«مجتهد» يكشف مزيد من التفاصيل عن «سعود القحطاني» ذراع «بن سلمان» الإعلامية

الأربعاء 31 مايو 2017 05:05 ص

بعد أن كشف مصدر لـ«الخليج الجديد»، تفاصيل عن المستشار في الديوان الملكي السعودي، «سعود القحطاني»، وأنه مدير المخططات والحملات الإعلامية على مواقع التواصل لولي ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، وبينها الهجمة الإعلامية الحالية ضد دولة قطر وأميرها الشيخ «تميم بن حمد»، كشف المدون الشهير «مجتهد»، تفاصيل جديدة عنه.

المصدر، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أوضح، لـ«الخليج الجديد»، أن «القحطاني» تم تعيينه من قبل الملك «سلمان بن عبد العزيز» في منصبة كمستشار في الديوان الملكي بموجب أمر ملكي صدر في 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، وهو شاب في  الثلاثينيات من عمرة، وكان من رجال «خالد التويجري»، الرئيس السابق للديوان الملكي السعودي. (طالع المزيد)

وقال «مجتهد» في سلسلة تغريدات له على «تويتر»، «نعرف الكثيرعن عقيدة سعود القحطاني الفكرية لكن لا نعرف عن سيرته الأكاديمية والمهنية إلا أنه معيد في كلية البحرية ثم قفز إلى مستشار في الديوان، لو تأملت ما نشرعن سيرته الذاتية بعد تعيينه في الديوان لن تجد شيئا، وحتى وظيفة معيد في الكلية البحرية مطموسة لأنها لاتليق بمقامه العظيم».

وأوضح أن «القحطاني يكره أصحاب الشهادات العليا ويغار منهم ولا تكاد تحصل فرصة في العمل أن يتفرعن عليهم إلا ويظهر حسده وغله فيهم؛ لكن مما ينبغي الاعتراف به أن القحطاني قاريء نهم وصاحب تجربة صحوية محدودة قبل أن يدخل دياجير الضلال ويعتلي أعلى منصات عداوة الدين».

وأكد أن «القحطاني منذ بدايات نشاطه الفكري من المتصهينين العرب ولا أدل على ذلك من أنه اختار لانطلاقه أكثر المنصات تمثيلا لهذا التيار وهي صحيفة إيلاف، ومن المعروف أن صحيفة إيلاف أنشأها أشد المتصهينين العرب تطرفا -عثمان العمير- المعروف بجرأته في الطرح المتصهين الذي يهون عنده طرح تركي الحمد»، مضيفا «مشروع إيلاف انطلق بتمويل شخصي من سلمان بن عبدالعزيز (٣٠ مليون ريال دفعة أولى) حين كان أميرا للرياض».

وأضاف «بدأ سعود القحطاني الكتابة تحت اسم سعود عبدالله الجارح ثم انتقل لصحيفة الرياض يكتب بنفس الإسم قبل أن يصبح الجو مهيأ لأن يكتب باسمه الصريح، ولكن لم تكن الكتابة في صحيفة رسمية مشبعة لتوجهه المتصهين حيث تبقى فيها بعض الخطوط الحمراء فقرر أن ينشيء منتدى حواريا على كيفه يصب فيه سمومه».

وتابع «كان منتدى طوى المناهض للدين قد أقفل في 2004  لأنه أضاف لانتقاد الدين هامشا بسيطا في انتقاد السلطة فكان لا مفر من إغلاقه فسنحت الفرصة له، انشأ القحطاني بالتعاون مع صديقه محمد السيف موقع دار الندوة على نفس توجه طوى لكن بإقفال هامش انتقاد السلطة وفتح  باب انتقاد الدين على مصراعيه، انطلق موقع دار الندوة وكان سعود القحطاني يديره باسم قصي بن كلاب وقد استقطب كتاب طوى وكتاب آخرين ممن في نفس التوجه المعادي للدين، وكان القحطاني يستفيد من علاقاته مع المسؤولين ليحقق سبقا صحفيا لمنتداه حيث يعلن عن القرارات الحكومية قبل إصدارها مستخدما اسم يوسف العربي».


«القحطاني» وعلاقته بـ«التويجري»



وكشف «مجتهد» بداية تعرف «القحطاني» بـ«خالد التويجري» حينما كان رئيسا للديوان السعودي، أن «انجازات القحطاني المذهلة في محاربة الدين في المنتدى شدت انتباه خالد التويجري رئيس الديوان آنذاك والذي كانت رسالته في الحياة محاربة الدين».

