«الخطيب» يتراجع أمام موجة الغضب: حديثي عن السينما و«المحافظين» تم تداوله بشكل غير دقيق

الأحد 30 أبريل 2017 04:04 ص

تراجع رئيس هيئة الترفيه السعودية «أحمد الخطيب»، عن تصريحات أدلى بها حول إنشاء بلاده للسينما والأوبرا، ومطالبته «المحافظين» بالتزام بيوتهم، في حال اعتراضهم، بعد هجوم شديد تعرض له.

وقال «الخطيب»، في بيان أصدره، قال فيه إن ما نقل عنه بعد لقاء صحفي أجراه مع وكالة «رويترز» الخميس، «قد فهم بشكل غير دقيق، وساهمت ترجمته من اللغة الانجليزية إلى العربية، بتفسير سياق الحديث بطريقة غير واضحة ومكتملة».

وتحظر السعودية دور العرض السينمائي والحفلات الموسيقية العامة لكن الحكومة وعدت بتغيير المشهد الثقافي في إطار إصلاحات «رؤية  2030» التي أعلنها ولي ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» العام الماضي. ومن ضمن تلك الإصلاحات إنشاء هيئة حكومية تعنى بالترفيه.

وشهدت الأيام الماضية، هجوما حادا على «الخطيب»، حتى طالب البعض بإقالته.

وتحت وسم «الزم بيتك يا الخطيب نرفض التغريب»، تصدر ترتيب الوسوم الأكثر تداولا في المملكة، شن مغردون سعوديون، على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، هجوما حادا على «الخطيب»، مطالبين بمقاضاته على تصريحه.

غير دقيق

وأمام هذا الهجوم، قال «الخطيب» في بيانه الذي نقلته صحيفة «عكاظ»، إن «ما ذكره بأن المملكة ستفتح دور سينما يوما ما لن يكون خارج إطار الإجراءات الرسمية التي تعتمدها المملكة في مسيرتها في التعامل مع كافة المشاريع ونهجها في تعزيز مسيرة التنمية في جوانبها المختلفة».

وأكد أن تلك الإجراءات تراعي كافة المتطلبات ومن أهمها رغبة المجتمع الذي سيستفيد من تلك المشاريع بكافة شرائحه.

وأضاف أن «تلك الإجراءات ستنعكس بلا شك على الكيفية والتوقيت لإطلاق هذا النوع من المشاريع، لا سيما أن هيئة الترفيه تسعى إلى دعم صناعة الترفيه بالمملكة، وتمكين القطاع الخاص من ذلك، وفق متطلبات الجمهور المستفيد منها».

وبين «الخطيب» أن ما تم تفسيره بشكل غير دقيق حول ما ذكره بأن هيئة الترفيه تسعى الى توفير ترفيه «يشبه بنسبة 99 في المئة ما يحدث في لندن ونيويورك»، ليس بالضرورة أن يتعارض مع رغبة الجمهور المستفيد منها بكافة شرائحه.

وشدد على أن نهج الهيئة منذ انطلاقتها واضح ويعتمد في أساسه على دعم وتمكين القطاع الخاص لتقديم برامج ذات قيمة عالية ومتنوعة وتواكب أبرز ما توصلت له هذه الصناعة عالميا، وبشكل يتوافق مع قيم وثوابت المملكة المعتمدة على تعاليم الإسلام السمحة. واستطرد أن «الهيئة موقفها واضح من أي تجاوزات أو مخالفات لنهجها وسعيها لتطوير صناعة الترفيه»، مشيرا إلى أنه سبق وحدثت مخالفات فردية قليلة للغاية، تم التعامل معها، وهذا ما ذكر في نص الحوار الذي نشرته «رويترز».

حول ما ذكر أن «المحافظين عليهم المكوث في منازلهم إذا لم تلقى برامج وأنشطة الترفيه المختلفة اهتمامهم»، رد «الخطيب»: «هذا الأمر تم ذكره بشكل غير دقيق ومكتمل، مما أدى لإساءة الفهم»، مشيرا إلى أن هيئة الترفيه لديها هدف واضح وهو تشجيع صناعة الترفيه واستقطاب كافة شرائح المجتمع السعودي بمختلف أعمارهم ورغباتهم.

وأضاف أنه يحترم كافة أطياف المجتمع السعودي، وأن الهيئة وبرامجها تسعى لتلبية أذواقهم، وستوفر خيارات متعددة أخرى للترفيه لكافة طبقات المجتمع.

