بأسلحة ومقاتلات وبوارج وحاملة طائرات.. تركيا تسعى للاكتفاء الذاتي من صناعة السلاح

الأربعاء 10 مايو 2017 06:05 ص

تسعى السلطات التركية للوصول إلى الاكتفاء الذاتي والإنتاج المحلي للصناعات الحربية والدفاعية، والاعتماد بشكل كامل على الإنتاج المحلي مع حلول عام 2023.

بوتيرة متسارعة جداً، تطورت الصناعات الحربية والدفاعية التركية خلال السنوات الأخيرة، وبات الجيش التركي يعتمد على الإنتاج المحلي في جزء مهم من متطلباته بعد أن كان يعتمد على الاستيراد من الخارج بشكل شبه كامل.

هذه الرغبة الجامحة، بحسب «القدس العربي» يقودها الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان» الذي يؤمن بأن أهم مراحل التحرر من التبعية والضغوط الخارجية، إنهاء حاجة الجيش التركي لاستيراد احتياجاته من الخارج.

ومن هذا المنطلق يقدم دعماً واسعاً لوزارة الدفاع التركية، وشركات صناعة الأسلحة الخاصة لتحقيق هذه الرؤية.

وبينما تتابعت الإعلانات التركية، طوال السنوات الماضية عن التمكن من صناعة أسلحة رشاشة وصواريخ ودبابات وعربات عسكرية متنوعة وسفن حربية ومروحية حربية قتالية وطائرات بدون طيار، يجري العمل على صناعة حاملة طائرات ضخمة ومقاتلة حربية وأنظمة للدفاع الصاروخي.

وفي عام 2002، ومع وصول حزب «العدالة والتنمية» للحكم في البلاد، لبت الصناعات المحلية التركية 24٪ من احتياجات وزارة الدفاع التركية، وبعد 15 عاماً تشير الأرقام إلى أن هذه النسبة ارتفعت إلى قرابة 65٪، في حين يقول «أردوغان» إنهم سيصلون إلى تلبية 80٪ من الصناعات الحربية والدفاعية خلال الفترة القريبة المقبلة.

مقاتلة حربية

وفي أبرز خطوة على طريق صناعة المقاتلة الحربية التركية الواعدة، اتفقت الاثنين، مجموعة شركات «قلعة» التركية، مع مجموعة شركات «رولز رويس» البريطانية، على إنتاج محركات طائرات لتركيا وذلك من خلال شركة جديد تم إنشاؤها لهذا الغرض تتمتع تركيا بأكثر من 50٪ من حصتها، وستكون أبرز مهامها صناعة المحرك الخاص بمشروع المقاتلة الحربية التركية.

وقال «عثمان أوقطاي» نائب رئيس مجموعة شركات «قلعة» التركية، إن هذا الاتفاق سيجعل من تركيا واحدة من الدول القلائل في العالم التي تُصنع محركات الطائرات، ومن المنتظر أن تصبح واحدة من الدول المصدرة لها.

وأكد أن «أكبر أهداف تركيا في الوقت الراهن هو صناعة طائرتها المحلية خلال الفترة المقبلة».

أما الطائرة الحربية التركية التي أطلق عليها اسم (TF-X)، فقد تم الانتهاء من تصميمها والتحضيرات التقنية والبدء فعلياً بصناعة أجزاء منها.

وعلى الرغم من تضارب التواريخ التي تعلنها الجهات المختصة، إلا أنها تُجمع على أن السنوات القليلة المقبلة ستشهد دخول العشرات من هذه الطائرات إلى الخدمة الفعلية، وتقول إنها ستتمتع بقدرات عالمية منافسة وستحل محل الطائرات الحربية الأمريكية من طراز «F4» و«F16» العاملة في الجيش التركي الذي ينتظر تسلم طائرات «F35» من الولايات المتحدة خلال الفترة المقبلة.

وحسب آخر تصريح لوزير الدفاع التركي «فكري إشيق» فإن المقاتلة الحربية التركية ستبدأ الخدمة عام 2023.

