«الزبيدي» و«بن بريك» لم يلتقيا أحدا في الرياض.. والإمارات تهاجم معارضي انفصال جنوب اليمن

الأربعاء 17 مايو 2017 04:05 ص

نفي مسؤول يمني بارز، عقد أي لقاء مع قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أعلن عن تشكيله الخميس الماضي في عدن، في الوقت الذي جددت قيادات المجلس المدعوم من الإمارات، مهاجمة شرعية الرئيس «عبد ربه منصور هادي».

بينما شهدت الأزمة بين الإمارات و«هادي»، تصعيدا جديدا، بعدما هاجمت أبوظبي ألوية الحماية الرئاسية في العاصمة المؤقتة عدن، والتي يترأسها «جلال» نجل الرئيس اليمني.

وبحسب مستشار وزير الإعلام اليمني «مختار الرحبي»، فإن محافظ عدن المقال «عيدروس الزبيدي» ووزير الدولة المقال «هاني بن بريك»، المقربين من الإمارات، واللذين اعلنا المجلس الانتقالي الجنوبي، لا يزالان في العاصمة السعودية الرياض، دون لقاء أحد من المسؤولين.

وقال «الرحبي» في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «عيدروس وبن بريك حتى الآن لم يلتقيا أحدا.. ما يزالا في الفندق ينتظران موعدا مع أحد المسؤولين على خلفية إعلان مجلس انتقالي خارج عن إطار الشرعية».

وأضاف في تغريدة أخرى: «كل ما ينشر عن لقاءات وصفقات واتفاقات على خلفية إعلان مجلس عيدروس وشركائه الانقلابي غير صحيح»، وتابع: «الرجل ينتظر موعد لقاء قيادات سعودية».

فيما عاد «بن بريك»، للتغريد من جديد، مهاجما الشرعية، ورافضا لقرار إقالته.

وقال في تغريدات، مخاطبا الشرعية: «بإمكانهم احتواء من كان مع عفاش حتى غزو عدن والجنوب، ولازال في خدمته واحتواء من مع الحوثي، أما رجال الميدان فقد سببوا لهم عقدة النقص فهيهات». في إشارة إلى رفضه العدول عن «المجلس الجنوبي الانتقالي» المعلن عنه.

وأضاف: «لن ينسى الجنوبيون من شبه حشودهم بعصابات الحوثي الإجرامية ذلك محال، ومن الحماقة الرعناء أن تعتقد أن من سقى الأرض بالدم سيترك نضاله للجبناء»، بحسب «يمن برس».

كما أشاد بالتظاهرة التي خرجت أمس، في شبوة اليمنية، المناوئة للشرعية، والمؤيدة للمجلس الجنوبي.

حديث «الرحبي»، وهجوم «بن بريك» يؤكد ما ناقلته وسائل إعلام يمنية عن قيام السعودية بوضع «الزبيدي»، و«بن بريك» قيد «الإقامة الجبرية» إثر استدعاؤهما إلى العاصمة الرياض، الجمعة الماضي، وهو الأمر الذي لم يصدر عنه حتى الساعة تعقيب رسمي من السعودية يؤكد أو ينفي صحة تلك الأنباء.

كما تنفي ما تناقلته وسائل إعلام، عن رضوخ «الزبيدي» و«بن بريك» للشرعية والتزامهما بتنفيذ قرارات «هادي» القاضية بإقالتهما من منصبيهما، عقب لقاء مستشارين لـ«هادي» في الرياض، والزعم بأنهما سيعلنان حل المجلس الانتقالي الجنوبي.

هجوم إماراتي

تأتي هذه التطورات، تزامنا مع شن الإمارات، هجوماً عنيفاً على ألوية الحماية الرئاسية في العاصمة المؤقتة عدن ووصفها بأنها «مليشيات جلال هادي».

ونقلت وكالة «إرم نيوز» الإماراتية، عن مصادر أمنية لم تسمها، قولها إن «ألوية الحماية الرئاسية ميليشيا شكلها جلال هادي نجل الرئيس اليمني، لتدين له شخصيا بالولاء في محاولة لخلق نفوذ تحت ظل والده في مواجهة قوى الأمن والسلطات المحلية في عدن».

واتهمت المصادر ألوية الحماية الرئاسية بالتهريب المكثف للأسلحة، وتهديد حياة سكان العاصمة المؤقتة عدن.

وزعمت أنه تم إحباط العديد من محاولات ألوية الحماية الرئاسية تهريب الأسلحة إلى عدن، واعتبرته شكل سببا من أسباب التوتر في المدينة.

واستشهدت الوكالة، بوثيقة مزورة نشرتها مواقع انفصالية، تتضمن تفاصيل عن تورط قائد لواء بأحد ألوية الحماية الرئاسية بتهريب أسلحة إلى عدن.

جاء هذا الهجوم، بعد ساعات، من إعلان القيادة العامة لائتلاف المقاومة الجنوبية، وألوية الحماية الرئاسية، رفض المجلس الانتقالي الجنوبي، والتأكيد على أهمية الشراكة في أي عمل وطني بعيدا عن أي أجندة إماراتية أو خليجية أخرى.

أزمة قرارات «هادي»

يشار إلى أنه في 27 أبريل/ نيسان الماضي، أقال الرئيس اليمني «الزبيدي» و«بن بريك»، وهما من أهم رجال الإمارات في الجنوب اليمني.