كما أكد أن الهيئة تشترط على منظمي تلك الفعاليات الالتزام بالتعاليم الإسلامية، مدللا على ذلك، أنه سبق وأن حدثت حالات أوقفت فيها الفعاليات. وأوضح أن «الهيئة سبق أن رفضت أكثر من ١٥٠ فعالية قدمها لها بعض الشركات العاملة في هذا المجال، وذلك لتعارضها مع نهج الهيئة القائم على احترام تعاليم الدين الإسلامي ورغبة الجمهور».

وقال «الخطيب»: «نؤمن بأن الغالبية العظمى من أفراد المجتمع السعودي نهجها الاعتدال والوسطية، وسنركز في برامج الهيئة عليها»، مشددا على أن منهج الهيئة لن يحيد عن النهج العام للمملكة، وثوابتها في تعزير قيمة هذا التوجه الذي يسعى لتعزيز الاعتدال ومحاربة التطرّف.

فاعليات رمضان

«الخطيب»، استغل بيانه للحديث عن فاعليات الهيئة في رمضان، وقال إن «الهيئة اعتمدت روزنامة برامج الترفيه لشهر رمضان المبارك، من خلال ١١ فعالية في ١٥ مدينة من مدن المملكة، والتي تسعى إلى إتاحة العديد من الفرص للأسرة السعودية لقضاء أوقات ممتعة ومفيدة في هذا الشهر الفضيل والاستمتاع بأجازة الصيف في إطار ترفيهي هادف يتوافق مع رغبات مختلف شرائح المجتمع».

ولفت إلى أنه من أبرز هذه الفاعليات، معرض القرآن الكريم الذي يهدف للتعريف بكتاب الله من خلال مجموعة من المعروضات التفاعلية، ومعرض جماليات الخط العربي، ومعرض أسماء الله الحسنى الذي يحفز الزائر على التعرف على عظمة الخالق من خلال شاشات تفاعلية بانورامية.

كما تضمنت الفاعليات معرض التحف الإسلامية، ويشمل تحف ومخطوطات إسلامية وتاريخية من مجموعة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.

ومن المقرر بحسب «الخطيب»،، إطلاق الهيئة مهرجانات عده رمضانية في عدد من مناطق المملكة تشتمل على برامج تراثية وثقافية ورياضية.

وقال إن الهيئة ستمضي قدما في برامجها لتعزيز صناعة الترفيه وفق النهج العام الذي تنتهجه المملكة وستسعى الى أن يكون هذا القطاع وبالشراكة مع القطاع الخاص أحد القطاعات المساهمة في خلق الوظائف للشباب السعوديين، مشيرا الى أن الهيئة وفرت 20 ألف فرصة عمل حتى الآن في هذا القطاع بعد 7 أشهر فقط، وأنها قد تتجاوز ذلك في وقت قريب كما أنها نظمت إلى الآن ما يقارب من ١٥٠ فعالية وحضرها أكثر من مليوني ونصف.

وبدأت هيئة الترفيه الحكومية التي أنشأتها السعودية العام الماضي بتنظيم فعاليات ثقافية وفنية وترفيهية في مناطق عدة بالمملكة بعد أن ظلت غائبة عنها لسنوات طويلة.

وخلال الشهر الماضي، حضر نحو 900 شخص من الجنسين حفل الموسيقار المصري «عمر خيرت»، الذي أقيم تحت رعاية «الهيئة العامة للترفيه» بمسرح جمان بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، بجدة في سابقة هي الأولى من نوعها بالمملكة.

وقبل عدة أشهر، أفتي مفتى السعودية الشيخ «عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ»، بتحريم الحفلات الغنائية والسينما، قائلا إنه «لا خير فيها وضرر وفساد كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين». مضيفا أن   «الحفلات الغنائية والسينما فساد.. السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا».

وفي السياق نفسه، ناشد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ «عبدالله المطلق»، رئيس هيئة الترفيه النظر في ملاحظات بعض الشيوخ والأئمة حول السماح بإقامة حفلات غنائية خلال الأيام المقبلة، ودراسة إنشاء دور سينما بالمملكة.

 

  كلمات مفتاحية

الترفيه السعودية أحمد الخطيب هجوم المحافظين تويتر سينما

سعوديون يردون على «الخطيب»: الزم أنت بيتك.. نرفض التغريب