«إيكونوميست»: لماذا يكره الحكام العرب قناة الجزيرة؟

الأحد 2 يوليو 2017 04:07 ص

لولا التعصب السعودي، ربما لم تكن قناة الجزيرة هي القناة الإخبارية الأكثر شعبية في العالم العربي الآن. وفي الأيام الأولى لتدشينها، كافحت المحطة الممولة من قطر للعثور على موظفين جيدين. ثم بدأت المملكة العربية السعودية إزعاج قناة بى بى العربية والتي كان مقرها السعودية، مما أدى إلى إغلاقها. وأصبح عشرات الصحفيين فجأة يبحثون عن عمل. واستأجرتهم الجزيرة. وعندما بدأت البث على الهواء عام 1996، كان يديرها أشخاصٌ غارقون في معايير بي بي سي.

وأصبحت الجزيرة الآن في صدارة أسباب عداء المملكة ضد قطر. وقد انضمت عدة دول عربية، منها مصر والإمارات، إلى السعوديين في فرض عزلة على النظام الملكي الصغير بزعم دعمه للإرهاب وعلاقته بإيران. ولكن ما يثير إزعاجهم أكثر هو كيف استخدمت قطر قناة الجزيرة لتحقق نطاقٍ واسعٍ من النفوذ في المنطقة. ويرون أنّها أداة دعائية، تروج لأجندة سياسية على خلافٍ معهم في كثيرٍ من الأحيان.

ويطالب الائتلاف قطر بإغلاق قناة الجزيرة، والموافقة على 12 شرطًا آخرين، قبل أن تسحب حصارها. وقد حظرت عدة بلدان بالفعل المحطة وحجبت موقعها على شبكة الإنترنت. وقد أدى ذلك إلى رد فعل عنيف من أولئك الذين يرون شيئًا فريدًا في الجزيرة. حيث تعمل غالبية القنوات الإعلامية تبعًا لسياسات الأنظمة ولا تهتم بالشعوب.

وتميزت القناة في أيامها الأولى بالتغطيات الساخنة والجريئة، ووصفت «صدام حسين» بالـ «دكتاتو»، وسمحت للإسرائيليين بالخروج على الهواء. وقد منحت المنفيين والإسلاميين والقوميين العرب منصة للتحدث. وكانت القناة في الواقع «منبر من لا منبر له»، كما كان شعارها. وفي حين عصفت الرقابة بالمنطقة، فازت هي بالجوائز.

وبحلول الربيع العربي عام 2011، كانت الجزيرة واضحة في انحيازها بالفعل. وكانت تغطيتها للانتفاضات نقطة تحول. وقام مراسلوها ببث الصور الحية من الاحتجاجات الشائكة. وأصبحت القناة المصدر الرئيسي للمعلومات للمشاركين والمراقبين. وزادت الحركة في موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت بنسبة 2500% خلال الثورة في مصر، على الرغم من نهب الحكومة لمكتبها في القاهرة. وهتف لأجلها المتظاهرون في ميدان التحرير.

ولم يكن جيران قطر مسرورين جدًا بالمحطة، خوفًا من أن تنتشر الانتفاضات في الخليج. وزادت تغطية الجزيرة المشجعة للإسلاميين المنتصرين، مثل جماعة الإخوان المسلمين في مصر، من غضب الحكام الخليجيين الذين يرون أنّ الجماعة تشكل تهديدًا. كما أدى إلى انتقادٍ بأنّ قناة الجزيرة تتبع قيادة قطر، على حساب تكاملها التحريري.

وعندما قتل 12 جنديًا سعوديًا في اليمن في أبريل/نيسان، لم تشر إليهم المحطة على أنّهم «شهداء»، مما أغضب الرياض. وتغضب المصريين من خلال الإشارة إلى الإطاحة بالإخوان من قبل الجيش عام 2013، باعتباره «انقلابًا». كما قدمت المحطة تغطية إيجابية لجبهة النصرة، التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا. ومنذ طرد قطر من التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن، أصبحت تقارير الجزيرة عن الحرب أكثر خطورة. وهي تسلط الضوء الآن على قصف المدنيين، ووباء الكوليرا الذي تفاقم بسبب القتال. وقال مراسلٌ في 16 يونيو/حزيران أنّ التحالف «ثبت أنّه ليس لديه خطة». ومن المحتمل أن تكون الجزيرة قادرة على البقاء على قيد الحياة في هذه الأزمة، لكنّ الحكومة القطرية قد تجبرها على تهدئة الأمور.

المصدر | إيكونوميست

  كلمات مفتاحية

الجزيرة الربيع العربي قطر مصر السعودية