المروحية القتالية

كما تقول تركيا، إن مروحية «أتاك» التي دخلت الخدمة تدريجياً قبيل سنوات، حولتها من بلد مستورد إلى مصدر للمروحيات القتالية، وبدأ استخدام المروحية التي صنعتها شركة «توساش» للصناعات الجوية والفضائية منذ أكثر من عام في المعارك اليومية التي يخوضها الجيش التركي ضد مسلحي تنظيم «العمال» الكردستاني.

وتتمتع المروحية بقدرتها العالية على المناورة بـ360 درجة، وبإمكانها الدوران حول نفسها، إلى جانب إمكانية قيامها بالطيران الجانبي وتمتلك منظومة تحكم بالأسلحة، مصنوعة بقدرات محلية، إضافة إلى احتوائها على صاروخ مضاد للدروع.

كما تستطيع «أتاك» حمل صورايخ مضادة للدبابات، فضلاً عن منظومة صورايخ جو ـ جو موجهة وغير موجهة.

وتحقق «أتاك» إصابة الهدف بشكل دقيق ومن مسافات بعيدة باستخدامها منظومة الرؤية الحرارية، ونظام الرؤية الليلية من الجيل الجديد.

كما توفر المروحية لقائدها خوذة تمتلك نظام الرؤية الحرارية ونظام تسديد وتستطيع إصابة المروحية المعادية دون رؤيتها من قبل الطيار بالعين المجردة، ومزودة بآلة تصوير مثبتة في مقدمة رأس المروحية، تسجل الطلعات الجوية.

طائرات بدون طيار

بعد أن كانت تعتمد تركيا بشكل أساسي على (إسرائيل) في تقنية الطائرات بدون طيار، اضطرت أنقرة للبحث عن بدائل عن الخيار الإسرائيلي عقب التدهور المتزايد الذي شهدته العلاقات بين البلدين منذ وصول حزب «العدالة والتنمية» إلى الحكم، وبالتالي أولت شركات الصناعات العسكرية التركية أولوية كبيرة لصناعة طائرة محلية بدون طيار.

ومنذ عام تقريباً، دخلت أولى هذه الطائرات الخدمة العسكرية في الجيش التركي، وجرى استخدامها في العمليات العسكرية ضد حزب «العمال» الكردستاني وتنظيم «الدولة الإسلامية» خلال عملية درع الفرات شمالي سوريا، لأهداف الاستطلاع والقصف المحدد كونها باتت تحمل صواريخ وتستطيع ضرب أهداف صغيرة بدقة.

وتقول تركيا إنها تمكّنت من الدخول في قائمة الدول الست حول العالم، القادرة على تصنيع طائرات من دون طيار، مع صواريخها.

حاملة طائرات

في عام 2015، وقعت وكالة المشتريات الدفاعية التركية، عقدا مع شركة «سدف» التركية لبناء السفن، من أجل بناء أول حاملة طائرات تركية.

ولاحقاً أكد كبار المسئولين الأتراك على أن بلادهم عازمة على إتمام هذا المشروع الذي أثار مخاوف الدول المحيطة، من أن هذه الخطوة في حال تمامها ستمنح تركيا التفوق في البحر المتوسط، لا سيما من قبل (إسرائيل) واليونان.

الحاملة، تزن 27,436 طنا، ويبلغ طولها 231 مترا، وستتمكن من حمل ألف و200 شخص بالإضافة إلى الدبابات والمروحيات والطائرات بدون طيار والطائرات الحربية ذات القدرة على الهبوط والإقلاع العمودي.

وفي حال تزويد الحاملة بمنصة إنزال انزلاقية منحدرة، يمكن في هذه الحالة استعمالها من قبل بعض الطائرات ذات القدرة على الهبوط والإقلاع الأفقي.

كما ستتضمن الحاملة مستشفى كامل الأهلية، وسيتم التعاون مع شركة إسبانية للاستفادة من خبرتها في هذا المجال.

كما يمكن للحاملة الإبحار لفترة 50 يوما متواصلة مع حفاظها على مسافة 9 آلاف ميل بحري عن الشاطئ، مما يسمح للبحرية التركية بالتواجد بشكل قوي في المحيط الأطلسي والمحيط الهندي.

لكن الاختلاف ما زال قائماً حول موعد إنجازها بين عامي 2019 و2021.

