أثارت مقاطع فيديو لحفلة نظمتها هيئة الترفيه السعودية في جدة يظهر فيها الرقص والغناء في حفل مختلط، موجة غضب وانتقادات لاذعة من قبل عدد كبير من أبناء المملكة.
ونظمت الهيئة مساء الخميس، حفلة غنائية لفرقة «ميامي» الفنية الشهيرة، في صالة مغلقة بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية القريبة من مدينة جدة، ضمن عشرات الفعاليات الترفيهية الأخرى في مدن وبلدات المملكة بمناسبة حلول العيد.
وأثارت عدة فعاليات ردود فعل غاضبة أيضًا، فيما وصلت الانتقادات للهيئة إلى أوجها بعد انتشار مقاطع الفيديو لحفل فرقة «ميامي» الذي يعتبره كثير من السعوديين خروجًا عن المألوف في بلد محافظ كالسعودية التي ظلت حتى قبل أشهر بعيدة عن مثل تلك الحفلات.
وكان الحفل مخصصًا للعوائل فقط بشكل نادر مقارنة بغالبية الفعاليات الأخرى التي يقتصر حضورها على أحد الجنسين، وهو ما ظهر بالفعل في مقاطع الفيديو والصور التي تم تداولها بشكل هستيري للحفل.
وظهرت النساء وهن يجلسن بجوار الرجال دون وجود ستار فاصل كما جرت العادة في السعودية، كما تفاعل الحضور من الجنسين مع فرقة ميامي وأغانيها بالرقص والتمايل.
وعلى موقع «تويتر» يتصدر الحديث عن الحفل، قائمة المواضيع الأكثر تفاعلًا في المملكة اليوم السبت تحت الوسم «#الترفيه_تكابر_بالمعاصي» أعربوا فيه عن غضبهم من حفلات الغناء التقليدية التي تنظمها الهيئة مطالبين بأماكن ترفيه وصالات تزلج.
حساب «عصمت» قال «#الترفيه_تكابر_بالمعاصي قايلين لهم حفلات اغاني ما نبغي، هاتو ملاهي مائية مسابقات، شي ما فيه صرف فلوس على الفاضي بس مايفهمووووون».
فيما قال حساب Health insurance «هيئة الترفيه مين حطها ؟ نزلت من سما كذا؟ هذا مايريده ال سعود، اللبراليه تحرر في بلاد الحرمين لكن سقطوهم قريبا هانت».
حساب «شاكر» استعرض صور لملاعب وعدد من الألعاب الترفيهية وعلق عليها قائلا «#الترفيه_تكابر_بالمعاصي الترفيه مو بالأغاني والرقص! مين قال إن الشعب يبغى كذا؟ فيه حلول كثيييييييير بدون ما نغضب الله».
وقال حساب عضو الهيئة «انقلب الفساد على الفضيلة وأصبحنا نشاهد ملاهي ليليلة ومراقص ، تطبيق الشرع وإتباع السنة ليس بالكلام والكذب حسبنا الله».
وأضاف «أعداء الخارج يحاربونا بالصواريخ وأعداء الداخل يحاربونا بإفساد المجتمع وهذا يعتبر لصالح الأعداء، يجب إيقافهم».
بدوره قال «رغد العلي» «إذا واصلت هيئة الترفيه اعمالها، سنصل إلى غضب الله وغضبه سبحانه يعني هلاكنا، لنحذر التمادي المكابرة بالمعاصي».
يشار إلى أن فاعليات «الهيئة العامة للترفيه»، تشهد صراعا محتدم بين التيارين المحافظ والليبرالي على الساحة السعودية.
ويعكس هذا الصراع جانبا مهما من التحديات التي تواجه ما تطلق عليه الدولة خطط الإصلاح؛ والتي - حسب مراقبين - ستصطدم بأنماط الثقافة والاجتماع السائدة في المملكة منذ عقود، خاصة أنها لا تقتصر على إصلاح الاقتصاد، بل تمس بصورة مباشرة دور رجال الدين الرسميين والمستقلين في المجال العام.
كما أثار إعلان هيئة الترفيه السعودية، عزمها إقامة نشاطات جماعية في مدينة الرياض، إضافة إلى إقامة حفل موسيقي للموسيقار المصري «عمر خيرت» في مدينة جدة، انزعاج وغضب الكثير من السعوديين، الذين عبروا عن رفضهم للاحتفالات والمناسبات التي لا تتلائم مع التقاليد والتعاليم الدينية التي تربى ونشأ عليها المجتمع السعودي من خلال تاريخه في بلد يعد مهد انطلاق الدعوة الإسلامية.
وفي مارس/ آذار الماضي، أفتي مفتي عام السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، الشيخ «عبد العزيز بن عبدالله آل الشيخ»، بتحريم الحفلات الغنائية والسينما، قائلا إنه «لا خير فيها وضرر وفساد كله مفسد للأخلاق ومدمر للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين».
وقال المفتي: «إن الحفلات الغنائية والسينما فساد.. السينما قد تعرض أفلاما ماجنة وخليعة وفاسدة وإلحادية، فهي تعتمد على أفلام تستورد من خارج البلاد لتغير من ثقافتنا».
وفي السياق نفسه، ناشد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ «عبدالله المطلق»، رئيس هيئة الترفيه النظر في ملاحظات بعض الشيوخ والأئمة في السماح بإقامة حفلات غنائية خلال الأيام المقبلة، ودرس إنشاء دور سينما بالمملكة.