وأردف «أغدق التويجري المال على القحطاني أولا له شخصيا وثانيا لكل مقالة تكتب في مهاجمة الإسلاميين ثم معارضي الحكومة حتى لو من غير الإسلاميين، ولعل متابعي موقع الندوة يتذكرون الحملة التي شنها المنتدى على د. الحامد ود. الفالح وعلي الدميني لتبرير اعتقالهم والأحكام الصادرة ضدهم».

وأوضح أن «التويجري أعجب به أكثر فعينه في الديوان متفرغا لرصد الانترنت ووسائل التواصل والرد عليها فأغناه ذلك عن المنتديات حيث وصل إلى قلب القرار، وقد استغل منصبه فورا حيث إنه هو الذي حمل راية إسقاط حكم الجلد عن حمزة المزيني  وطرد الشثري من هيئة كبار العلماء وذلك بإقناع التويجري بها».
 

وتابع «لطريف أنه حين عين في الديوان رزق بولد فسماه خالد تيمنا بولي نعمته وقام بنشر رسالة جوال على قائمته يبتهج بتسميته على خالد التويجري».



«بن سلمان» و الإبقاء على «القحطاني»

وواصل «مجتهد» الحديث عن «القحطاني»، كاشفا أنه «وبعد وفاة الملك عبدالله ظن الكثير أنه سيتم طرده مع رجال التويجري لكن تبين لمحمد بن سلمان أن القحطاني هو الشخص الذي يتمناه ويحقق له مراده»، مؤكدا أن «السبب هو أن محمد بن سلمان أكثر عداوة للدين من التويجري، لكنه أقل خبرة وثقافة ودهاء ولذلك فإن حاجته للقحطاني أشد من التويجري».

وأضاف «سبب آخر حببه له هو أن القحطاني رغم ملكته الإعلامية والمخابراتية لا يحمل شهادات عليا مثل بن سلمان بل حتى شهادته الجامعية أقل من بن سلمان، ولهذا ثبته ابن سلمان كمستشار في الديوان و أعطاه صلاحيات شاملة وشيكا مفتوحا وحصانة كاملة لمحاربة الإسلاميين وخصوم الدولة».
 

«القحطاني» ومحاربة خصوم الدولة
 

وكشف «مجتهد» أن محاربة «القحطاني» للإسلاميين وخصوم الدولة تمثلت في نقاط عديدة مثل «تفريغ جيش ضخم لرصد ما يكتب في وسائل التواصل وإعداد إحصائيات يومية وتتبع مصدر كل تغريدة أو مشاركة في التطبيقات الأخرى وتحليلها، تفريغ جيش آخر للكتابة بحسابات وهمية في وسائل التواصل للدفاع عن وجهة نظر السلطة بلهجة ليبرالية ومهاجمة الاسلاميين ومعارضي الدولة».

وتابع «مجتهد»، «قام القحطاني استقطاب أكبر عدد من المخترقين في الداخل وإغراء من يمكن إغرائه من المخترقين في الخارج للاختراق التجسسي وليس فقط الاختراق التخريبي، تجاوز وزير الإعلام والتحكم مباشرة بالصحفيين وتحديد ما يجب أن يكتبوا عنه وكيف يكتبون حتى تحول وزير الإعلام إلى سكرتير لسعود القحطاني».

وأضاف أن «القحطاني تعامل مباشرة مع القنوات التلفزيونية وخاصة MBC والعربية وسكاي نيوز العربية وبعض القنوات المصرية وغيرها لبث ما يريده الديوان، ورصد الكتاب المهمين في التويتر من السعوديين وغير السعوديين وإغرائهم أولا فإن لم يوافقوا فبالابتزاز من أجل أن يسايروا سياسة الديوان».

واختتم «مجتهد» سلسلة تغريداته عن «القحطاني»، أنه «أتقن المهمة سواء في إرضاء أسياده أو في الاستفادة من موقعه وموافقة هواه للحكام في بث سمومه المعادية للدين وأهل الدين».

وكان مصدر كشف لـ«الخليج الجديد»، أن العلاقة بين «القحطاني» و«بن سلمان» تعود لسنوات طويلة عندما كان الأمير الشاب أميناً عاماً للديوان الملكي، وكان الأول يعمل به. (طالع المزيد)

وعندما تخلى «بن سلمان» عن منصبه كأمين عام للديوان ليصبح وليًا لولي العهد، تأكد من ترك حليف له داخله للسيطرة عليه، وكان هذا الرجل هو «القحطاني»، الذي تم الحديث عنه بأنّه «التويجري» رقم 2.