سفينة برمائية

أما الشهر الماضي، فقد تسلَّمت مستشارية الصناعات الدفاعية في وزارة الدفاع التركية وقيادة القوات البحرية التركية، السفينة البرمائية المصنعة محليًا «تي جي كي بيرقدار»، بعد نجاحها في جميع الاختبارات العملياتية والحربية.

وأوضحت مصادر تركية أن السفينة البرمائية التي تم تصنيعها من قبل شركة «هافلسان» التركية للصناعات الجوية الإلكترونية، تأتي في إطار مشروعٍ وطني يهدف لتلبية احتياجات وزارة الدفاع التركية والقوات البحرية.

وتتمتع السفينة البرمائية «تي جي كي بيرقدار»، بأنظمة تحكم لإدارة المعارك، وأجهزة استشعار وأسلحة متطورة وأنظمة توزيع بيانات تتلاءم مع بيئة العمل العسكري.

كما تقدم السفينة للعاملين على متنها حماية كاملة من الهجمات النووية والبيولوجية والكيميائية، ويبلغ طولها 139 مترًا بعرض 19.60 مترًا، وهي مصممة للمناورة في المياه الضحلة (دون 2 متر)، وقادرة على حمل ألف و200 طن من البضائع أو المعدات العسكرية مثل الدبابات والمدرعات وغيرها من المركبات، ويمكنها القيام بمهامها العملياتية في البحر لمدة 30 يومًا من دون التزود بالوقود، وقطع أكثر من خمسة آلاف ميل بحري.

قمر صناعي

قبل أيام، كشفت شركة هندسة تقنيات الدفاع التركية، النقاب عن أول قمر صناعي محلي لمراقبة الأرض بدقة عالية، حيث من المزمع أن يقوم القمر «لاغاري» للمراقبة الدقيقة، بإجراء عمليات استطلاع ومراقبة مثل رسم الخرائط ويهدف إلى سد عجز تركيا المتعلق بالصناعات الدفاعية.

وخلال السنوات الأخيرة أطلقت تركيا خمسة أقمار صناعية نشطة، منها ثلاثة أقمار للاتصالات وهي «توركسات 3 إيه»، و«توركسات 4 إيه»، و«توركسات 4 بي»، وأقمار «غوكتورك 1»، و«غوكتورك 2»، و«رصد» للمراقبة.

وتعمل أنقرة على إنتاج الجيل الجديد من القمر الصناعي «تركسات»، تحت اسم «تركسات 5 إيه» و«تركسات 5 بي» محليًا، وإدخاله في الخدمة بحلول عام 2019.

فيما يتوقع إطلاق القمر الصناعي «تركسات إيه 6» إلى مداره، وإدخاله الخدمة بحلول عام 2020.

كما تهدف تركيا من خلال هذه المشاريع، إلى إدخال مناطق أمريكا الجنوبية والشمالية، وأوروبا، وآسيا، وأفريقيا، وأستراليا، ضمن نطاق تغطيتها بحلول عام 2020، ما يعني أن 91% من سكان العالم سيتمكنون من التواصل عبر الأقمار الصناعية التركية.

وكانت مصادر تركية أكدت أن القمر الصناعي «غوكتورك 1» سيستخدم لأغراض استخبارية عسكرية.

وأمس، قال رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدريم» إننا «في مراحل إنشاء وكالة فضاء وطنية، كما بدأنا العمل من أجل صناعة قمر اتصالات محلي، وتتواصل الجهود دون انقطاع من أجل ضم أنظمة الدفاع الجديدة إلى أملاك القوات المسلحة».

بندقية عالمية

على صعيد آخر، أسست تركيا خط إنتاج شاملاً، العام الماضي، استعداداً لتصنيع بندقيتها القتالية الخاصة «إم بي تي 76»، بعد انتهاء المهندسين الأتراك من تصميمها وتجربتها، التي تقول تركيا إنها تجمع مزايا أشهر البنادق القتالية؛ بحيث تكون فعالة كالبندقية الألمانية «جي 3»، ويمكن الاعتماد عليها كبندقية «كلاشينكوف» الروسية، وعمليّة كالبندقية الأمريكية «إم 16»، وتصفها بأنها الأولى في العالم.

