قطري يروي تجربته بسجون الإمارات: تعرضت لتعذيب نفسي وجسدي

الأحد 25 يونيو 2017 09:06 ص

روى طبيب قطري تجربته في سجون الإمارات بعد عامين من الإفراج عنه، واصفا إياها بـ«المأساوية».

وقال الطبيب القطري «محمود الجيدة»، خلال استضافته على تلفزيون «قطر»، إنه قضى ثمانية شهور ونصف في العزل الانفرادي، من أصل سنتين وثلاثة شهور قضاها في سجن «الرزين» سيئ الصيت، وسجون أخرى، وذلك بعد الحكم عليه بالسجن سبع سنوات.

وأوضح أنه تعرض للتعذيب الجسدي، والنفسي، عبر ضربه بالعصي، وركله بالأقدام، إضافة إلى محاولات متكررة لتعريته بالكامل، مع تهديده بالقتل، والتعذيب بالكهرباء.

وبين «الجيدة» أنه اعتقل 27 شهرا دون أن يرتكب أدنى جرم يذكر، قائلا إن التهم التي وجهت إليه هي الانتماء إلى جماعة الإخوان المسلمين، وجلب أموال لـ«إخوان الإمارات»، وغيرها.

وأكد أنه لا علاقة له بتلك التهم؛ لكنه كان يعترف بأمور لم يقم بها، ويخترع أسماء يزود بها المحققين، فقط من أجل أن يوقفوا تعذيبه.

وكشف الجيدة أنه بقي ثلاثة أيام متواصلة دون أن ينام ولو لدقيقة واحدة، ولم يتم إعلام ذويه بأنه مختطف لدى سلطات الإمارات إلا بعد مرور خمسة أيام.

وأضاف: «خلال أول ثمانية شهور من الاعتقال، قابلت المحامي مرة واحدة فقط»، متابعا بأنه «في سجني حرمت من 80 صلاة جمعة».

وقال واصفا المعاناة داخل السجن: «طلبت أن أذهب إلى المستشفى، فاستجابوا لي بعد 52 يوما، واستأصلوا ورما في بدايته».

وتابع «قصة اعتقالي بدأت حينما كان في الإمارات وعمان في سياحة برفقة عائلتي وقطعت زيارتي وغادرت إلى تايلاند بعد ورود خبر إصابة شقيقي بجلطة».

وأضاف أنه تلقى نبأ دخول زوجته إلى المشفى، فسارع للعودة من تايلاند إلى قطر، عبر مطار دبي الذي أقلع منه.

وأردف «بمطار دبي كانت المعاملة بطيئة، وأحسست بأن هنالك شيئا، طلبت مني الموظفة مراجعة المكتب الأمني، وأبلغوني بأنه لا يوجد عوائق، وبأني سأتوجه إلى الدوحة».

وقال  إنهم نقلوه عبر «جيمس أسود»، إلى مركز أمني، بعد تقييد يديه ورجليه، وتعصيب عينيه.

وأشار إلى أنه لم يكن يعلم لما يفعل به ذلك حينها، ومع تكرار طلبه منهم بأنه عائد إلى وطنه لعيادة زوجته في المشفى، كانوا يعيدون الإجابة ذاتها، بأن الأمر فقط «توقيع بعض الأوراق».

وأكد أنه بدأ يشعر بأن القضية ستطول، حينما أعطوه ملابس زرقاء، وملابس داخلية، وطلبوا منه ارتداءها.

وكشف أن المسؤولين الأمنيين الإماراتيين كانوا يستهزئون بقطر، وحكومتها، إضافة إلى استهزائهم بالإخوان المسلمين، وحركة حماس.

وتطرق إلى معاملة «النيباليين» السيئة للمساجين، علما بأنهم مسؤولون عن مراقبة السجناء.

