في الذكرى الرابعة للانقلاب.. 3 تحولات في معسكر 30 يونيو

الاثنين 3 يوليو 2017 06:07 ص

تحولات عديدة ولافتة في مشهد 30 يونيو، التي حلت ذكراها الرابعة، دون زخم أو حضور سياسي وشعبي، جراء تدهور الأوضاع المعيشية والأمنية في البلاد خلال حكم الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي».

ما بين معتذر، ومعترف بالخطأ، تحل الذكرى الرابعة لانقلاب الثالث من يوليو/تموز في مصر، اليوم الاثنين، الذي أطاح بالرئيس المصري «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في البلاد، بعد عام واحد فقط من ولايته الرئاسية الاولى، وسط متغيرات كثيرة في المشهد السياسي، دفع بكثير من أبناء معسكر 30 يونيو/حزيران، ممن كانوا من المكونات الرئيسية، لمشهد الانقلاب، للتحول إلى معارضين، بعدما أطاح الانقلاب بعدد كبير منهم خلف قضبان السجون، وفرض قيوداً كبيرة على آخرين، ومنعهم من الظهور في وسائل الإعلام.

القيادي في حزب الكرامة، السفير «معصوم مرزوق»، مساعد وزير الخارجية الأسبق، دعا في بيان رسمي، من أسماهم بـ«بالجماعة الوطنية»، إلى تنحية الخلافات السياسية، والأيدولوجية، والتوحد من أجل إنقاذ الوطن، من دون أن يستثني جماعة الإخوان من هذه الدعوة، كما جرت عادة معظم القوى المدنية.

وأكد «معصوم» خلال البيان، على أن وحدة الجماعة الوطنية، هي سر قوتها وقدرتها في الماضي القريب والبعيد على إسقاط أنظمة عاتية الاستبداد، كانت بكل ما تمثله، وبكل ما ارتكبته، أقل خطرًا، وضررًا، وقبحًا، مما تشهده البلاد الآن، والتي تنتقل من السيئ للأسوأ، بعد أن تبددت مكتسبات ثورة يناير واستحقاقاتها، وأولها العيش الكريم والحرية، والعدالة، واستقلال القرار الوطني.

وشدد «مرزوق» على ضرورة اعتراف الجميع بالوقوع في أخطاء، أثارت حفيظة ومخاوف شركاء الوطن والثورة مما أدى بدرجات متفاوتة لفتح ثغرات هبت منها رياح الاستبداد والفُرقة، استغلتها الثورة المضادة في الانقضاض على الثورة واختطاف الوطن باتجاه نفق مظلم.

«أحمد العناني»، أحد القيادات الشبابية السابقة بجبهة الإنقاذ، والمجلس المصري للشؤون الخارجية، وهو كيان غير رسمي تشكل عقب 30 يونيو/حزيران 2013، أكد أن جزءا مهماً من مسؤولية التيار المدني في مصر الآن وبعد مرور 4 سنوات على 30 يونيو/حزيران هو مراجعة مواقفه وعمل نقد ذاتي.

وتابع، في تدوينة مطولة على حسابه الشخصي، بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «هل أخطأنا في بعض المواقف؟ حتما». واستطرد: «هل كنا محقين في بعض المواقف حتماً طبعا»، مضيفاً:«لو عدنا بالزمن للخلف هل كنت سأشارك مرة أخرى في جبهة الإنقاذ؟ بالتأكيد ولكن في إطارات أخرى وبحسابات مختلفة».

وقال: «أنا كنت أحد قيادات الحزب المصري الديمقراطي وقتها وكنت من المشاركين في جبهة الإنقاذ وشاهدا على الكثير من القرارات التي تم اتخاذها في المطبخ السياسي آنذاك، ورأيي أن هناك أموراً دفعنا إليها دفعا بسبب تعنت وعناد السلطة الحاكمة في وقتها، وكان يمكن تفادي الكثير مما حدث لو كان هناك أي استجابة من جماعة الإخوان المسلمين».

وانتقد «العناني» توريط السلطة الانتقالية وقتها في اتخاذ قرار فض اعتصام رابعة العدوية بهذا الشكل، في 14 أغسطس/ آب 2013.

ودعت «سلمى حسين» الكاتبة والباحثة اليسارية في شؤون العدالة الاقتصادية والاجتماعية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية إلى ضرورة إنتاج خطاب سياسي جديد، «ناقد لسياسات الإخوان في فترة حكمهم، وناقد لتحالفاتهم الأمنية والفلولية، إلا أنه في نفس الوقت رافض للمذابح ضدهم، ورافض للإقصاء السياسي ، ورافض للثورة المضادة بكل تجلياتها».

ودعت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، في بيان بمناسبة الذكرى الرابعة للانقلاب، إلى الاصطفاف مع القوى السياسية والمجتمعية، وعودة الرئيس الأسبق «محمد مرسي»، مؤكدة أهمية المقاومة السلمية في كسر الانقلاب.

وفي 3 يوليو/ تموز 2013، انقلب وزير الدفاع حينها رئيس الجمهورية الحالي «عبد الفتاح السيسي»، على «محمد مرسي» أول رئيس مدني منتخب ديقراطيا، عقب عام من حكمه.

واحتجز «مرسي»، منذ ذلك التاريخ، في مكان غير معلوم، قبل أن يظهر خلال جلسة محاكمته في نوفمبر/ تشرين الثاني من ذات العام، لمحاكمته، معلنًا خلال إحدى جلسات المحاكمة أنه كان محتجزًا في «مكان عسكري».

ويرفض «مرسي» إجراءات مقاضاته، ويعتبرها باطلة قانونا، كما يرفض الانقلاب عليه في 3 يوليو/ تموز 2013، ويصر أنه الرئيس الشرعي المنتخب ديمقراطيا.

وتعاني مصر سياسيا واقتصاديا وأمنيا، منذ الانقلاب العسكري في 3 يوليو/تموز 2013، والذي أعقبه قلاقل ومجازر دموية وحملات اعتقال بحق أنصار الرئيس «محمد مرسي»، وإغلاق شركات ومصادرة أموال معارضين، وفرض حالة الطوارئ، وتصفية معارضين، ما أدى إلى عزوف المستثمرين الأجانب والسياح المصدرين الرئيسيين للعملة الصعبة بجانب انخفاض إيرادات قناة السويس وتحويلات المصريين العاملين في الخارج.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

3 يوليو الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي محمد مرسي 30 يونيو