اتهم نائب رئيس الجمهورية السابق والمطلوب للقضاء العراقي «طارق الهاشمي»، نائب رئيس الجمهورية الحالي «إياد علاوي» بـ«الكذب الرخيص»، في رد على اتهام الأخير لقطر بمحاولة تقسيم العراق.

وقال «الهاشمي» على حسابه الرسمي في «تويتر»: «سياسيا عراقيا يتهم دولة قطر بأنها تخطط لتقسيم العراق، في إشارة واضحة إلى نائب رئيس الجمهورية «إياد علاوي».

وتضمنت تغريدة لاحقة أن قطر دعمت القائمة العراقية في انتخابات 2010، للتأكيد على الأمر، مضيفا: «إن دولة قطر دعمت القائمة العراقية في انتخابات عام 2010 والتي كان يتزعمها السياسي العراقي فهل كان مشروع القائمة تقسيم العراق! ما هذا الكذب الرخيص؟».

وكان نائب رئيس الجمهورية «إياد علاوي»، قد أكد أول أمس الأحد، في مؤتمر صحفي بالعاصمة المصرية القاهرة، إن سكوت العرب عن قطر وراء استمرارها في دعم الحركات الإرهابية؛ مضيفا أنها كانت مع مشاريع تقسيم العراق ودعم الطائفية في البلاد.

من جانبه، انتقد رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» تصريحات «علاوي»، التي هاجم فيها دولة قطر، مؤكدا في الوقت ذاته أنها لا تمثل سياسة العراق الخارجية.

وقال «العبادي»، أول أمس السبت، إن العراق لا ينجر لسياسة المحاور وتصريحات نائب رئيس الجمهورية غير مقبولة ولا يجوز التصريح بشأن الأزمة الخليجية باسم المنصب والإساءة لعلاقات العراق مع دول المنطقة.

وأضاف: «أعتقد أن علاوي أراد ترضية مصر بانتقاده لقطر لكن لا نريد أن يحسب هذا الموقف على العراق، مشددا على أنه يجب الحفاظ على سياسة حيادية للعراق من الأزمة، أما تبني دور الوساطة فنعتقد انه يحتاج إلى دراسة قبل المبادرة بها».

وتابع: «بعض الأطراف العراقية تريدنا أن ندعم قطر ضد السعودية أو العكس، وهذا خطأ ولا يستفيد منه العراق»، داعيا المسؤولين إلى الالتزام بالسياسة الخارجية للعراق التي يقرها ويحددها مجلس الوزراء ووزارة الخارجية.

هذا، ويتوجه «العبادي»، اليوم الاثنين، إلى السعودية في إطار جولة تشمل كذلك الكويت وإيران، وفق ما أكد متحدث باسم حكومة بغداد.

وقال المتحدث باسم الحكومة «سعد الحديثي» إن الجولة تستمر 3 أيام، ويلتقي خلالها «العبادي» بالعاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، وأمير الكويت «صباح الأحمد الجابر الصباح»، والرئيس الإيراني «حسن روحاني».

وتعد هذه الزيارة الأولى لـ«العبادي» إلى السعودية بصفته رئيسا للوزراء، وتأتي وسط أزمة في الخليج بعد قطع السعودية والإمارات والبحرين ودول عربية أخرى في 5 يونيو/حزيران الجاري علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية مع دولة قطر، وتقوم الكويت بوساطة لحل الأزمة.

وكان «العبادي» قد أعرب، أول أمس السبت، خلال لقاء مع مجموعة من الصحفيين عن رفضه الحصار على قطر، قائلا: «نحن في العراق عانينا أكثر من 13 سنة من حصار مدمر»، مضيفا «أنا لا أعرف كيف تفرض الدول حصارا وتقطع الغذاء عن الشعب».

وأكد أن العراق لن ينجر إلى سياسة المحاور، وسيختار موقف الحياد الإيجابي في الأزمة الخليجية.

وأشار «العبادي» إلى أن الهدف من زيارته هو تجديد العلاقات والبحث عن المصالح المشتركة لخدمة المنطقة ليكون العراق نقطة التقاء بدل أن يكون ساحة للصراع والخلاف.

وأوضح أن ما يسعى إلى تحقيقه من زياراته لدول الجوار هو الاتفاق على محاربة ومكافحة الإرهاب بجميع أصنافه وأنواعه. 

وكانت مصادر دبلوماسية سعودية قد أعلنت، الاثنين الماضي، أن «العبادي» كان يفترض أن يزور المملكة الأربعاء الماضي إلا أنه أجل الزيارة بناء على طلب عراقي.

وأوضحت المصادر السعودية حينها أن تداعيات الأزمة الخليجية وتعزيز العلاقات الثنائية وتأمين الحدود بين البلدين بعد انهيار تنظيم «الدولة الإسلامية» ستتصدر محادثات «العبادي» مع المسؤولين السعوديين.