محللون: باكستان تتخلى عن توازناتها الإقليمية لصالح السعودية

الأحد 23 أبريل 2017 06:04 ص

اعتبر بعض المحللين أن موافقة باكستان على إرسال قوة عسكرية مكونة من 5 آلاف جندي إلى الحدود السعودية اليمنية، لحماية المملكة بمثابة تخل عن مبدأ التوازن الإقليمي الذي تنتهجه باكستان على مدار تاريخها في النزاع بين السعودية وإيران.

وقالوا إن هذه الخطوة مخالفة لقرار البرلمان الباكستاني الذي اتخذه في عام 2014، ويلزم الحكومة باتخاذ موقف محايد في حرب اليمن، بعد أن أعلنت الرياض افتراضيا أن إسلام أباد هي جزء من التحالف الذي تقوده لإعادة تمكين حكومة الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي».

وبحسب تقرير صحفي، اتخذت المملكة خلال الأشهر القليلة الماضية العديد من الإجراءات والخطوات للتقرب من إسلام أباد، وظهرت في مشاركة قوات سعودية في عرض عسكري أقامته باكستان في مارس/آذار الماضي، في العاصمة إسلام أباد بمناسبة اليوم الوطني للبلاد، حيث ظهرت القوات السعودية جنبا إلى جنب مع القوات الباكستانية لتكون هذه المناسبة الأولى التي  تشارك فيها قوات من خارج البلاد في عرض عسكري وطني.

وذكر التقرير أن المملكة قامت بتعيين الجنرال الباكستاني المتقاعد «رحيل شريف»، لقيادة «التحالف العسكري الإسلامي» الذي تقوده السعودية والمؤلف من 39 دولة.

ورأى محللون أن موافقة باكستان جاءت محاولة لإرضاء المملكة بعد أن أدت عدم مشاركتها في حرب اليمن إلى برود في علاقاتها مع السعودية، مشيرين إلى أن تولي «شريف»، المنصب الجديد من شأنه أن يعطي الفرصة للدبلوماسية العسكرية الباكستانية لإعادة بناء ودفع العلاقات مع دول الخليج العربي، لكن في الوقت نفسه فإن هذه الخطوة دليل على تغير استراتيجية إسلام أباد وابتعادها عن سياسية التوازن في علاقاتها مع السعودية وإيران وخضوعها للضغوط التي تمارسها عليها المملكة.

وقد أعربت طهران عن تحفظها على هذه الخطوة، حيث قال السفير الإيراني لدى باكستان، «مهدي هوناردوست»، إن طهران أبلغت إسلام أباد رسميا، بأن لديها ملاحظات حول موافقة الأخيرة على تعيين «شريف» في هذا المنصب، على الرغم من أن الجنرال «شريف» أكد للقادة الإيرانيين أنه سيقبل المنصب شريطة ألا يكون التحالف معاديا لإيران، وطالب أن يقوم بلعب دور دبلوماسي للحد من التوتر بين الرياض وطهران.

وعلى الصعيد الداخلي، انتقدت أحزاب سياسية باكستانية الحكومة التي سمحت لـ«شريف» بقيادة التحالف الذي تقوده السعودية، ورأت هذه الأحزاب تلك الخطوة بمثابة توريط لباكستان في الحرب الإيرانية السعودية.

وبحسب محللين، يبدو أن المملكة أدركت أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون قادرة وحدها على حماية قواتها من هجمات «الحوثيين» وحلفائهم في اليمن، لافتين أن أمريكا تميل بكفتها نحو دعم القوات الإماراتية على حساب السعودية، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى اللجوء إلى القوات الباكستانية.

يذكر أن مسؤول باكستاني أفاد بأن إسلام أباد وافقت على إرسال قوة عسكرية مكونة من 5 آلاف جندي إلى الحدود السعودية اليمنية، لحماية المملكة، مضيفا أن القوة التي سيتم إرسالها ستكون غير القوات التي ستشارك بها باكستان في قوات «التحالف الإسلامي».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية باكستان اليمن إيران رحيل شريف العلاقات السعودية الباكستانية