأجل الترويج لسياساتها»، مؤكداً أنّها في ذلك تحذو حذو أمريكا والدول الأوروبية في دعمها وتمويلها كثيراً من الجهات الثقافية والفكرية لأجل تنفيذ أجنداتها بالمنطقة وفي العالم العربي.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، طالب الأزهر المرجعيات الشيعية في العراق وإيران بإصدار فتاوى صريحة تحرم بشكل قاطع سب الصحابة وأمهات المؤمنين ورموز أهل السنة، وبالتوقف عن محاولات نشر المذهب الشيعي في البلاد السنية.

وبالتوازي مع الحملة التي يقوم بها الأزهر ووزارة الأوقاف للتصدي إلى نشر التشيع، تكثف ائتلافات وجمعيات غير رسمية في مصر من فعالياتها الثقافية ضد الشيعة.

ولا يوجد حصر دقيق لأعداد الشيعة في مصر؛ لكن «محمد الدريني»، أحد أبرز الشخصيات الشيعية، يزعم أن عددهم يبلغ 3 ملايين. أما المصادر غير الرسمية في مصر فتشير إلى أن أعدادهم لا تزيد على 18 ألفا فقط.

وقبل 12 عاما تقدم بعض الشيعة بطلب إلى السلطات المصرية للاعتراف بالشيعة كطائفة دينية رسمية بموجب القانون؛ إلا أن الحكومة لم تقم بالرد على طلبهم، ويقول رئيس التيار المصري الشيعي (تحت التأسيس)، «محمد غنيم»، إن «الشيعة مصريون أولا وأخيرا.. وأعدادهم قليلة ولا يمثلون خطرا».

وظلت العلاقة المتوترة بين الشيعة والمتشددين تحت سطح الأحداث حتى 2013 حين وقعت أحداث مؤسفة في عزبة «أبو مسلم» بمركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة (جنوب غربي القاهرة)، وأدت إلى مقتل 4 أشخاص من الشيعة، بينهم الشيخ «حسن شحاتة» زعيم الشيعة في مصر، بعد أن قام المئات من أهالي العزبة بضربهم حتى الموت خلال احتفالهم بليلة النصف من شعبان، وعاقبت محكمة مصرية منتصف يونيو/حزيران الحالي، 23 متهما بالسجن لمدة 14 عاما بعد إدانتهم بقتلهم.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إيران مصر الشيعة المد الشيعي حزب الحق المصري أحمد راسم النفيس