بعد تعثر لقاء القاهرة بضغوط إماراتية.. أبوظبي تجمع «حفتر» و«السراج»

الثلاثاء 2 مايو 2017 01:05 ص

أعلن المكتب الإعلامي لقوات الشرق الليبي، التي يقودها «خليفة حفتر»، أن الأخير ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية «فائز السراج»، اجتماعا اليوم الثلاثاء في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

اللقاء يأتي بعد نحو شهر ونصف من تعثر مساع مصرية لعقد لقاء بين الرجلين بالقاهرة نتيجة رفض «حفتر»؛ وهو ما أرجعه مراقبون، لـ«الخليج الجديد»، إلى ضغوط إماراتية على الأخير لرغبتها في استضافة اللقاء بدلاً من القاهرة.

ووفق بيان نشره على «فيسبوك»، أوضح المكتب الإعلامي لقوات الشرق الليبي أن لقاء «حفتر» و«السراج» جاء «بعد وساطة عربية ودولية»؛ دون أن يضيف أية تفاصيل أخرى.

ويعد هذا اللقاء الثاني بين الرجلين بعد اجتماع في يناير/كانون الثاني 2016 إثر تعيين «السراج» رئيسا للمجلس الرئاسي لحكومة «الوفاق الوطني»، المعترف بها دولياً.

وفي وقت سابق اليوم، قالت وسائل إعلام ليبية وإماراتية، إن «السراج» و«حفتر»، اجتمعا معاً، اليوم، في أبوظبي.

ونشرت قناة «218» الليبية صورة لـ«السراج» و«حفتر» خلال اجتماعهما، في حين لم ترشح أي معلومات عن اللقاء المغلق، وسط توقعات بصدور بيان مشترك عقب انتهاء الاجتماع.

وأمس الإثنين، وصل «السراج» إلى الإمارات، التي كان قد وصلها «حفتر»، أمس، أيضاً، حسبما كشف  مصادر مطلعة لوكالة «الأناضول».

وكان عضو مجلس النواب «حمد البنداق»، قال، قبل يومين، في حديث لوكالة «سبوتنيك» الروسية، إن «اجتماعًا مرتقبا سيجمع حفتر مع السراج في  العاصمة الإماراتية أبوظبي».

وأضاف «البنداق» أن «اللقاء بين حفتر والسراج يؤكد  قرب انتهاء الأزمة الليبية ووضع الحلول لها بما يضمن استقرار الأوضاع في البلاد».

وكان يٌفترض أن يلتقي «السراج» و«حفتر» في القاهرة منتصف فبراير/شباط بمبادرة مصرية للتفاوض بشأن تعديلات على الاتفاق السياسي المبرم في ديسمبر/كانون الأول 2015، والمعروف باسم «اتفاق الصخيرات»، والذي تم بموجبه تشكيل المجلس الرئاسي لـ«حكومة الوفاق».

ولم ينص الاتفاق على أي دور لـ«حفتر» الذي تسيطر قواته على القسم الأكبر من شرق ليبيا، لكنه الأخير فرض نفسه كمحاور أساسي بعد سيطرته على الموانئ النفطية الرئيسية في البلاد.

ونتيجة لرفض «حفتر»، تعثر لقاء القاهرة، وحينها اعتبر «السراج» أنه تم تفويت فرصة ثمينة لبدء إيجاد حل لانقسام البلاد ومعاناة الشعب الليبي.

لكن مراقبين قالوا، لـ«الخليج الجديد»، إن إلغاء اللقاء كان بإيعاز من الإمارات التي كانت ترغب في أن يُعقد على أرضها.

وأوضحوا أن الإمارات تريد من وراء ذلك إحراز «نصر دبلوماسي» على الساحة الدولية، حال أثمر اللقاء عن انفراجه في الأزمة الليبية، فضلا عن ضمان اتفاق يتوافق مع مآربها في ليبيا.

كان «حفتر» زار الإمارات في 10 أبريل/نيسان المنصرم؛ حيث التقى ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد».

وقبل أيام، اعترف رئيس النواب المنعقد في مدينة طبرق، شرقي ليبيا، «عقيلة صالح»، لأول مرة وبشكل علني بالدعم العسكري الذي قدمته الإمارات إلى قوات « حفتر».

وقال «صالح»، خلال مقابلة مع قناة «ليبيا الاخبارية»: «كان فيه دعم كبير للجيش. الجيش بدأ من 300 سيارة، وكل سيارة كان ثمنها 47 ألف دولار».

وأضاف: «ذهبنا للإمارات نطلب الدعم، ويجب أن يذكر الليبيين، وأن يورثوا لأبنائهم، أن الإمارات وقفت معنا موقف الأخ، موقف الصديق».

وتابع: «بالحرف الواحد الشيخ محمد بن زايد (ولي عهد أبو ظبي) قال لنا (عندما طلبنا الدعم): حلالنا حلالكم؛ يعني مالنا هو مالكم، وما قصروا حقيقة معنا رغم الضغط الدولي».

وعلى مدى سنوات تناولت تقارير صحفية عدة، عبر مصادر مطلعة واتهامات من أطراف ليبية ودولية، دورا إماراتياً ملحوظاً، بقيادة «محمد بن زايد»، في دعم قوات «حفتر»، وحتى المشاركة في عمليات عسكرية ضد فرقاء ليبيين؛ الأمر الذي ساهم حسب مراقبين في تأجيج الأزمة السياسية في ليبيا، وخلق حالة من التباعد بين شركاء الوطن الواحد.

والدور الإماراتي – وفق المراقبين – متواجد في كثير من بلدان الشرق الأوسط؛ وخاصة في سياق التحالف مع الأطراف السياسية المناهضة لجماعات الإسلام السياسي، وبصفة خاصة جماعة الإخوان المسلمين، ومن أبرز تلك الأطراف في ليبيا «حفتر».

إذ اتهمت شخصيات سياسية في مصر وتونس وليبيا واليمن الإمارات بلعب دور كبير، عبر المال، في إفشال ثورات الربيع العربي، والتنكيل بالأحزاب المحسوبة على «جماعة الإخوان»، التي تصدرت المشهد السياسي بعد تلك الثورات.

ولا يعترف «حفتر»، المعين من قبل مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق (شرقي ليبيا)، بسلطة المجلس الرئاسي لأ«حكومة الوفاق» الذي يترأسه «السراج»، في حين يصر الأخير  على وجوب أن تكون القيادة العسكرية تابعة وخاضعة لسلطة المجلس الرئاسي لحكومته.

وتشهد ليبيا حالة انقسام سياسي وفوضى أمنية منذ الإطاحة بالعقيد الراحل «معمر القذافي»؛ ما يجعل العديد من مناطق البلاد تشهد بين الحين والآخر أعمال قتالية بين القوى المتصارعة على السلطة، لا سيما في طرابلس ومحيطها غربا، وبنغازي وجوارها شرقاً، وسبها ومحيطها جنوبا.

وتتجسد الأزمة السياسية الحالية في وجود 3 حكومات متصارعة؛ اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما «الوفاق»، و«الإنقاذ»، إضافة إلى «المؤقتة» بمدينة البيضاء (شرق)، والتي انبثقت عن مجلس نواب طبرق .

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السراج حفتر ليبيا الإمارات محمد بن زايد