«أردوغان»: علاقاتنا مع الهند سبتنى على أساس الربح المتبادل

السبت 29 أبريل 2017 08:04 ص

صرح الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» بأن حجم التبادل التجاري بين بلاده والهند، يبلغ 6 مليارات دولار، وأن المرحلة القادمة ستكون مبنية على أساس الربح المتبادل وتعزيز العلاقات واللقاءات بين مسؤولي البلدين.

جاء ذلك في مقابلة أجراها «أردوغان»، اليوم السبت، مع قناة «وي أون» التلفزيونية الهندية، قبيل الزيارة الرسمية التي يجريها إلى الهند، غدا الأحد.

وأضاف «أردوغان» أن زيارته إلى الهند تسعى لرفع حجم التبادل التجاري بين البلدين، خاصة أنها برفقة نحو 160 رجل أعمال تركي، سيعقدون اجتماعات مع نظرائهم الهنود، لإنشاء استثمارات متبادلة.

وأشار «أردوغان» إلى أن بلاده افتتحت قنصلية لها في مدينة مومباي عام 2010، وقنصلية أخرى بمدينة حيدر أباد عام 2013، لافتا إلى أن هذه الخطوات توضح مدى اهتمام تركيا بالهند.

وحول النزاع على إقليم كشمير بين الهند وباكستان، أوضح «أردوغان» أن إيجاد حل للمسألة التي مازالت عالقة منذ 70 عاما سيكون مربحا للهند وباكستان، وإضافة كبيرة للسلام العالمي.

وشدد على أن إطالة أمد هذه الأزمة وإجبار الأجيال القادمة على دفع فاتورتها ليس صائبا، علاوة على أن المسألة تؤثر على حياة ورفاهية شعوب المنطقة وعلى الأمن في جنوبي أسيا.

وأكد «أردوغان» على أهمية إبقاء قنوات الحوار بين الهند وباكستان قائمة، معربا عن تركيا استعداد تركيا للمساهمة في هذه الحوارات.

ولفت إلى حسن النية التي أبداها رئيس الوزراء الباكستاني حيال فتح قنوات حوارات ثنائية مع الهند أو مشاركة دولة أخرى بذلك.

واستبعد «أردوغان» أن يكون هناك أي وجه للشبه في الأزمة بين الهند وباكستان حول كشمير، وبين محاربة تركيا لمنظمة «حزب العمال الكردستاني» التي تصنفها أنقرة إرهابية.

وقال «أردوغان» إن «منظمة التعاون الإسلامي» لا تهدف لمعاداة الهند أو اتخاذ موقف ضدها، لكن من حق المنظمة أن تبدي رأيها حول الإجراءات التي تتخذها نيودلهي بشأن مكافحة الإرهاب، وتقول عن إجراء معين إنه خاطئ.

وأضاف أن ما تسعى له المنظمة هو فقط فتح قنوات الحوار لإيجاد صيغة تتوافق عليها باكستان والهند في موضوع كشمير، لتحقيق السلام وإنهاء المشكلة.

وأوضح «أردوغان» أن «منظمة التعاون الإسلامي» تمثل مليارا و700 مليون من مجموع سكان العالم، ولها تأثيرها في مختلف قارات العالم، وتملك قوة اقتصادية، ولها كلمتها في المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ولفت إلى أنه ينتظر من المنظمة المساهمة في السلام العالمي، وهي تقوم بهذا الدور، ولا يحق لأحد محاسبتها عن بياناتها لأن الدول الأعضاء فيها هي عضو أيضا في «الأمم المتحدة» ولها ثقلها هناك.

وشدد «أردوغان» على ضرورة إصلاح «الأمم المتحدة»، وعدم ترك مصير العالم بيد الدول الخمسة دائمة العضوية (الولايات المتحدة، وروسيا وبريطانيا، والصين، وفرنسا).

وأوضح أنه في حال تم العمل بمقترح في هذا الخصوص فإن الهند أيضا ستكون من بين الأعضاء الدائمة العضوية في «مجلس الأمن».