وأثارت إقالة «بن بريك» و«الزبيدي» امتعاض وسخط قادة إماراتيين، ووصلت إلى ذروتها بهجوم حاد شنه الفريق «ضاحي خلفان» نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، على «هادي»؛ حيث طالب بتغييره، زاعما أنه رئيس «يفرق ولا يجمع، وأنه سبب أزمة اليمن».

وبعد أيام من إقالة «بن بريك» و«الزبيدي» خرجت مظاهرة حاشدة في عدن نظمها أنصار «الحراك الجنوبي» للاحتجاج على الخطوة، وصدر عنها ما سُمى بـ«إعلان عدن التاريخي»، القاضي بتفويض «الزبيدي» بتشكيل مجلس سياسي لإدارة المحافظات الجنوبية.

وبالفعل أعلن محافظ عدن المقال، الخميس الماضي، عن تشكيل ما يسمى بالمجلس الانتقالي لإدارة شؤون الجنوب ضم 26 شخصية برئاسته ونائبه «بن بريك»، وهي خطوة فسرها مراقبون بأنها انقلاب إماراتي واضح على «هادي».

وفي تحد للسعودية وتحالف الشرعية، كشف «حمد المرزوعي» الإعلامي الإماراتي المقرب من حكام البلاد، قرب فتح مكتب تمثيلي للمجلس الانتقالي الجنوبي الذي أعلن عنه الأسبوع الماضي في اليمن، في أبوظبي.

وعلى الرغم من عدم تحديد «المرزوعي»، ماهية العاصمة العربية، ولا موعد فتح هذا المكتب، إلا أن مراقبين قالوا إنها أبوظبي، كون أن المجلس الانتقالي الجنوبي، مدعوم إماراتيا.

كما قدم الأكاديمي والمفكر السياسي الإماراتي «عبد الخالق عبد الله»، المقرب من السلطات الإماراتية، 5 مقترحات، اعتبرها حلا للم الشمل جاءت على النحو التالي: «الاعتراف بالحكومة الشرعية كجهة الاختصاص من الجميع، وإيجاد آلية مؤسسية واضحة لضبط قرارات الرئيس هادي».

وتضمنت الاقتراحات «عودة عيدروس (الزبيدي) كمحافظ لعدن، وتجميد عمل المجلس الانتقالي الذي أعلن عنه في الجنوب مؤقتا»، فضلا عن «استفتاء بإشراف أممي في الجنوب لتحديد مستقبله بعد انتهاء عاصفة الحزم والأمل».

واعتبر المراقبون، أن هذه الاقتراحات، هي شروط الإمارات للتراجع «المؤقت» عن مساعيها وأجندتها في اليمن، والتي تهدف إلى انفصال الجنوب.

وبحسب مراقبين، فيجب أخذ هذه التسريبات والاقتراحات على محمل الجد، مشيرين إلى أن الإمارات كثيرا ما تسرب توجهاتها عبر ناشطين وسياسيين وإعلاميين موالين لها، في كثير من القضايا، وخصوصا الشأن اليمني.

وتأتي هذه التسريبات، في الوقت الذي تحتضن أبو ظبي، لقاءات لقيادات جنوبية، انخرطت ضمن ما يسمى بـ«المجلس الانتقالي الجنوبي»، والذي أعلنت الشرعية، وكذا مجلس التعاون ومنظمة التعاون الإسلامي، والجامعة العربية، رفضها القاطع له، باعتباره يمس سيادة اليمن، ووحدته، ويصب في مصلحة الانقلاب، ومن وراءه إيران.

ويسبق هذه التسريبات، انتقادات لاذعة ورفض إماراتي للقرارات التي أصدرها الرئيس «عبد ربه منصور هادي» مؤخرا، وقضت بإقالة محافظ عدن «عيدروس الزبيدي»، ووزير الدولة «هاني بن بريك»، المدعومين من الإمارات، والذين شكلا لاحقا المجلس الانتقالي الجنوبي، برئاسة «الزبيدي»، في حين شغل «بن بريك» منصب النائب.

ومنذ الجمعة الماضي، بدأت السعودية، تحركات لاحتواء الأزمة السياسية المتعلقة بتشكيل «المجلس الانتقالي» لإدارة المحافظات الجنوبية، وذلك بعد ساعات من دعوة أطلقها رئيس الحكومة اليمنية «أحمد عبيد بن دغر»، لدول التحالف العربي لـ«الخروج عن صمتها تجاه ما يحدث في المناطق المحررة، وخصوصا مظاهر الأزمة في عدن»، لافتا إلى أنه «باستطاعة التحالف السيطرة عليها».

ومنذ قرارات إقالة «الزبيدي» و«بن بريك»، تبنت وسائل إعلام الإمارات، حملات إعلامية موجهة ضد «هادي»، ومؤيدة للخطوات التي اتخذها الانفصاليون في الجنوب، بالرغم من التطمينات السعودية للشرعية بخصوص ما يحدث في الجنوب، وخصوصا الدور الإماراتي.

وشهدت الفترة السابقة، دور بارز للإمارات في تغذية التوجهات المناطقية في المحافظات الجنوبية، إضافة إلى تأسيس هوية وعقيدة عنصرية للقوات التي تم تشكيلها في الجنوب، وبما يشكل طعنة في خاصرة الوحدة والشرعية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليمن المجلس الانتقالي بن بريك الزبيدي الإمارات/ الحرس الرئاسي هادي