«ن.تايمز»: محققون بريطانيون وأمريكيون أكدوا تعرض «قنا» للقرصنة واتهام السعودية والإمارات

الجمعة 9 يونيو 2017 09:06 ص

كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، يوم الخميس، أن محققين بريطانيين وأمريكيين أكدوا تعرض وكالة الأنباء القطرية الرسمية «قنا» للقرصنة، مشيرة إلى أن أصابع الاتهام موجهة للسعودية والإمارات.

وقالت الصحيفة في تقرير لها أمس إن محققي جهاز الـ«إف بي آي» الأمريكي، والمحققين البريطانيين الذي استعانت بهم الحكومة القطرية للتحقيق فيما تعرضت له الوكالة الشهر الماضي، أكدوا تعرضها لعمليات قرصنة بالفعل.

وأضافت الصحيفة أنه بينما لم يتهم المسؤولون القطريون طرفا بعينه رسميا بالوقوف وراء اختراق الوكالة، فإنهم يلقون باللوم أو يوجهون أصابع الاتهام إلى السعودية والإمارات.

وأشارت الصحيفة، فيما يبدو كأنه تأكيد منها على ما ذكرته، إلى الانتشار الكبير للتصريحات المفبركة لأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد» على وسائل الإعلام الموالية والمملوكة للسعودية والإمارات في غضون نحو 20 دقيقة وتصدرها العناوين الرئيسية لتلك الوسائل.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين وقطريين مطلعين على عمليات التحقيق في اختراق الوكالة، قولهم إنه من المرجح أن من قام بعمليات الاختراق قراصنة روس ممكن يتم استئجارهم من قبل بعض الدول لتنفيذ عمليات قذرة سواء قرصنة أو غيرها.

وبين المسؤولون ذاتهم أن هؤلاء القراصنة الروس المرتزقة ينفذون الكثير من مثل هذه العمليات عبر هجمات إلكترونية ترعاها بعض الدول القومية لتنفيذ أغراض بعينها.

ورجحت الصحيفة، بعد هذه الحادثة، أن تستمر حرب القرصنة الإلكترونية في الخليج العربي لسنوات طويلة.

وفي سياق حرب القرصنة الإلكترونية الخليجية، قالت الصحيفة إنه ليس من قبيل الصدفة، أن يتم اختراق الإيميل الخاص للسفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة» بعد أيام قليلة من حادثة الوكالة القطرية.

وكشفت الصحيفة أنه من المقرر أن يصدر اليوم الجمعة، تقريرا لباحثين مستقلين في مجال الأمن السيبراني، سيكشف عن مجموعة واحدة على الأقل من القراصنة الذين يعملون لحساب آخرين وينفذون عمليات قرصنة إلكترونية تشبه إلى حد كبير الطرق المستخدمة في إختراق إيميل السفير الإماراتي.

وقال «كولين أندرسون»، وهو أحد الباحثين: «يبدو أنهم قراصنة، للتأجير، يعملون لحساب جهات مختلفة، ويكيفون مهاراتهم حسب الحاجة».

وأضاف أن «انخفاض التكلفة والسهولة النسبية لتوظيف واستئجار القراصنة يعني أن المزيد من هذه الهجمات سوف تتبع بالتأكيد».

وقال: «هذا هو مستقبل ما يمكن أن تفعله دول العالم التي لديها المال والموارد».

وقبل أيام، كشفت الوثائق التي تمكن قراصنة من الاستيلاء عليها بعد اختراق البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في واشنطن «يوسف العتيبة» عن حجم الحملة الضارية التي تقودها أبوظبي للتحريض ضد الدوحة في واشنطن.

وكشفت رسائل بريد إلكتروني متبادلة بين «عتيبة» وبين «جون هانا» نائب مستشار نائب الرئيس الأمريكي الأسبق «ديك تشيني» لشؤون الأمن القومي، يعود تاريخها إلى أواخر إبريل/نيسان من هذا العام، فصلا جديدا من فصول هذه الحملة.

واشتكى «هانا» في رسالة وجهها إلى «عتيبة» أن قطر، الدولة الخليجية المنافسة للإمارات العربية المتحدة، تستضيف اجتماعا لحماس في فندق مملوك للدولة في الدوحة، قبل أن يجاب «عتيبة» عليه بأن هذا ليس خطأ الحكومة الإماراتية، وأن القضية الحقيقية من وجهة نظره ليست الاجتماع، ولكنها القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، التي يرى عبيدة أنها تمنح الدوحة الكثير من النفوذ. قبل أن يقوم «عتيبة» بتحريض «هانا» على تبني نقل القاعدة بالقول ساخرا: «عليكم أن تقوموا بنقل القاعدة وسوف نقوم بنقل الفندق».

وكانت وزارة الداخلية القطرية، قد أعلنت في بيان لها عن النتائج المبدئية للتحقيقات ‏الجارية بشأن جريمة القرصنة على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية والحسابات التابعة لها على مواقع التواصل الاجتماعي.

‏وأكد فريق التحقيق أن عملية القرصنة استخدمت فيها تقنيات عالية وأساليب مبتكرة من خلال استغلال ثغرة إلكترونية على الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية، وتمكن فريق التحقيق من تحديد المصادر التي تم من خلالها القيام بجريمة القرصنة وجار الفرز والتحليل لتحديد الأدلة الإلكترونية بما يضمن القيام بالملاحقة القانونية والقضائية لمرتكبي الجريمة، كما أكد الفريق بأنه قد تمت عملية تثبيت ملف الاختراق بشهر إبريل الماضي والذي تم استغلاله لاحقا في نشر الأخبار المفبركة بتاريخ 2017/5/24 عند الساعة 12:13 ص.

وأكدت وزارة الداخلية أنه من منطلق الشفافية والوضوح لدولة قطر ولبيان الجهات المسؤولة عن هذا العمل التخريبي فسوف يتم عرض جميع نتائج التحقيق من خلال مؤتمر صحفي لوزارة الداخلية فور انتهاء الفريق من كامل عملية التحقيق.

المصدر | نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

قنا قطر محققين أمريكان وبريطانيين قرصنة أمريكا