مصادر دبلوماسية: «الحريري» نجح في تقويض الاستعراض الإعلامي لـ«حزب الله»

الاثنين 24 أبريل 2017 05:04 ص

اعتبرت مصادر دبلوماسية غربية أن جولة رئيس الحكومة اللبنانية «سعد الحريري» برفقة وزير الدفاع الوطني «يعقوب الصراف» وقائد الجيش العماد «جوزيف عون» على المواقع الأمامية الجنوبية في مواجهة المواقع العسكرية الإسرائيلية في منطقة العمليات المشتركة للجيش اللبناني وقوات «يونيفيل» في جنوب الليطاني، رسالة لمن يعنيهم الأمر بأن لا عودة إلى تفلت السلاح في هذه المنطقة المحمية من أعلى مرجعية دولية أخذت على عاتقها تطبيق القرار الدولي 1701 من جهة، وتعزيز دور الجيش في بسط سيطرته عليها من جهة ثانية.

ونقلت صحيفة «الحياة» عن المصادر، أن الحرص الذي أبداه «الحريري» في أن يبدأ جولته من مقر قيادة «يونيفيل» في الناقورة على عدد من المواقع العسكرية للجيش اللبناني الواقعة على الخط الأزرق يشكل رسالة رسمية لبنانية من رئيس الحكومة، بالنيابة عن الدولة اللبنانية، بأن لا مجال للعودة إلى المربع الأول في منطقة الانتشار المشتركة للجيش اللبناني و«القوات الدولية» باعتبار أنه الأقدر للتعبير عن موقف السلطة اللبنانية الراغبة في توفير شبكة الأمان الأممية لهذه المنطقة من خلال دور القوات الدولية.

وذكرت المصادر الدبلوماسية ذاتها أن «الحريري» أراد من جولته على الخط الأزرق تأكيد حضور السلطة اللبنانية بقواها العسكرية، وأن لا سلاح آخر في منطقة العمليات المشتركة إلا السلاح الشرعي بالتآخي مع سلاح «الأمم المتحدة».

وقالت إنه رغب أيضا في تمرير رسالة للمجتمع الدولي على أن لبنان ليس عصيا على قرارات «الأمم المتحدة»، وأن «العراضة الإعلامية» ما هي إلا حالة عابرة غير مرغوب فيها ولن تؤثر في حرص السلطة اللبنانية على تطبيق القرارات الدولية.

وأضافت المصادر أن «الحريري» أحسن في توجيه رسالته إلى المجتمع الدولي لعله ينجح في أن يزيل ما علق في ذهن «الأمم المتحدة» من تداعيات سلبية على خلفية خرق القرار 1701، معتبرة أن ترحيب المنسقة الخاصة لـ«الأمم المتحدة»، «سيغريد كاغ» بزيارة رئيس الحكومة إلى الجنوب ردا على الزيارة الإعلامية التي نظمها ورعاها «حزب الله» لعدد من الإعلاميين، ما هو إلا رسالة تعكس استمرار الشراكة بين حكومة لبنان و«الأمم المتحدة» دعما لاستقرار البلد وأمنه.

وأكدت المصادر الدبلوماسية أن «الحريري» لم يكتف بزيارته الجنوب لتأكيد تمسك الحكومة اللبنانية بوجود المرجعية الدولية ممثلة بالقوات الدولية، بل بادر إلى تشغيل محركاته في اتجاه عدد من السفراء العرب والأجانب رغبة منه في عدم المساس بشبكة الأمان الدولية للبنان لأن اهتزازها من شأنه أن يشرع الأبواب للعدوان الإسرائيلي مع أن تل أبيب لا تبحث عن أعذار لتهديد الاستقرار في لبنان وهي تواصل خروقها للخط الأزرق.

واعتبرت أن «استعادة الثقة» التي تحدث عنها «الحريري» تستدعي الالتفات إلى الأخطار الخارجية التي تهدد لبنان وتحييده عن الحروب المشتعلة من حوله ولا تبرر مهما كانت الذرائع العبث بأمن الجنوب واستقراره، وقائلة إن زيارة «الحريري» الجنوب لعبت دورا في خفض منسوب مساءلة لبنان من قبل المجتمع الدولي حيال العراضة الإعلامية التي نظمها «حزب الله».

