لماذا تستقطب (إسرائيل) الشباب المصري عبر تعلم العبرية؟

الاثنين 3 يوليو 2017 04:07 ص

تزايدت في الآونة الأخيرة بشدة الإعلانات الإسرائيلية الخاصة بتعليم الشباب المصري للغة العربية، وهو أمر بات ملحوظا بشكل كبير، وتحدث عنه أكاديميون وراصدون للظاهرة.

وتحاول صفحات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعضها رسمية استقطاب الشباب المصري، من خلال نشر دعوات لتعلم اللغة العبرية داخل السفارة الإسرائيلية بالقاهرة.

ومن أشهر تلك الصفحات التي تبث باللغة العربية بشكل رئيس، «إسرائيل تتحدث العربية»، و«إسرائيل في مصر» التي نشرت دعوى للشباب المصري، لـ«الترحيب بمن يرغب بتعلم اللغة العبرية داخل السفارة الإسرائيلية في القاهرة خاصة دارسي اللغة العبرية للتعرف على الثقافة الإسرائيلية وتاريخ اللغة العبرية» داعية الشباب للتواصل مع السفارة في هذا الخصوص.

وأرفقت السفارة تقريرا بعنوان «الشباب المصري يتعلم العبرية»، يتضمن نسبا بالأرقام لعدد الشباب المصريين الذين باتوا يقبلون على تعلم اللغة العبرية داخل الجامعات المصرية والدورات التعليمية الخاصة، لسد حاجة سوق العمل والفضول الثقافي.

وكشفت السفارة أن «عدد أقسام اللغة العبرية بات يبلغ 13 قسمًا لتعليم اللغة العبرية في تسع جامعات حكومية في مصر منها جامعة الأزهر، حيث العدد الأعلى من الطلاب المسلمين، إذ يتم تخريج بين 2500 و3000 طالب يتقنون اللغة العبرية كل عام والعدد في ارتفاع»، وفقًا للتقرير.

وتسعى صفحة «إسرائيل في مصر» و«إسرائيل تتحدث العربية»، دائمًا لـ«التسويق لما تدعوه الثقافة الإسرائيلية، ونشر الأنشطة الثقافية ومقتطفات من تاريخ الدولة».

وبحسب «المونيتور»، ارتفع عدد المصريين المهتمّين بهذه اللغة، وعلى الأخص في السنوات القليلة الماضية، كما يتم تنظيم دورات تعليمية للغة العبرية في القوات المسلحة.

وفي حديث إلى موقع «المونيتور»، قالت أستاذة اللغة العبرية في جامعة أسيوط الحكومية في الصعيد، «إيمان الطيب»، إنه عندما تم افتتاح قسم اللغة العبرية في الجامعة عام 2004، سجل 11 طالبا فقط أسماءهم.

وقالت إنه «في صفوف العبرية اليوم أكثر من 110 طالب سنويا، وقد ارتفع عدد الطلاب الذين اتخذوا قرار تعلّم اللغة العبرية بشكل كبير في غضون 13 عاما فقط».

وأضافت أن القسم يوفر دروس في التاريخ والأدب والشؤون الراهنة لـ(إسرائيل)، إضافة إلى اللغة.

وتابعت «الطيب»: «نفسّر لطلابنا دائما أن ذلك لا يعني تطبيع العلاقات مع إسرائيل»، مشيرة إلى أنه لما كان هناك تاريخ طويل من التوتر في العلاقات، كان من المهم تعلّم «لغة عدوك ... غالباً ما نقول لطلابنا إن القسم ذات أهمية استراتيجية، إذ يسمح للمتحدثين بالعبرية بالعمل في الاستخبارات العسكرية ووزارة الخارجية».

من جانبه قال «منير محمود»، وهو مدرس للغة العبرية ومؤسس أكاديمية آفاق الخاصة التي توفّر دروساً في اللغة العبرية منذ العام 2001: «يسعى العديد من الشباب إلى التحدّث ودراسة اللغة العبرية للعمل في الاستخبارات العسكرية أو في وظائف تتطلّب معرفة اللغة في وزارة الخارجية المصرية ومراكز الترجمة والصحف ومراكز البحوث الاستراتيجية ومراكز الاتصال وهيئة الإذاعية التي تبث تلفيزيونياً باللغة العبرية أو في قطاع السياحة».

وتقيم مصر علاقات رسمية مع «إسرائيل» منذ توقيع البلدين على اتفاقية سلام في العام 1979، إلا أن العلاقات مع «إسرائيل» ظلت أمرا مرفوضا على المستوى الشعبي، فيما كانت تدار على المستوى الرسمي في حدها الأدنى ومن خلف الكوليس، مراعاة لهذا الرفض الشعبي.

ولكن منذ تولي «عبدالفتاح السيسي» حكم مصر في 8 يونيو/حزيران 2014، بعد انقلاب عسكري على «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، توثقت العلاقات بين القاهرة وتل أبيب على نحو كبير، واتخذت شكل التحالف بين البلدين؛ الأمر الذي جعل صحفا عبرية تصف «السيسي» بأنه «استراتيجي» بالنسبة لـ«إسرائيل».

المصدر | الخليج الجديد+ متابعات

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل السيسي العبرية

تليجراف: وحدة إسرائيلية تستهدف شباب الخليج عبر منصات التواصل