هجوم وتحريض إعلامي إماراتي على «الجزيرة» بعد حجبها

الأربعاء 24 مايو 2017 11:05 ص

بعد حظر هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات الدخول إلى موقع «الجزيرة نت» الإلكتروني، وصحف قطرية أخرى، بدأت مواقع ووسائل إعلام إماراتية التحريض على الجزيرة.

ومن بينها موقع 24 الإماراتي الذي نشر مقالا لرئيس تحريرها تحت عنوان «حجب الجزيرة.. ضرورة أخلاقية وواجب سياسي» قال الكاتب، «هذه القناة ليست مجرد قناة إعلامية تنقل الرأي والرأي الآخر على ما يقول شعار القناة الزائف، بل هي أداة ووسيلة قتالية، لا تختلف عن الأدوات الأخرى (المال، السلاح) بل تكاد تكون الأداة الأولى والأهم في عملية نشر الفوضى وترسيخها في العالم العربي».

واعتبر أن «حجب الإمارات والسعودية لهذه القناة، ومواقع وصحف قطرية أخرى، يبدو أكثر من بديهي، بل متأخرا إلى حد ما، لاسيما بعد سقوط الأقنعة وانتقال الجزيرة العلني من كونها إحدى أدوات القوة الناعمة للسياسة القطرية، والرافعة الأساسية (جنباً إلى جنب المال) لحضور قطر السياسي في المنطقة والعالم، إلى الناطق الرسمي في كثير من الأحيان للمنظمات الإرهابية (داعش، القاعدة، النصرة، الإخوان، طالبان)».

كما اتهم القناة بالقيام «بدور أكثر صراحة وعلانية في تأجيج الصراع الطائفي والمذهبي، من توليد مستمر لإرهابيين ومشاريع جهاديين جدد، تحت ذرائع وأقنعة واهية (عدالة القضية السورية)»، بحد زعمه.

 وادعى كاتب المقال أن «غسل أدمغة الشباب العربي وزرع بذور التطرف والتشدد في عقولهم، خلال العقدين الماضيين، بسبب الجزيرة وتوابعها (صحف ومواقع إلكترونية وحسابات تواصل اجتماعي تتناسل بصورة غير مسبوقة) التي تعتبر رأس حربة هذه العملية الممنهجة».

وأشار إلى أن قمة الرياض وما رافقها من إنشاء مركز اعتدال لمواجهة الخطاب المتطرف، خصوصاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقبل ذلك إنشاء مركز صواب في الإمارات، وإنشاء الأزهر منصة لرصد الخطاب المتطرف والردّ عليه، وغير ذلك من مبادرات أطلقت خلال العامين الماضيين، تعكس كلها بصورة جلية القناعة العربية والعالمية بأن مواجهة الإرهاب الفعلية تبدأ من مواجهة خطاب التطرف والتشدد.

وقال «بهذا المعنى لم يعد مقبولا أن تتذرع قطر بذرائع حرية الرأي والحياد والاستقلالية الإعلاميين، لتواصل بل وتصعد من دور الجزيرة المعهود في احتضان خطاب التشدد، وتفريخ منصات رقمية هدفها الوحيد إيجاد شرعية وحاضنة أيديولوجية وفكرية لهذا الخطاب، والهجوم بمناسبة وبغير مناسبة على دول وحكومات ومجموعات دينية ودعم منظمات إرهابية لإيصال رسائلها، كما يتجلى ذلك خصوصاً في مصر، حيث أصبحت الجزيرة الذراع الإعلامي لتنظيمي الإخوان وداعش الإرهابيين»، وفقا لاتهاماته.

وشكك في موضوع اختراق وكالة الأنباء القطرية زاعما وجود «إرباك واضح في التصريحات الرسمية القطرية، بما في ذلك قصة اختراق وكالة الأنباء القطرية الرسمية، التي يبدو أن أحداً لم يصدقها، وما يفسّر أخيراً القرار المنطقي، النابع من الإحساس بضرورة أخلاقية وواجب سياسي، بحجب قناة الجزيرة وتوابعها في الإمارات والسعودية.

كما نشر موقع 24 مقاطع فيديو تحت عنوان (قناة الجزيرة الإخوانية.. فصول من التحريض والفتنة) لرئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي» وهو يتحدث في الجزيرة عن استئجار الإمارات لأشخاص مقابل آلاف المليارات لتنفيذ أجندتها.

وحظرت هيئة تنظيم الاتصالات في الإمارات الدخول إلى الموقع الإلكتروني «الجزيرة نت»، وصحف قطرية أخرى.

وقالت الهيئة في التنويه الذي يظهر للمستخدمين من داخل دولة الإمارات، إن «محتويات الموقع تم تصنيفها ضمن المحتويات المحظورة التي لا تتطابق مع معايير هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية».

كما تداول مغردون من دولة الإمارات، على موقع «تويتر» صوراً تظهر حجب السلطات، لفضائية «الجزيرة»، ومنعت استقبالها عبر أجهزة الاستقبال.

ولم تصدر الجهات الرسمية في الإمارات أي توضيح بشأن حظر فضائية «الجزيرة»، أو موقعها، أو المواقع القطرية الأخرى.

قائمة الحجب

وتشتمل قائمة الحجب موقع «الجزيرة نت»، و«الجزيرة الوثائقية»، والموقع الانجليزي للقناة، ووكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا»، بالإضافة إلى مواقع صحف «الوطن» و«الراية» و«العرب» و«الشرق».

وعقب ذلك بدأت السلطات السعودية، حجب كل الصحف القطرية ومواقع عدة لشبكة «الجزيرة»، ما يعد إصرارا من سلطات المملكة على تبني تصريحات مفبركة لأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني».