وقال إنه طيلة الـ51 عاما من عمره، لم يسمع كذبا مثلما سمعه خلال فترة اعتقاله، في إشارة إلى الوعود المتكررة من المسؤولين الإماراتيين بقرب انتهاء أزمته، مضيفا أنه «بعدما أقسموا لي على أني سأعود إلى بلدي، أبلغوني بأن القضية أصبحت سياسية، ولا علاقة لهم بها».

وذكر أن السلطات الإماراتية اعتقلت نجله أمام أنظاره، خلال حضوره جلسة محاكمته، حيث تم الاعتداء عليه، ومحاولة نزع اعترافات منه، قبل أن يفرج عنه بعد ساعات وينقل بطائرة خاصة إلى الدوحة.

وحول الإفراج عنه، ذكر «الجيدة» أنه سمع خبر الإفراج عنه عبر الراديو، أثناء اقتياده من محبسه بشكل مفاجئ، هو والقطري الآخر «حمد الحمادي».

وتابع: «عند باب الطائرة، قال لي أحد المسؤولين: رجاء لا تكتبون شيء في تويتر، قلت له: سأشتكيكم عند رب العالمين، فقال: رب العالمين مب مشكلة، لكن لا تكتبون بتويتر».

يذكر أن سجن «الرزين» الإماراتي، يحتل قائمة السجون العشرة الأسوأ سمعة في الوطن العربي، بحسب تصنيف المركز الدولي لدراسات السجون.

وقال المركز في تقريره السنوي، إن المحبوسين في سجن «الرزين» الإماراتي، يواجهون أعتى ممارسات الانتهاكات من قبل السلطات.

ويصنف سجن «الرزين»، أول أسوأ معتقل في دولة الإمارات، حيث يواجه المئات من المعتقلين السياسيين الإماراتيين أحكاما مشددة عقابا على مطالبتهم بالإصلاح، «إذ يعتاد هؤلاء على اقتحام الحراس للزنازين وضربهم ومصادرة مقتنياتهم، وإغلاق نوافذ كافة الزنازين بالطوب لمنع دخول أشعة الشمس، ويحرمون من النوم، ويجوعون، ويمنعون من الزيارة»، بحسب التقرير.

ونشر «الخليج الجديد»، على مدار 3 حلقات، الانتهاكات التي يتعرض لها المعتقلين داخل سجون الإمارات عامة، وسجن الرزين خاصة، من بينها نزع كافة ملابسهم الداخلية والتعرية التامة أمام الشرطيين من أجل الخضوع للتفتيش، فضلا عن حفلات التعذيب التي تشمل الضرب بالكرابيج، ووضع العصا في الدبر، ونزع الأظافر، والكي بالكهرباء، والضرب المبرح. طالع المزيد (1)، (2)، (3)

كما يعاني المعتقلون السياسيون في سجن الرزين، من انتهاكات منها التعذيب الجسدي والنفسي، والتبريد الشديد، والحرمان من النوم، ومنع الأضواء، وسياسة التجويع، والمنع من الزيارة.

وفي شهر أغسطس/آب الماضي، قال مركز حقوقي دولي، إن السجون الإمارتية تخلت عن وظيفتها في إصلاح المساجين وتأهيلهم ومرافقتهم من أجل إعادة إدماجهم، كلّما تعلّق الأمر بالسجناء من المعارضين والناشطين حقوقيا.

وأشار «المركز الدولي للعدالة وحقوق الإنسان» بجنيف، إلى أن أنّ ما يقع في سجون الإمارات علنية كانت أو سريّة من تعذيب أو عقوبة لاإنسانية أو مهينة أو حاطّة من الكرامة وباقي الانتهاكات الجسيمة يقطع بالتباعد بين ما تصرّح به سلطات الدولة وما يقع على أرض الواقع.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

سجن الرزين سجون الإمارات التعذيب بالكهرباء التهديد بالقتل السلطات الإماراتية

بثت اعترافات مزعومة لمعتقل قطري.. هيئة البث البريطانية تدين قناة أبوظبي