وبدأت تركيا بإنتاج بندقية القنص «بورا» في عام 2007، كما بدأت العمل على «مشروع البندقية الوطنية التركية» في عام 2009، وأتمّته في 5 أيار/ مايو 2014.

ويصل مدى البندقية التي تزن 4.180 كغ، الفعال إلى 600 متر، ويمكنها إطلاق 700 طلقة في الدقيقة الواحدة، وتصل السرعة الابتدائية للطلقة 800 متر في الثانية، وطول السّبطانة 406 ملم.

معرض عسكري

وأمس، انطلق في مدينة اسطنبول، معرض الصناعات الدفاعية الدولي «أيدف»، حيث عرضت فيه شركة «أسيلسان» التركية المتخصصة في الصناعات الإلكترونية العسكرية 317 منتجاً لها في مجال الأنظمة البحرية، وأنظمة الدفاع الجوية، والتقنيات المستخدمة في مراقبة الحدود وخفر السواحل، وتقنيات الاتصالات، وأنظمة الحروب الالكترونية، والتقنيات البصرية الكهربائية.

وأبرز هذه الأنظمة «قورقوت» للدفاع الجوي المدفعي، و«حصار» للدفاع الجوي المنخفض والمتوسط، و«إخطار» المضادة لطائرات بدون طيّار «درون»، بالإضافة إلى نظام إدارة الأمن العام لمواجهة الأعمال الإرهابية، وأنظمة التحكم وإطلاق قاذفات الدبابات، وأنظمة تركيب الأسلحة بقواعد ثابتة، وتقنيات أسلحة المشاة، وآليات تحكم عن بعد، بالإضافة إلى الأنظمة الجوية الموجهة بالليزر، وأنظمة الكترونيات الطيران.

كما كشفت مؤسسة الصناعات الميكانيكية والكيميائية التركية «MKE»، عن نظام مدفعي محلي جديد باسم «ياووز»، ابتكرته في إطار مشروعها لتطوير نظام الأسلحة (155 ملليمتر) القابلة للتركيب فوق المركبات ذات الدفع السداسي.

ويتمتع النظام بالقدرة على قصف القواعد والثكنات العسكرية على بعد 40 كيلومترا، عبر الذخائر بعيدة المدى، الأمر الذي يحد من خطر الرد من قبل العدو بشكل فوري.

ارتفاع الصادرات

وحسب الأرقام الرسمية، شهدت الأسواق الخارجية المستوردة لمنتجات قطاع الصناعات الدفاعية والجوية (المدنية والعسكرية) التركية، توسعاً ملحوظاً من حيث عدد الأسواق خلال الربع الأول من العام الحالي 2017، مقارنة بالفترة نفسها من العام المنصرم.

فيما وصلت عدد الدول التي تستورد الصناعات التركية إلى أكثر من 60 دولة حول العالم.

ووفق معطيات مجلس المصدرين الأتراك، بلغت قيمة صادرات قطاع الصناعات الدفاعية والجوية التركية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، 370 مليون و276 ألف دولار.وكانت هذه القيمة خلال الفترة نفسها من العام الفائت، 419 مليون و391 ألف دولار.

واحتلت الولايات المتحدة الأمريكية قائمة الدول الأكثر استيراداً لمنتجات قطاع الصناعات الدفاعية والجوية، وجاءت ألمانيا في المرتبة الثانية، وبريطانيا ثالثاً.

وفي العام الماضي، ارتفعت مبيعات الشركات المرتبطة بوقف تعزيز القوات المسلحة التركية، داخل وخارج البلاد، بنسبة 24٪، إلى 7.8 مليار ليرة تركية (2.20 مليار دولار أمريكي).

كما سجلت شركة «أسيلسان» التركية صفقات خلال 2015 بقيمة 4.3 مليار دولار أمريكي، ليصل إلى 6.2 مليار دولار مع نهاية العام الفائت.

  كلمات مفتاحية

تركيا الجيش التركي صناعات عسكرية معرض سلاح

تركيا تطلق مقاتلة من الجيل الخامس في 2023