البحرين تتهم قطر بإغواء بحرينيين لتغيير جنسيتهم

الخميس 7 أغسطس 2014 07:08 ص

 

المنامة (رويترز) - الخليج الجديد 7 أغسطس/آب 2014 

اتهمت البحرين جارتها قطر الاكثر ثراء بالاضرار بأمنها القومي من خلال "إغواء" بعض رعاياها لاكتساب الجنسية القطرية وهو اتهام يمكن ان يوسع هوة خلاف بين الدول العربية في الخليج.

وكانت البحرين والسعودية والامارات العربية المتحدة قد استدعت سفراءها من الدوحة في مارس اذار واتهمت قطر بعدم الالتزام باتفاق بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضهم البعض. ويضم مجلس التعاون الخليجي الدول الاربعة الى جانب الكويت وسلطنة عمان.

وفشلت حتى الان جهود رأب الصدع في العلاقات والذي تركز حول مساندة قطر لجماعة الاخوان المسلمين التي تعارضها بشدة الدول الاخرى.

ونقلت وكالة أنباء البحرين عن وكيل وزارة الداخلية لشؤون الجنسية والجوازات والاقامة الشيخ راشد بن خليفة ال خليفة قوله ان قطر تستهدف "عوائل محددة وفئة من دون الفئات الاخرى وذلك من غير مراعاة القوانين المنظمة لذلك في مملكة البحرين."

وقالت الوكالة في موقعها باللغة الانجليزية على الانترنت يوم الاربعاء نقلا عن المسؤول ان "تجنيس البحرينيين سيؤثر على الأمن القومي للبحرين ومصالحها الحيوية بطريقة سلبية."

ولم يذكر الشيخ راشد تفاصيل بشأن من الذين يتم استهدافهم للتجنيس أو عدد الذين منحتهم قطر الجنسية.

والبحرين شديدة الحساسية للتغييرات في التوازن السكاني بين الشيعة والسنة.

وتحكم عائلة سنية مملكة البحرين التي توجد بها غالبية شيعية ويدور نزاع بين الحكومة ومحتجين اغلبهم شيعة يطالبون بمزيد من الديمقراطية.

ولم يرد على الفور تعليق من قطر بشأن الاتهام لكن مصدرا خليجيا قال ان شكوى البحرين مرتبطة بطلبات تجنيس بعض العائلات البحرينية التي لها ارتباطات عشائرية مع قطر.

وقال المصدر ان هذه الطلبات مازالت محل دراسة وان المتقدمين لم يفوا بعد بالشروط التي تشمل الاقامة في البلد لمدة خمس سنوات قبل الحصول على الجنسية.

وتوقع المصدر ان تكون البحرين قلقة لان مثل هذه الاجراءات يمكن ان تؤثر على التوازن السكاني في البلاد.

وقال المصدر لرويترز "المشكلة مع البحرين هي الحفاظ على توازن بين السنة والشيعة وهذا هو السبب في ان هذه القضية بالغة الحساسية بالنسبة لهم."

ويتهم شيعة البحرين حكومتهم منذ وقت طويل بتجنيس سنة من الخارج حتى يفوق عددهم في نهاية الامر الشيعة في المملكة الخليجية الصغيرة.

والمعلوم تاريخيا أن قطر والبحرين ترتبطان بعلاقات سياسية واجتماعية وعشائرية وحدوية قديمة، بل كانتا كيانا سياسيا واحدا تقريبا حتى 1868، عندما تم توقيع معاهدة بين الشيخ محمد بن ثاني آل ثاني في قطر وبين البريطانيين. شهدت هذه المعاهدة ولادة دولة قطر بوصفها إمارة بحد ذاتها، مع التزام البريطانيين حسب تلك المعاهدة بحمايتها من الغارات والاعتداءات الخارجية. ولا زالت هناك عشرات العائلات والعشائر التي تعيش في كلا البلدين، مثل فخرو والمحمود والمهندي والجلاهمة والمسلم والمناعي والكواري وغيرها، وكثيرا ما ينتقل أفرادها من أحد البلدين إلى الآخر لأسباب اجتماعية واقتصادية عديدة. 

والحقيقة أن البحرين أكثر تورطا في عملية تسييس التجنيس، في محاولة من حكامها آل خليفة لتغيير التشكيل السكاني طائفيا، أي إضافة عشائر عربية سنية إلى التشكيل السكاني البحريني لموازنة ثقل الأغلبية الشيعية العربية في البحرين. 

بل لجأت البحرين في الثمانينات والتسعينات الماضية إلى جلب عشائر سنية غير خليجية من شمال شرق سوريا، من منطقة دير الزور والبوكمال، وجندوا أفرادها في الجهاز الأمني، وأنيط بهم قمع الأغلبية الشيعية كقوات أمن وفي السجون ومراكز التحقيق والاعتقال، واثبتوا أنهم غلاظ قساة القلوب في تعاملهم مع المعارضة السياسية. 

بل إن دول الخليج (باستثناء عمان) ترحب تقليديا بتجنيس أبناء القبائل العربية ذات الأصول النجدية. وبعضها يقيم في العراق أو سوريا أو الأردن ويستطيع التجنس (بالإضافة إلى الجنسية العراقية أو السورية أو الأردنية) بالجنسية السعودية والكويتية والقطرية والإماراتية، وغالبا لا يرغبون بالجنسية البحرينية بسبب أزمات البحرين السياسية واضطراباتها الأمنية ومحدودية الفرص الاجتماعية الاقتصادية هناك.  

وكانت السعودية والكويت مؤخرا قد تبادلتا مؤخرا كشوفات بأسماء الأفراد الحاصلين على أكثر من جنسية، وشرعت الحكومة الكويتية في تخيير آلاف منهم بين الجنسية السعودية والجنسية الكويتية في خطوة تعكس قلق حكام الكويت من الحراك السياسي الاجتماعي الذي تشهده البلاد باتجاه الحكم الدستوري والشفافية، ومحاولتهم تطويقه وحصاره. 

لكن تسييس التجنيس اتخذ منعطفا سلبيا مؤخرا، عندما قررت السلطات الكويتية سحب الجنسيات انتقائيا وانتقاميا من المعارضين الكويتيين بذريعة عدم ثبوت أصولهم الكويتية، وهو ما يفتح بابا سيئا للانقسام الاجتماعي والتفتت الإثني والعصبيات الجاهلية. وتمثل مشكلة "البدون" اسوأ تجليات التمييز العنصري لتسييس التجنيس وتلغي مبدأ وفكرة وحقوق المواطنة القائمة على الميلاد والعيش المشترك والوشائج الثقافية والقرابة الاجتماعية.

 

المصدر | رويترز

  كلمات مفتاحية

قطر البحرين

حرب على الإرهاب أم استهداف للشيعة؟

البحرين تجدد اتهامها لقطر بتجنيس مواطنيها بصورة مخالفة .. وقطر تفضل «عدم الرد»

صحيفة بحرينية تذكر المنامة بمواقف «الإخوان» الداعمة للعائلة الحاكمة

نيابة البحرين تحقق باتصال مزعوم بين «بن جاسم» و«علي سلمان»