«السيسي» يبحث مع «حفتر» في القاهرة رفع الحظر عن تسليح قواته

السبت 13 مايو 2017 12:05 م

بحث الرئيس المصري،  «عبد الفتاح السيسي»، السبت، مع قائد جيش طبرق الليبي،  «خليفة حفتر»، في القاهرة عدة قضايا أبرزها رفع القيود المفروضة على تسليح قوات حفتر، وأهمية استئناف الحوار.

وصرح  «علاء يوسف»، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، أن  «الرئيس أكد خلال اللقاء موقف مصر الثابت من الأزمة الليبية وسعيها المستمر للتوصل إلى حل سياسي من خلال تشجيع الحوار بين مختلف الأطراف، بما يساهم في عودة الاستقرار لهذا البلد الشقيق والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه»، بحد قوله.

وأوضح  «السيسي»، حسب بيان للمتحدث الرسمي، أن كافة المساعي التي تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية تهدف إلى التوصل لصيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها في اتفاق الصخيرات، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها».

من جانبه، أعرب  «حفتر» عن تقديره للدور المصري الهام في الأزمة الليبية، مثمنا جهودها لمساعدة مختلف الأطراف للوصول إلى توافق، كما أشاد بحرص مصر على ضمان استقرار الوضع في ليبيا في ظل الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين المصري والليبي.

وأضاف المتحدث الرسمي أنه تم خلال اللقاء استعراض آخر التطورات السياسية في ليبيا، حيث تم تأكيد أهمية استمرار الجهود من أجل مواصلة الحوار بين الأطراف الليبية وإعلاء المصلحة الوطنية الليبية، بما يتيح إعادة بناء مؤسسات الدولة ويلبي طموحات الشعب الليبي في عيش حياة كريمة ومستقرة.

وذكر «يوسف» أن الرئيس المصري أكد أهمية إعادة وحدة المؤسسة العسكرية الليبية التي نشأت منذ 77 عاما على يد أبناء ليبيا من مختلف مناطقها، كما أكد أهمية رفع القيود المفروضة على توريد السلاح للجيش الليبي (قوات حفتر)، باعتباره الركيزة الأساسية للقضاء على خطر الإرهاب في ليبيا، فضلا عن ضرورة وقف تمويل التنظيمات الإرهابية ومدها بالسلاح والمقاتلين، والتصدي لمختلف الأطراف الخارجية التي تسعى إلى العبث بمقدرات الشعب الليبي.

دعم مصر والإمارات

وأعلنت القاهرة والإمارات أكثر من مرة دعمهما لما يُعرف بـ«الجيش الوطني الليبي»، وهي قوات انبثقت عن مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق شرقي ليبيا، ويقودها «حفتر» وتقود معارك ضد قوات فجر ليبيا لموالية لحكومة الإنقاذ وهي غير معترف بها دوليا.

وفي 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2016، أكد وزير الخارجية المصري «سامح شكري» أن القاهرة «تدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر، بكل ما يحمله من شرعية، لاستعادة الاستقرار في البلاد»، حسب قوله.

لكن هذا الدعم يلقى استنكاراً واسعا من قطاع كبير من الليبيين، والذين يرون فيه دعما لطرف سياسي في ليبيا على حساب طرف آخر، وتأجيجاً للصراع المتواصل في هذا البلد منذ الإطاحة بـ«القذافي».

وخلال الشهر الجاري، قالت مجلة «التايم» الأمريكية إن «الإمارات نشرت طائرات حربية مصنعة في الولايات المتحدة في ليبيا؛ الأمر الذي يعتبر انتهاكاً لحظر توريد الأسلحة المفروض على ليبيا من الأمم المتحدة» منذ مارس/آذار 2011.

ونقلت المجلة عن الرئيس التنفيذي لشركة «إيوماكس»، «رون هوارد»، تأكيده نشر طائرات شركته في ليبيا.

