نددت جماعة الإخوان المسلمين المصرية بالغارات التي نفذتها الطائرات المصرية على أهداف في ليبيا بعد هجوم المنيا الدموي الذي استهدف عدداً من الأقباط في البلاد، وذلك في تصريح هو الأول للجماعة تعليقاً على الضربات الجوية المصرية التي أكدت القاهرة أنها استهدفت معسكرات لإرهابيين على صلة بالهجوم.
وجاء في تصريح صادر عن «طلعت فهمي»، المتحدث الإعلامي باسم جماعة الإخوان، التي تدرجها مصر على قوائم الإرهاب، إن ما وصفه بـ«العدوان على الأشقاء في ليبيا» هو استمرار من السلطات في سياسة تؤدي إلى «زرع العداء وتشيع الكراهية وتؤسس لفتنة عربية كبرى تقضي على ما تبقى من قيم الأخوة والجوار» على حد قوله.
كما ورأى «فهمي» أن العملية العسكرية «مغامرات عدوانية» محذراً من تأثيراتها على صورة الجيش المصري واقتصاد البلاد، وتمثل بحسب رأيه «انحرافاً عن القصد المطلوب إلى حرب بالوكالة تفتح أبواب الجحيم على المنطقة بأسرها، وتدمر مقدراتها وتهدر ثرواتها وتلقي بشعوبها في التهلكة وتحولها إلى منطقة ممزقة وضعيفة».
وأكد على أن «تلك المغامرات العسكرية العدوانية ضد الأشقاء تلطخ سمعة الجيش المصري وتزج بأبنائه في أتون حروب خاسرة تزيد من كارثة الديون على مصر التي أنهكها الانقلاب بفساده وظلمه وبغيه».
وأعاد فهمي التأكيد على إدانة الإخوان لهجوم المنيا الذي وصفه بأنه «حادث إجرامي ضد الإخوة المسيحيين» مضيفاً أن المصريين كانوا ينتظرون معاقبة الجناة «فإذا بالعقاب يوجه للشعب الليبي في مدينة درنة التي يشهد العالم بأنها حاربت تنظيم الدولة الإسلامية وأخرجتهم منها» على حد قوله.
وتابع «إن ذلك العدوان الذي يحاول الحصول على غطاء دولي جاء بذات السيناريو العشوائي الذي تتبعه عصابة الانقلاب في الرد على كل جريمة، وهو العقاب العشوائي والجماعي للأبرياء، وكان الأولى به أن يلاحق بطائراته مرتكبي الحادث داخل الأراضي المصرية».
واختتم «فهمي» تصريحه بمناشدة الشعب المصري بكل فئاته وعقلائه «التحرك العاجل للأخذ علي يد هذا المجنون الخائن وإزاحته وإراحة البلاد والعباد من شروره (إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ)».
الجدير بالذكر أن القوات المسلحة المصرية أعلنت مساء الجمعة أن قواتها الجوية نفذت ضربة جوية مركزة ضد تجمعات العناصر الإرهابية في مدينة درنة الليبية، وكان ذلك رداً على الهجوم على حافلة للأقباط بالمنيا جنوب مصر راح ضحيته 29 قتيلاً ونحو 25مصاباً. ومن ثم تكررت الغارات يومي السبت والإثنين بحسب مصادر ليبية.