مصادر: «حفتر» عرض خلال لقائه «السراج» تشكيل مجلس رئاسي جديد

الأربعاء 10 مايو 2017 06:05 ص

أوضحت مصادر ليبية مطلعة أن رئيس المجلس الرئاسي لـ«حكومة الوفاق» الليبية «فايز السراج» قرر تلبية الدعوة للقاء قائد القوات المنبثقة عن مجلس النواب المنعقد في طبرق «خليفة حفتر»، الأسبوع الماضي، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، بمفرده لعدة أسباب، منها عدم وجود أجندة محددة للنقاش أثناء اللقاء حتى يستعرضه ويناقشه مع أعضاء المجلس، وخوفا من وقوع المجلس الرئاسي مجتمعا في فخ الضغوطات الدولية والإقليمية، والرضوخ لاتفاقات غير مناسبة.

وبحسب المصادر التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها، بين «السراج» لأعضاء المجلس الرئاسي أن حضوره لقاء «حفتر» بمفرده سمح له بهامش كبير للمناورة في الرأي لأي مقترح ووجود حجة الاستشارة مع الشركاء، خاصة أنه أكد أكثر من مرة أنه لا يملك القرار منفردا.

ونقل موقع «عربي 21» عن المصادر، أن «السراج» أكد أنه ذهب للقاء «حفتر» بناء على دعوة من الحكومة الإماراتية لرعاية هذا اللقاء، كنوع من الدعم السياسي لمحاولة حل الأزمة الليبية، لافتا إلى أنه استمع لكل ما قاله «حفتر»، ولم يتفق معه على أي نقطة محددة، ولم يجر أي اتفاق أو حتى مذكرة تفاهم مبدئية ولا نهائية.

وفي سياق متصل، كشفت المصادر أن «حفتر» طلب تشكيل مجلس رئاسي جديد يتكون بالإضافة إليه من «السراج»، ورئيس مجلس النواب «عقيلة صالح»، حيث أفصح عن رغبته في إعادة تشكيل المجلس الرئاسي بعد تقليص عدده من 9 أشخاص مقسمين حسب الأقاليم، إلى 3 أشخاص يتم اختيار الرئيس من بينهم.

وذكرت المصادر أن «حفتر» شدد على أن يكون المجلس الرئاسي هو القائد الأعلى للجيش الليبي، وأن يكون هو القائد العام للجيش، وتتبعه جميع المؤسسات العسكرية والمخابراتية.

وطلب «حفتر» تكليف رئيس حكومة مستقل، وتشكيل حكومة جديدة، وتكليف أعضاء المجلس الرئاسي الحاليين بمهام وزارية بالحكومة الجديدة كترضية شخصية، مشددا على ضرورة أن يكون القائد العام للجيش الليبي هو المسؤول عن القرارات العسكرية والمخابراتية والأمنية وخطة تشكيل الجيش.

ونقلت المصادر أن «حفتر» هاجم البرلمان الليبي، قائلا: «مجلس النواب ضعيف جدا ويجب أن تكون السيطرة والإدارة الحقيقية للدولة عند المجلس الرئاسي وليس لمجلس النواب، بما في ذلك تعيين شاغلي المهام السيادية المدنية والعسكرية والأمنية، خاصة أن رئيس البرلمان عقيلة صالح ضعيف بشكل واضح وغير قادر على تسيير أي جسم تشريعي أو تنفيذي».

وأضاف «حفتر» خلال لقائه «السراج» في الإمارات: «أنا غير مقتنع بفكرة المحاصصة الإقليمية، وخاصة على مستوى المجلس الرئاسي، ولهذا ليس من الضروري أن يكون أحد الأشخاص من الجنوب الليبي في المجلس الرئاسي».

وتابع: «أنا غير معترف بالمجلس الأعلى للدولة، والمؤتمر الوطني العام انتهت فترته وولايته، ولهذا فلن يكون موجودا في الفترة القادمة، وإنما فقط سيكون مجلس النواب -رغم ضعفه وعدم تأثيره الكبير- موجودا على الساحة الليبية، مؤكدا أن الجيش الليبي الآن في كل أنحاء ليبيا يتبعه كقائد عام».

وأشارت المصادر إلى أن «حفتر» وصف لقاء رئيس مجلس النواب «عقيلة صالح» برئيس المجلس الأعلى للدولة «عبدالرحمن السويحلي»، الذي عقد بروما، يوم 21 أبريل/نيسان الماضي، بأنه مسرحية بدون بطل.

وذكرت المصادر أن «السراج» قال لأعضاء المجلس الرئاسي: «كنت طوال الوقت استمع لما قاله حفتر وبشكل دقيق، وعندما طلب مني رأيي قلت له نحن كمجلس رئاسي، وأنا كرئيس للمجلس الرئاسي جزء أساسي من أجسام الاتفاق السياسي، ولكن ما تفضلتم به يحتاج إلى تعديلات في الاتفاق السياسي، وهي خارج صلاحياتنا».

وأضاف: «أما بخصوص موقفي الشخصي، أرى أنه لم يكن بالإمكان أن تتم مثل هذه التعديلات أو أن تتحقق وهناك أطراف أخرى سياسية وأمنية وعسكرية على الساحة الليبية ومؤثرة في المشهد لن توافق على هذه المقترحات، ومن بينها المجلس الرئاسي».

وقالت المصادر إن «السراج» أشار إلى أنهم ناقشوا كثيرا إمكانية تطبيق المقترحات السابقة، إلا أن رده دائما كان متحفظا ورافضا لتلك المقترحات.

وأكدت المصادر أنه في نهاية اللقاء تم اقتراح بيان لنتائج الاجتماع بشكل عام، وتذكر فيه النقاط المشتركة حتى التي لم يتم تناولها في اللقاء، مشيرة إلى أن «السراج» رفض التوقيع على مسودة بيان مشترك بعد أن وجده موقعا بصفة «حفتر» قائد عام الجيش الليبي، ما دفعه لإصدار بيان بمفرده وبشكل عام.

وكانت «وكالة الصحافة الفرنسية» نقلت عن مصادر صحفية مقربة من «حفتر» أن اللقاء مع «السراج» جاء بعد وساطة دولية وعربية، وهو اللقاء الثاني الذي يجمع بينهما، حيث عقد اللقاء الأول في يناير/كانون الثاني 2016 بعد تعيين «السراج» رئيسا لـ«حكومة الوفاق الوطني» حينها.

من جهتها، نقلت «رويترز» عن مصدر في أبوظبي -طلب عدم ذكر اسمه- أنه تم الاتفاق على فتح قنوات اتصال دائمة وتشكيل مجموعتي عمل لاستكمال اتفاق بشأن تفاصيل تشكيل حكومة والترتيبات العسكرية بين ضباط من جميع المناطق.

ورأى مبعوث «الأمم المتحدة» الخاص إلى ليبيا «مارتن كوبلر» أن لقاء «السراج» و«حفتر» يمثل خطوة أساسية نحو تطبيق الاتفاق السياسي، واصفا اللقاء في تغريدة له على حسابه في موقع «تويتر» بـ«التاريخي»، داعيا الليبيين لمساندة مثل هذه اللقاءات بين مختلف الأطراف.

المصدر | عربي 21

  كلمات مفتاحية

ليبيا الإمارات حفتر السراج عقيلة صالح الجيش مجلس رئاسي