وللعلاقة الوثيقة بين الرجلين، عادة ما يكون «القحطاني» عضواً رئيسياً في الوفود التي يصطحبها معه «بن سلمان» في زياراته الخارجية.

 

تاريخ «مثير للجدل»

 

ولـ«القحطاني» تاريخ «مثير للجدل» في الوسط الصحفي السعودي، وبصفة خاصة في استخدام الإعلام ضد خصومه. 

وكان الكاتب السعودي ومؤسس صحيفة «الوئام»، «تركي الروقي»، كشف، عبر مقال نشره في فبراير/شباط 2017، بعد إبعاده عن الصحيفة، جانباً من هذا التاريخ.

إذ اتهم «الروقي»، عبر مقاله آنذاك، «القحطاني»، بـ«بإساءة» استخدم سلطته، وبأنه «يرضي بها ذاتا غير سوية داخله».

ومهاجما «القحطاني»، قال «الروقي» إن «ثقافة هذا الرجل كانت هي التشهير بخصومه مستخدماً وسائل إعلام يُفترض أن تستغل كل مساحة لنقل صورة إيجابية عن البلد والحكومة».

وأضاف أن «القحطاني» يقوم بعمل «وزير الإعلام الخفي»، وأحيانا يلعب أدوارا أخرى من قبيل «مدير الاستخبارات»، واتهمه بالقيام بأعمال تشابه أعمال الشبكات الأجنبية الموجهة ضد الداخل السعودي.

كما اتهم «الروقي» «القحطاني» بأنه صاحب «تاريخ طويل من القمع» أيام كان في الديوان الملكي بعهد الملك الراحل، «عبد الله بن عبد العزيز»؛ حيث كان «لا يوقر كبيرا، ولا يحترم خبيرا، بذيء اللسان، مناقشته جريمة».

وقال إن «القحطاني» يملك جيشا من المخترقين، ويتعامل مع شركة متخصصة بالعراق، ويستهدف المواقع بالتهكير والتشهير، وتشويه سمعة الكثير من المواطنين.

وتابع: «لقد تمادى الرجل كثيراً، وذهب ضحيته الكثير من شباب البلد، وتسبب في توتير العلاقة بين صناع القرار وأبناء الشعب، وامتهن حصانة ورزانة المؤسسات الحكومية ورجال الدولة».

وطالب «الروقي» إيصال كلماته إلى ولي الأمر، لكي يكون على اضطلاع بما يفعل مسؤول في الدولة بأموال الدولة لإدارة «منظمته الإلكترونية» الخاصة.

ومساء 23 مايو/أيار الجاري، بدأت وسائل إعلام تابعة لـ«بن زايد» و«بن سلمان» هجوماً واسعاً وغير مسبوقاً، على قطر وأميرها الشيخ «تميم بن حمد» بدأ بتداول بيان «مفبركً» للأمير تضمن ادعاءات عن «توتر العلاقات» القطرية مع إدارة «ترامب»، ودعوة الدوحة كل من «مصر والإمارات والبحرين إلى مراجعة موقفهم المناهض لقطر».

ورغم مسارعة الدوحة إلى التأكيد على أن البيان المذكور مكذوب وملفق، وتم بثه على وكالتها الرسمية بعد اختراقها، إلا أن وسائل إعلام في الرياض وأبوظبي تجاهلت نشر النفي القطري، ومضت في حملة الإساءة والتحريض على قطر وأميرها، والتي لا تزال متواصلة حتى الساعة.

و«القحطاني» ليس وحده من الأسماء البارزة في الهجمة الإعلامية السعودية على قطر وأميرها؛ إذ يعد الرجل، حسب المصدر سابق الذكر، حلقة الوصل بين ربن سلمان» ووزير الإعلام السعودي «عواد بن صالح العواد»؛ حيث يتواصل الأخير مع رؤساء التحرير في بعض الصحف والفضائيات السعودية، ويوجههم بالرسائل المطلوب ترديدها لـ«الإساءة» إلى قطر وأميرها.

كان «العواد» تم تعيينه وزيراً للإعلام في السعودية بتاريخ 22 أبريل/نيسان الماضي؛ أي قبل نحو شهر من الحملة الإعلامية الحالية التي تشنها وسائل إعلام سعودية - بالتعاون مع نظيراتها في الإمارات ومصر -؛ ما يثير شكوكا لدى مراقبين أن الرجل تم اختياره خصيصاً بواسطة ولي ولي العهد السعودي لتلك المهمة. 

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سعود القحطاني بن سلمان الهجوم على قطر أذرع بن سلمان الإعلامية خالد التويجري