انتقادات لمسؤول تونسي عبر عن تأييده لليمينية المتطرفة «مارين لوبان»

الاثنين 24 أبريل 2017 08:04 ص

تعرض مسؤول تونسي لموجة من الانتقادات بعد تعبيره صراحة عن تأييده لمرشحة اليمين المتطرف لانتخابات الرئاسة الفرنسية «مارين لوبان» التي تأهلت الأحد إلى جولة الإعادة مع مرشح الوسط «إيمانويل ماكرون».

وكتب «أسامة محمد»، المستشار السابق لوزيرة الصحة التونسية على صفحته في موقع «فيسبوك»، صورة تجمعه مع زعيمة حزب «الجبهة الوطنية» المتطرف والمرشحة الحالية للانتخابات الرئاسية مارين لوبان، مرفقة بتعليق كتب فيه «لن أتمنى الفوز لأحزاب خربت دولا ودمرت حضارات وقتلت أبرياء وشردت عائلات، أحزابا في فترة توليها الحكم في فرنسا خربت ليبيا ونزفت تونس ودمرت العراق وحرقت سوريا باسم الديمقراطية والحرية التي رعاها جورج سوروس ونظّر لها العرّاب برنار أونري ليفي».

وأضاف «سأتمنى الفوز للحزب الذي رفض التدخل الأمريكي في العراق، الحزب الذي فضح مسلسل الربيع العربي والذي اعترف أن بلاده بقيادة ساركوزي تتحمل المسؤولية الكاملة في ما جرى لتونس وليبيا ومصر. لو كنت فرنسيا لانخرطت في الجبهة الوطنية».

تدوينة «محمد» عرضته لموجة انتقادات كبيرة، قبل أن يضيف لاحقا «يهمني أن أذكر أن مهمتي بديوان السيدة سميرة مرعي وزيرة الصحة قد انتهت، وتسميتي في المقالات الصحفية بصفة مستشار وزيرة الصحة لا تعدو أن تكون إلا ضربا من ضروب المغالطة ومحاولة تشويه الوزيرة».

وأضاف «اليوم أحاكم محاكمة شعبية على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل تدوينة ساندت فيها مرشحة الجبهة الوطنية للانتخابات الرئاسية بفرنسا، نعم هذه هي الثورة التي قامت من أجل حرية الرأي وحق الاختلاف. ثورة الحرية التي تتحكم فيها أقلية نعرف جميعا منبعها».

يذكر أن سفير تونس السابق لدى اليونسكو المازري حداد (أحد رموز نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي) أثار جدلا كبيرا العام الماضي بعدما تداول عشرات النشطاء صورة له وهو يهم بتقبيل يد «لوبان» المعروفة بعدائها الشديد للمسلمين والمهاجرين عموما في فرنسا، بحسب ما ذكرت صحيفة القدس العربي.

فوز متوقع لماكرون

وأخذ مرشح الوسط «إيمانويل ماكرون» خطوة كبيرة نحو رئاسة فرنسا يوم الأحد بفوزه في الجولة الأولى من الانتخابات وتأهله للجولة الثانية المقررة في 7 مايو/ أيار في مواجهة «لوبان».

وتمثل نتيجة انتخابات يوم الأحد هزيمة ثقيلة ليمين الوسط ويسار الوسط اللذين سيطرا على الساحة السياسية الفرنسية لنحو 60 عاما كما أن النتيجة تقلل من احتمال حدوث صدمة على غرار تصويت بريطانيا في يونيو/ حزيران بالانسحاب من الاتحاد الأوروبي وانتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.

وأظهر استطلاع أجراه مركز هاريس لاستطلاعات الرأي أن ماكرون سيفوز في الجولة الثانية بنسبة 64% مقابل 36% للوبان وأعطى استطلاع إبسوس/سوبرا ستيرا توقعات مماثلة.

وتسير لوبان، التي تحاول أن تصنع التاريخ كأول امرأة تتولى رئاسة فرنسا، على خطى والدها الذي أسس الجبهة الوطنية ووصل إلى الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية عام 2002.

ومني والدها جان ماري لوبان بالهزيمة في نهاية المطاف عندما احتشد الناخبون من اليمين واليسار حول المرشح المحافظ جاك شيراك من أجل استبعاد حزب اعتبروا أفكاره اليمينية المتطرفة المناهضة للمهاجرين غير ملائمة.

وبذلت ابنته جهودا مضنية لتخفيف صورة الحزب ولاقت تأييدا واسعا وسط الناخبين الشبان من خلال تنصيبها لنفسها كمناهضة للمؤسسة ومدافعة عن العمال الفرنسيين والمصالح الفرنسية في مواجهة الشركات العالمية واتحاد أوروبي يكبل اقتصاد فرنسا.

  كلمات مفتاحية

فرنسا لوبان تونس العلاقات التونسية الفرنسية