وساطة أمريكية لإخراج الوحدات الكردية من مناطق شمال سوريا

الاثنين 24 أبريل 2017 04:04 ص

تجري الولايات المتحدة الأمريكية، وساطة في شمال سوريا بين «قوات سوريا الديمقراطية» من جهة، وبين المعارضة السورية المسلحة المدعومة من تركيا من جهة ثانية.

وتسعى واشنطن إلى ترسيخ اتفاق بين الطرفين يحدد مصير مناطق في شمال حلب سبق لـ«سوريا الديمقراطية» المدعومة أمريكيا، أن استولت عليها في ذروة الخلاف التركي الروسي على خلفية إسقاط طائرة روسية في شمال سورية أواخر عام 2015، وهو ما فجر الأوضاع في شمال سورية، وخلق أزمة إنسانية كبرى.

وذكرت مصادر مطلعة أن مفاوضات تجري من أجل إبرام اتفاق تخرج بموجبه «قوات سوريا الديمقراطية» التي تضم مقاتلين أكرادا وعربا، من مدينة تل رفعت في شمال مدينة حلب ومناطق في محيطها، منها بلدة منغ ومطارها. كما يضمن الاتفاق عودة عشرات آلاف المهجرين من هذه المناطق إلى منازلهم.

وكانت «سوريا الديمقراطية» انتزعت السيطرة على هذه المناطق من قوات المعارضة السورية المسلحة في منتصف فبراير/شباط 2016 تحت غطاء ناري روسي، إبان الخلاف بين أنقرة وموسكو، ما أدى إلى تهجير عشرات آلاف المدنيين.

وأشارت المصادر إلى أن المعارضة السورية المسلحة تصر على انسحاب «قوات سوريا الديمقراطية» إلى الغرب من طريق حلب – غازي عنتاب، مع الانسحاب من أكثر من 15 قرية سكانها عرب في غربي الطريق، أبرزها دير جمال ومريمين. في المقابل تتعهد قوى المعارضة بعدم التعرض لقرى كردية تقع بالقرب من هذه القرى.

وأكد مصدر في «لواء المعتصم بالله»، التابع للمعارضة السورية، صحة الأنباء التي تتحدث عن اتفاق وشيك، لكنه رفض الخوض في تفاصيله. وأشار إلى أن مؤتمراً صحافياً سيعقد فور توقيع الاتفاق لاطلاع السوريين على بنوده، بحسب «العربي الجديد».

وكانت مدينة تل رفعت التي تقع إلى الشمال من مدينة حلب بنحو 40 كيلومتراً، من أبرز معاقل المعارضة السورية المسلحة في شمال البلاد، منذ انتزاع السيطرة عليها من قوات النظام أواخر عام 2012. وقد شهد ذاك العام اندفاعة كبرى للمعارضة المسلحة في شمال سورية.

وبات من الواضح أن الولايات المتحدة تدفع باتجاه عقد اتفاق بين «قوات سوريا الديمقراطية» والمعارضة المسلحة يحول من دون وقوع صدام دام من شأنه أن يخلط الأوراق في شمال سوريا وأن يعيق العمليات العسكرية الهادفة إلى القضاء على «تنظيم الدولة» في شرقي سوريا.

وكانت فصائل عسكرية تابعة للمعارضة السورية هددت باسترداد مدينة تل رفعت وريفها بالقوة في حال عدم انصياع «قوات سوريا الديمقراطية» للحل السلمي الذي يكفل خروجها وعودة المهجرين الذين يتوزعون على عدد من المخيمات في محيط مدينة إعزاز بالقرب من الحدود السورية التركية، ويعيشون ضمن ظروف صعبة.

وكان الشمال السوري برمته على وشك السقوط في أوائل العام الحالي بيد «قوات سوريا الديمقراطية» التي تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية ثقلها الرئيسي، لولا التدخل التركي المباشر الذي منع سقوط مدينة «إعزاز» بيد هذه القوات، وحال من دون خسارة فصائل المعارضة المسلحة لمواقعها في تلك المنطقة. وحاولت الوحدات الكردية الاستفادة من الخلاف التركي الروسي، ومن فتور علاقة أنقرة مع واشنطن إبان ولاية الرئيس الأميركي السابق «باراك أوباما»، لتوسيع نطاق سيطرتها في شمال سوريا بشكل يمكنها من فرض إقليم ذي صبغة كردية تعتبره تركيا مساساً بأمنها القومي، وتعمل على منع ظهوره بكل السبل.

وتبذل مساعي من أجل عقد اتفاق آخر يضمن عودة عشرات آلاف العرب المهجرين من مناطق شرقي نهر الفرات تقع بالقرب من مدينة عين العرب أبرزها الشيوخ الفوقاني والشيوخ التحتاني، على أن تبقى تحت إدارة الوحدات الكردية المسيطرة على منطقة واسعة في شمال سوريا، تبدأ بمدينة منبج وتنتهي في محافظة الحسكة أقصى شمال شرقي سورية.

  كلمات مفتاحية

المعارضة السورية الأكراد أمريكا قوات سوريا الديمقراطية حلب تركيا

سوريا.. الأكراد يخططون لإقامة منفذ على المتوسط مقابل دعم واشنطن في عملية الرقة