عضو بـ«الشورى» السعودي: بعض أحكام وزارة العدل «شرعنة للتكفير»

الثلاثاء 23 مايو 2017 05:05 ص

تقدم عضو مجلس الشورى السعودي القاضي الدكتور «عيسى الغيث» بمذكرة من 87 صفحة تعرض 80 ملاحظة على أداء وزارة العدل.

وطالب «الغيث» بمسائلة وزارة العدل حول العدالة في الأحكام التي انتشرت عند الرأي العام ووسائل الإعلام الدولية والتقارير العدلية، مشيرا إلى بعض الأحكام ومنها تبرئة أحد الدعاة بعد وصفه المدعي المحامي بمحامي الزنادقة، والزندقة هو من التكفير والافتئات على الدولة عموما والقضاء خصوصا.

وقال: «انتهت هيئة التحقيق والادعاء العام بقرار تبرئة الداعية باعتبار أن التكفير والسب والشتم والاعتداء من (الذم المقبول) من دون مسوغات شرعية، وتم تصديق الحكم وهذا مؤشر خطر في ميزان العدالة، ويثير الكثير من التساؤلات عن الفكر السائد في مرفق العدالة وسمعة القضاء السعودي محليا وعالميا، ويتسبب في تشويه سمعة الشريعة الإسلامية الغراء بدعوى أنها تجيز ذلك بما يخالف الشريعة والنظام والسوابق القضائية».

وأضاف: «ما حدث لا يبشر بخير تجاه سمعة الوطن عالميا، وفي ظل هذا التوجه لمثل هذه الأحكام الصادمة ومثله تبرئة من قذف المبتعثات والطبيبات واتهم الأهالي بالدياثة، والذي كفر أحد الممثلين بعينه فتم الحكم عليه بحكم مخفف وذلك بسجنه 45 يوما فقط، ومع ذلك لم يتم تصديق الحكم من محكمة الاستئناف، وإنما تمت الملاحظة عليه والتوجه للقاضي بأن عليه الرجوع عن حكمه وتبرئة المدعى عليه، وذلك لمجرد كونه من أهل الصلاح على حد قول محكمة الدرجة الثانية».

وأكد «الغيث» أن هذا مؤشر خطر للغاية، إذ اعتبر الرأي العام ذلك «شرعنة للتكفير»، قائلا: «لم نجد لوزارة العدل أي تعليق ولا لمجلس القضاء أي تحرك بهذا الموضوع الخطر جدا، وتناولت بقية الملاحظات مواضيع خطرة عدلية عن قياس المؤشرات والشفافية وانهيار الأداء».

وفي ذات السياق، انتقد الدكتور «أحمد الزيلعي» إنتاجية القضاة ووصفها بـ«المتدنية»، موضحا أن إنتاجية القضاة قبل 30 عاما أفضل من القضاة الحاليين، مشيرا إلى أنه على رغم تضاعف أعداد السكان وكثرة القضايا إلا أن الوزارة تدرس دمج بعض المحاكم ببعض في المحافظات وتقليصها.

بدوره، تقدم عضو الشورى «عطا السبيتي» بتوصية تعالج انخفاض معدلات القضاة في المملكة لعدد السكان عن المعايير العالمية، إذ تبلغ في «الاتحاد الأوروبي» 12.3 قضاة لكل 100 ألف من السكان، وتبلغ في المغرب 12، وفي الكويت 29، وفي مصر30، في حين تبلغ النسبة في المملكة 6.9 لكل 100 ألف.

وطالب «السبيتي» بتلقي المرشحين من القضاة في مرحلة الدارسة الجامعية المبادئ الأساسية في الحاسب الآلي ليكونوا عند تخرجهم جاهزين للتعامل مع الأنظمة العدلية الإلكترونية، مشيرا إلى الحاجة إلى التوسع في تقديم التدريب النوعي للقضاة وإشراك أكبر عدد ممكن من القضاة في هذه البرامج.

وأشار إلى أن الوزارة مثقلة بالكثير من المهمات والاختصاصات، وهي بحاجة ماسة إلى إعادة درس المهمات التي يمكن إسنادها للقطاع الخاص لتخفيف الضغط على الخدمات العدلية ورفع مستوى الخدمة المقدمة للمستفيدين والإسهام في زيادة الشراكة مع القطاع الخاص.

من جهته، قال رئيس مجلس الشورى الدكتور «عبدالله آل الشيخ» إن وزارة العدل تحكم بالشريعة الإسلامية، مطالبا بعدم القدح في الوزارة والتأكد قبل مناقشة الإشاعات تحت قبة المجلس.

  كلمات مفتاحية

السعودية مجلس الشورى وزارة العدل