وأضافت أن «صور الأقمار الصناعية تظهر 6 مقاتلات توربينية من صنع الولايات المتحدة في قاعدة جوية في شرق ليبيا تم نشرها لدعم قوات عملية الكرامة»، التي يقود الجنرال «خليفة حفتر»، والتي تقاتل قوات حكومة «الوفاق الوطني»، المدعومة أممياً.

واعتبرت أن تلك الطائرات تقدم دليلا جديداً على تعقد الصراع في ليبيا؛ حيث تعد مصر والإمارات وروسيا قوات «حفتر»، بينما يتهم الأخير تركيا وقطر بتسليح الميلشيات الإسلامية في البلاد.

وحذرت «التايم» من أن «تدفق هذه الأسلحة يساعد في الحفاظ على الصراع الذي يترك ليبيا في حالة من الفوضى».

كان مجلس الأمن حظر بموجب القرار رقم 1970 عام 2011 توريد الأسلحة إلى ليبيا، وأهاب بجميع الدول الأعضاء تفتيش السفن المتجهة إلى ليبيا، ومصادرة كل ما يحظر توريده وإتلافه.

وفي وقت سابق، اعترف رئيس مجلس النواب المنعقد في مدينة طبرق، شرقي ليبيا، «عقيلة صالح»، لأول مرة وبشكل علني بالدعم العسكري الذي قدمته الإمارات إلى قوات «حفتر».

الدور الإماراتي في ليبيا

وعلى مدى سنوات تناولت تقارير صحفية عدة، عبر مصادر مطلعة واتهامات من أطراف ليبية ودولية، دورا إماراتياً ملحوظاً، بقيادة «محمد بن زايد»، ولي عهد أبوظبي، في دعم قوات «حفتر»، وحتى المشاركة في عمليات عسكرية ضد فرقاء ليبيين؛ الأمر الذي ساهم حسب مراقبين في تأجيج الأزمة السياسية في ليبيا، وخلق حالة من التباعد بين شركاء الوطن الواحد.

والدور الإماراتي – وفق المراقبين – متواجد في كثير من بلدان الشرق الأوسط؛ وخاصة في سياق التحالف مع الأطراف السياسية المناهضة لجماعات الإسلام السياسي، وبصفة خاصة جماعة الإخوان المسلمين، ومن أبرز تلك الأطراف في ليبيا «حفتر».

ومنذ الإطاحة بـ«معمر القذافي» تتقاتل في ليبيا كيانات مسلحة متعددة، وتتصارع حاليا 3 حكومات على الحكم والشرعية؛ اثنتان منها في العاصمة طرابلس (غرب)، وهما «الوفاق»، و«الإنقاذ»، إضافة إلى الحكومة «المؤقتة» في مدينة البيضاء (شرق)، المنبثقة عن مجلس النواب في مدينة طبرق.

وقاطعة جمودا لفترة طويلة مرت به مساعي حل الأزمة الليبية، شهدت الفترة الأخيرة نشاطا لافتاً من دول الجوار، وخاصة مصر والجزائر وتونس، للتقريب من الفرقاء الليبيين.

كما انعقد مؤخرا لقاءان لافتان بين أطراف ليبية متصارعة منحا الأمل بحدوث انفراجة في جدار الأزمة في هذا البلد العربي؛ الأول بين «حفتر» ورئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية «فايز السراج»، بالعاصمة الإماراتية أبوظبي، الأربعاء الماضي، والثاني بالعاصمة الإيطالية روما الشهر الماضي، والذي جمع رئيس «المجلس الأعلى للدولة» الليبي «عبد الرحمن السويحلي»، مع رئيس مجلس نواب طبرق «عقيلة صالح».

  كلمات مفتاحية

ليبيا مصر الإمارات السيسي حفتر

«الثني» في القاهرة للحصول على دعم دولي لقوات «حفتر»

الأناضول: توظيف «ليون» في أبوظبي يثير جدلًا حول دور الإمارات في ليبيا

«المونيتور»: مصر تخرق قرار «الأمم المتحدة» وتتوسط لتزويد قوات «حفتر» بأسلحة روسية