ولم تستبعد المصادر نفسها أن يكون «حزب الله» من خلال رعايته للعراضة الإعلامية في وارد اختبار ردود الفعل المحلية والدولية التي لم تصب لمصلحته مع أن الموقف الرسمي منها اقتصر على رئيس الحكومة الذي هو بمثابة الناطق الرسمي باسمها.

وأشارت المصادر الدبلوماسية إلى أن الأهم في جولة «الحريري» ما يتعلق بالأجواء الدولية والعربية حول ضرورة التحسب من إقدام «إسرائيل» على خطوة حمقاء تستهدف لبنان يفترض بالأخير أن لا يوفر لها الذرائع مع أنها في غالب الأحيان ليست في حاجة إليها، وهو ما سمعه رئيس الجمهورية «ميشال عون» مباشرة من العاهل الأردني الملك «عبدالله الثاني» في حضور «الحريري» في اللقاء الذي جمعهما به على هامش استضافة الأردن القمة العربية.

وتتقاطع التحذيرات الأردنية مع تحذيرات دولية مماثلة لم ينفك عن إطلاقها عدد من سفراء الدول الكبرى لدى «الأمم المتحدة» و«مجلس الأمن الدولي» الذين أوصوا في رسائلهم لبنان بضرورة الحيطة والحذر من جهة، وبوجوب تجنب القيام بأي عمل عسكري غير مدروس في جنوب لبنان من جهة أخرى، في إشارة إلى «حزب الله» الذي تعرضت مواقعه في سوريا لعدد من الغارات للطيران الحربي الإسرائيلي.

وبحسب المصادر الدبلوماسية الغربية، فإن إن رسالة «الحريري» من منطقة العمليات المشتركة للجيش والقوات الدولية في جنوب الليطاني حققت أهدافها وكبحت جماح ردود الفعل الدولية المعترضة على هذه العراضة، ومن شأنها أن تعود بالوضع في جنوب الليطاني إلى ما كان عليه قبل العراضة الإعلامية.

وكان رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري»، قال، الجمعة الماضي، من الناقورة، إنه يرفض ما يقوم به «حزب الله» على الحدود، مؤكدا أن الجيش اللبناني يرابط على الحدود ويقوم بواجبه على أكمل وجه.

وجاءت تصريحات الحريري إثر تنظيم «حزب الله» اللبناني، الخميس الماضي، جولة لمجموعة من الإعلاميين على الحدود جنوب لبنان.

وشدد «الحريري» على أن بيروت تلتزم بالقرارات الدولية وعلى رأسها القرار 1701، لافتا إلى وجود بعض الخلافات السياسية في بعض الأمور، ولكن الحكومة تتحمل المسؤولية.

وقال «الحريري»: «حزب الله لا يقنعني ببعض الأمور، وأنا لا أقنعه ببعض الأمور، وإننا كحكومة وقوى سياسية نقوم بواجبنا».

كما أعلن «الحريري» أن الجيش يدافع عن لبنان خارج أي فئوية أو مناطقية، مضيفا أن الحكومة تقوم بكل الجهود لتدريب وتسليح الجيش والقوى الأمنية، ولا سلطة في لبنان تعلو على سلطة الدولة.

وبين أن «إسرائيل» تنتهك القرار 1701، مضيفا أنه كحكومة يرفع تلك الانتهاكات إلى «الأمم المتحدة».

جدير بالذكر أن «حزب الله» نظم، الخميس الماضي، جولة لمجموعة من الإعلاميين على الحدود بين لبنان و«إسرائيل»، انتقدها حزب «القوات اللبنانية»، واعتبرها خطأ استراتيجيا.

والناقورة بلدة لبنانية ساحلية من قضاء صور في محافظة الجنوب، وتضم مركز القيادة لقوات «يونيفل»، وتبعد البلدة عن العاصمة بيروت 103 كلم.

  كلمات مفتاحية

لبنان إسرائيل الحريري حزب الله الأمم المتحدة يونيفيل