علمانية «أردوغان»

وفي سياق آخر، قال «أردوغان»: «سأعرف لكم العلمانية، العلمانية التي أؤمن بها لا يمكن أن تجدوها لا في أوروبا ولا في الدول الأنجلو - سكسونية، العلمانية هي ضمان الدولة لمعتقدات كل المجموعات الدينية، هذا هو فهمنا حول العلمانية، ينبغي عدم التفريق بين المواطنين، وأن يعيش الجميع وفق معتقداتهم سواء أكانوا مسلمين أو بوذيين أو ملحدين»، مشددا على أن بلاده لم تشهد معاداة للمسيحية ولا اليهودية، وأن أول ما يقومون به في أي هجوم، هو حماية المعابد وتأمين أمنها.

وأضاف: «تركيا تنتظر منذ 54 عاما على أبواب الاتحاد الأوروبي، وخلال هذه الفترة أقدم الاتحاد على الكثير من الالتفافات والمناورات، وللأسف لم يتصرف زعماء الاتحاد بشكل صادق.

وأشار «أردوغان إلى إمكانية إجراء استفتاء شعبي بشأن انضمام تركيا للاتحاد من عدمه، في حال استمرت أوروبا بعدم الوفاء بوعودها».

وحول آخر التطورات في الأزمة السورية، أوضح «أردوغان» أن بلاده تجري لقاءات مع أمريكا وروسيا والسعودية وإيران وقطر بهذا الصدد، مشددا على أن النظام السوري يمارس إرهاب دول.

وأكد أن بلاده تحارب منظمات في سوريا مثل «الدولة الإسلامية»، و«حزب الاتحاد الديمقراطي» (الذراع السوري لمنظمة حزب العمال الكردستاني).

وأعرب «أردوغان» عن رفضه استخدام منظمات إرهابية محددة من أجل القضاء على منظمات إرهابية أخرى، مضيفا أنه ينبغي أن يتوحد «التحالف الدولي» بقيادة أمريكا، وتركيا وروسيا وإيران والسعودية وقطر لمحاربة «الدولة الإسلامية» في سوريا والعراق.

تركيا.. والعدو الأول

وأكد أن منظمة «كولن» هي العدو الأول لبلاده، مشيرا إلى أنه يوجد في الداخل التركي منظمة «حزب العمال الكردستاني» وله امتداد في شمالي سوريا هو «حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب الكردية»، كما أن هناك «الدولة الإسلامية».

وأكد أن تركيا قتلت نحو 3 آلاف من «الدولة الإسلامية» في سوريا وليس هناك كفاح مماثل من قبل قوات التحالف مثل مكافحة للتنظيم.

وشدد على أهمية تغيير نظام الحكومة في تركيا بعد الاستفتاء الذي شهدته البلاد في 16 أبريل/نيسان الجاري، موضحا أن هذه الخطوة هي الأهم بالنسبة لتركيا في السنوات الـ94 الأخيرة.

وقال: «نتائج الانتخابات تشير إلى أننا نحتضن كافة شرائح الشعب، لو كنا نمزق ونفرق الشعب لما وضعنا هذا الشعب اليوم في الموقع الذي نحن فيه، وبالنسبة لي بدلا من وضع تفاسير مختلفة، علينا النظر لصندوق الانتخابات ماذا يقول».

وسلط الرئيس التركي الضوء على أهمية المشاركة الشعبية الواسعة في الاستفتاء، مبينا أنها وصلت إلى 85%، مضيفا: «بعض الدول الأوروبية تصل فيها نسبة المشاركة إلى 35 أو 40%، تركيا نجحت في ذلك، ببعض الأنظمة الديمقراطية، قد يحدث ذلك عبر الإجبار، هذا أمر مختلف عن الاستفتاء الذي شهدته تركيا».

  كلمات مفتاحية

تركيا الهند أردوغان العلاقات التركية الهندية العلمانية الاتحاد الأوروبي الدولة الإسلامية حزب العمال الكردستاني

خبراء: زيارة «أردوغان» للهند تعزز العلاقات الاقتصادية مع تركيا