ونقلت صحيفة «سبق» السعودية أن قائمة المواقع القطرية الإلكترونية التي يجرى حجبها شملت القنوات السابقة.

يأتي ذلك رغم نفي «وكالة الأنباء القطرية» (قنا) نشر تصريحات منسوبة لأمير الدولة «تميم بن حمد آل ثاني»، أكدت فيه أن موقعها تعرض لاختراق من جهة غير معروفة، وتعرض حسابها على «تويتر للاختراق أيضا في وقت لاحق، وطلبها من وسائل الإعلام تجاهل ما ورد من تصريحات ملفقة لأمير دولة قطر.

من جانبه، قال مدير مكتب الاتصال الحكومي الشيخ «سيف بن أحمد آل ثاني»، إنه تم نشر تصريحات ملفقة لأمير قطر بعد حضوره حفل تخريج الدفعة الثامنة للخدمة الوطنية.

وأفاد الشيخ «سيف» بأن ما تم نشره ليس له أي أساس من الصحة، مؤكدا أن الجهات المختصة بقطر تباشر التحقيق لبيان ومحاسبة كل من قام بهذا الفعل المشين.

وقال المدير العام لـ«وكالة الأنباء القطرية» (قنا)، «يوسف إبراهيم المالكي» إن موقعها تعرض لاختراق من جهات لم تعرف بعد، ولكن تمت السيطرة على الوضع الآن.

وأكد «المالكي» في اتصال مع قناة «الجزيرة» أن الأمير لم يلق أي كلمة في حفل التخرج، مشيرا إلى أن بيان مكتب التواصل الحكومي ووكالة «قنا» أكدا تعرض موقع الوكالة للاختراق.

وأعرب عن استغرابه من أن كثيرا من وسائل الإعلام تناقلت الخبر رغم صدور البيان الحكومي الذي ينفيه، وتأكيد «قنا» تعرضها للاختراق.

ورغم إعلان وكالة «قنا» تعرضها للاختراق، إلا أن التصريحات المنسوبة لأمير قطر تصدرت الموقعين الإلكترونيين لقناتي «العربية» و«سكاي نيوز عربية»، كما أفردت القناتان حيزا كبيرا لمناقشتها وتداولها في نشراتهما الإخبارية.

ورغم النفي الرسمي القطري للتصريحات المفبركة المنسوبة لأمير قطر، إلا أن صحيفة «الاقتصادية» السعودية أصرت على أنها صحيحة، حيث ذكرت عبر حسابها على «تويتر»: «قطر تزعم وجود اختراق، لكن الحقيقة أن أمير قطر قد انقلب من خلال تصريحات مستفزة ومستغربة».

وأصرت صحيفة «الوطن» السعودية أيضا على صحة التصريحات، وقالت على «تويتر» إن نشر التصريحات على كافة منصات وكالة الأنباء القطرية يبعد حجة الاختراق، حسب تعبيرها.

وزعمت صحيفة «الرياض» عبر حسابها على «تويتر» أن تصريحات أمير قطر بثت على كافة منصات التواصل الاجتماعي مما يبطل حجة الاختراق.

هجوم خلفان

وقبل أيام، أطلقت الإمارات، الفريق «ضاحي خلفان» نائب رئيس الشرطة والأمن العام في إمارة دبي، لمهاجمة فضائية «الجزيرة»، بعد تناولها دورها في دعم انفصالي جنوب اليمن.

وفي سلسلة تغريدات، هاجم «خلفان»، فضائية «الجزيرة»، وقال: «الإمارات تقول عنها قناة الجزيرة إنها تدعم بن بريك.. ما كأننا دعمنا شرعية (الرئيس اليمني عبد ربه منصور) هادي أكثر مليون مرة من قطر».

وأضاف: «إساءة قناة الجزيرة للإمارات لن تغير في قناعة القطريين والعرب كلهم في مواقف الامارات المشرفة في مختلف القضايا العربية».

وتابع: «نحن أمام قناة تمتدح ايران وتلعن العرب، قناة تقف مع من يقف ضد الصف العربي».

ويتهم مقربون من «هادي»، الإمارات التي تهيمن عسكريا على جنوب اليمن بتقليب أهل الجنوب على الشرعية، ودعم حركات انفصالية، والعمل على إفشال الرئيس الشرعي، وهو ما تنفيه أبوظبي التي تتهم «هادي» بتفضيل دعم حزب «التجمع اليمني للإصلاح»، الجناح السياسي لـ«جماعة الإخوان المسلمين» في اليمن.

وتسعى أبوظبي إلى تضييق الخناق والقضاء على رجال المقاومة المحسوبين على التجمع اليمني للإصلاح استباقا لأي دور لهم سياسي في اليمن خاصة بعد إظهار «هادي» اعتماده على إصلاحيي اليمن بصورة كبيرة من خلال إقالة من يوصف رجل أبوظبي في اليمن «خالد بحاح» وتعيين «محسن الأحمر» المقرب من «الإصلاح»، في المنصب الثاني في الدولة عسكريا ومدنيا.

كما نجحت الإمارات، في السيطرة على حلفائها في الجنوب، لتعطيل بعض الخدمات أثناء وجود «هادي» في عدن، لخلط الأوراق وإظهار الحكومة بمظهر العاجز عن تقديم الخدمات.

وقبل أسبوع، كشفت فضائية «الجزيرة»، أن غياب رئيس مجلس النواب الليبي «عقيلة صالح» عن حفل نُظم بمناسبة الذكرى الثالثة لما تسمى قوات «عملية الكرامة» التي يقودها اللواء المتقاعد «خليفة حفتر»، يشير إلى عمق الخلافات بين الجانبين، وهو ما دفع «حفتر» للهجوم على قطر و«الجزيرة».

  كلمات مفتاحية

قطر الجزيرة الإمارات السعودية