بعد تأكيد السفارة .. 8 أشخاص وردت أسماؤهم في تسريبات «العتيبة» يؤكدون صحتها

السبت 3 يونيو 2017 09:06 ص

أكدت النسخة الإنجليزية من صحيفة «هاف بوست»، التي تلقت بشكل مستقل نسخة من رسائل البريد الإلكتروني المسربة الخاصة بالسفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة»، أنها قامت بالتواصل بشكل مستقل مع 8 أشخاص ممن وردت أسماؤهم في رسائل «العتيبة»، وأكدت أن أيا منهم لم ينف صحة المراسلات.

وتعد «هاف بوست» أحد 3 صحف أمريكية تلقت نسخا خاصة من الرسائل إضافة إلى موقعي «ذا إنترسبت» و«ذا ديلي بيست».

وتفصح الرسائل المسربة، وفقا لـ«هاف بوست»، عن حجم النفوذ الذي يمتلكه «العتيبة» في واشنطن، والذي يصل اليوم إلى صهر الرئيس «دونالد ترامب». وهي علاقة يستغلها «العتيبة» للضغط على المسؤولين الأمريكيين لإغلاق القاعدة الجوية في قطر والتي تحوي مقر القيادة المركزية في الشرق الأوسط و«دق الأسافين» بين الولايات المتحدة والدوحة، وفق تعبير الصحيفة.

ويقول القراصنة أنه هدفهم الرئيسي هو كشف جهود الإمارات العربية المتحدة للتلاعب بالحكومة الأمريكية، ونفوا أي علاقة لهم مع قطر أو أي حكومة أخرى.

وحذرت «هاف بوست» من أن نجاح الإمارات العربية المتحدة في إلحاق الضرر بالعلاقات بين الولايات المتحدة وقطر سوف تكون نتيجته هي تقويض الأهداف الأمريكية في الشرق الأوسط. ومن شأن تصاعد التوتر بين الشركاء الأمريكيين أن يؤدي إلى تفاقم الصراع في مناطق الحرب.

ونوهت «هاف بوست» أنه يمكن لاستراتيجية الإمارات العربية المتحدة أن تترك الولايات المتحدة أكثر اندماجا المزاج الإماراتي بما في ذلك سياستها المتمثلة في الحفاظ على حكم استبدادي هش في المنطقة بدلا من محاولة ضمان الاستقرار على المدى الطويل من خلال وجود مستوى من المشاركة الشعبية.

وتقول الصحيفة إنها حصلت على ثلاث دفعات من رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بـ«العتيبة»، يعود بعضها إلى شهر مايو/أيار الماضي بينما يعود الكثير منها إلى عام 2014 وهي المرة الأخيرة التي دعمت فيها الإمارات جهدا كبيرا لنشر التشكك حول قطر في الولايات المتحدة.

وسبقت أن أكدت «هاف بوست» أنها قامت بالتحقق بشكل مستقل من صحة رسائل البريد الإلكتروني التي تلقتها من القراصنة.

يشار إلى أن تسريبات البريد الإلكتروني لـ«العتيبة» تضمنت تحريض أبوظبي على نقل القاعدة العسكرية الأمريكية من قطر، على خلفية مؤتمر «حماس» الأخير الذي عقد في الدوحة، وتنسيق إماراتي أمريكي لمنع عقد المؤتمر من الأساس.

كما تضمنت التسريبات، مطالبة ولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، من وزير الدفاع الأمريكي الأسبق «روبرت غيتس» بضرب قطر بكل ما استطاع.

وتضمنت التسريبات أيضا، رفض «العتيبة» وصف الإطاحة بأول رئيس مدني منتخب في مصر «محمد مرسي»، بالانقلاب، بالإضافة إلى طلب مؤسسة موالية لـ(إسرائيل) من «العتيبة» لقاء «محمد دحلان» القيادي الفلسطيني المفصول من حركة «فتح».

وشملت التسريبات أيضا، رسائل تكشف عن تنظيم مـؤتـمـر ضـد قـطـر وتـركيـا والإخوان وفضائية «الجزيرة»، فضلا عن الكشف عن تنسيق لثني شركات عن الاستثمار في إيران.

ويعد «العتيبة» أحد أكثر الأجانب نفوذا وتأثيرا في واشنطن، حيث تم اختراق بريده الإلكتروني وإرسال عينة صغيرة من الرسائل الإلكترونية التي تم الحصول هذا الأسبوع إلى وسائل الإعلام. وأعلن موقع «إنترسبت» أنه استطاع التأكد من أنه البريد الذي يستخدمه «العتيبة» في معظم أعماله في واشنطن.

وحصل القراصنة على هذه الوثائق المسربة من مبلغين تابعين لمجموعات ضغط في واشنطن، حيث تمت عملية القرصنة مؤخرًا قبل شهر تقريبًا، إذ إن أحدث الرسائل تعود إلى الشهر الماضي، بينما أقدمها يعود إلى عام 2014.

ويأتي نفوذ «العتيبة» بشكل رئيسي من جدول أعماله المزدحم، حيث أن السفير معروف جيدا بإقامة حفلات العشاء الفخمة واستضافة شخصيات قوية في رحلات باهظة الثمن.

يشار إلى عدة مواقع أمريكية نقلت عن مجموعة القراصنة التي اخترقوا حساب «العتيبة» أن المستندات تم تصويرها بكاميرا رقمية من الحساب، وأنها ستبدأ في نشر الوثائق التي يبلغ عددها 55 صفحة، اليوم السبت.

وأوضحت المواقع أن المستندات تشمل شيكات وتعاقدات مع لوبيات ضغط وصحف لتشويه حلفاء مهمين لواشنطن في مكافحة الإرهاب وتنظيم «الدولة الإسلامية» خصوصا، وهو ما أدى إلى خلخلة وتقويض التحركات الأمريكية والدولية ضد الإرهاب.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

تسريبات العتيبة الإمارات قطر قاعدة العديد