مصادر: قطر خططت لنقل «الجزيرة» إلى لندن خشية قصفها

الثلاثاء 4 يوليو 2017 12:07 م

كشفت مصادر أن السلطات القطرية وضعت خطة بديلة في حال نجاح الضغوط التي تمارسها دول الحصار في إغلاق قناة «الجزيرة»، أو حتى تغيير النظام في الدوحة.

ووفق المصادر التي وصفتها صحيفة «رأي اليوم» بالموثوقة، فإن جوهر هذه الخطة يقوم على إطلاق قناة «الجزيرة» من مدينة لندن، ونقل جميع العاملين فيها من مقدمين ومخرجين ومذيعين ممن يحملون جنسيات بريطانية أو أوروبية إلى العاصمة البريطانية فورا في حال حدوث أي طارئ.

وأوضحت المصادر أن السلطات القطرية تخشى أن يتعرض مقر شبكة «الجزيرة» في الدوحة إلى عملية قصف صاروخي تؤدي إلى تدميره ووقف البث بالكامل في حال تصاعد حدة الصراع، واللجوء إلى الخيارات العسكرية.

وكان وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني» قد أكد في مؤتمر صحفي، السبت الماضي، في روما أن «الجزيرة» تمثل منصة للحرية والرأي الآخر وأنها مصدر فخر لقطر، مضيفا: «من يريدنا أن نغلق قناة الجزيرة فعليه أن يوجد ويؤسس قناة تضاهيها».

وصرح الوزير بأن بلاده ترى في إعلام الدول المقاطعة تحريضا على العنف في دولة قطر، مشيرا إلى أن الشعوب التي عانت من الديكتاتوريات هي التي صنعت «الربيع العربي».

وصف المفوض السامي لحقوق الإنسان في «الأمم المتحدة»، «زيد بن رعد»، الجمعة الماضي، مطالبة السعودية وثلاثة بلدان عربية أخرى لدولة قطر بإغلاق قناة «الجزيرة»، بأنه هجوم غير مقبول على حرية التعبير والرأي.

وقال إن الخلاف المثير للقلق في منطقة الخليج بلغ مستوى جديدا بإدراج بعض الحقوق الأساسية والحريات ضمن قائمة المطالب التي فرضتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر على دولة قطر، مع إعطائها مهلة 10 أيام لتنفيذها بحلول 4 من يوليو/تموز الجاري.

وأعرب المفوض السامي في إيجاز صحفي عن قلقه البالغ من مطالبة تلك الدول بإغلاق شبكة قنوات «الجزيرة» ووسائل إعلام أخرى تمولها قطر.

وبدأت الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران الماضي، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الثلاث الأولى عليها حصارا بريا وجويا، متهمة إياها بدعم الإرهاب، وهو ما نفته قطر.

وشددت الدوحة على أنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وقال «زيد بن رعد»: «سواء كنت تشاهدها أو لا تشاهدها، أو تحبها أو تكرهها، أو تتفق أو لا تتفق مع وجهات نظرها التحريرية، فإن الجزيرة العربية والإنجليزية قناتان شرعيتان، ولهما ملايين عديدة من المتابعين».

وأضاف: «المطالبة بإغلاقهما الفوري هو بنظرنا هجوم غير مقبول على الحق في حرية التعبير والرأي، مشيرا إلى أنه إذا كان للدول خلاف بشأن مواد تبثها قنوات تلفزيونية تابعة لبلدان أخرى فإن للدول الحق في مناقشتها وخوض مساجلات علنا بشأنها».

وأكد أن الإصرار على إغلاق القنوات التلفزيونية مطلب شاذ وغير مسبوق وغير منطقي وغير معقول بشكل جلي.

وجاءت تصريحات المفوض السامي لحقوق الإنسان متسقة مع مواقف منظمات واتحادات دولية أخرى، حيث انتقد مقرر «الأمم المتحدة» الخاص المعني بتعزيز حرية الفكر والتعبير «دافيد كاي» مطالبة الدول المحاصرة لقطر بإغلاق قناة «الجزيرة»، واصفا ذلك بأنه سيلحق ضررا كبيرا بتعددية الإعلام في المنطقة.

ونددت منظمة «مراسلون بلا حدود» بمطلب الدول الأربع المحاصرة لقطر بإغلاق «الجزيرة»، معتبرة إياه ابتزازا غير مقبول.

وأشارت إلى أن «الجزيرة» أحدثت ثورة في الإعلام العربي، وأن مطلب إغلاقها وغيرها من المؤسسات الإعلامية التي تمولها قطر أمر يثير القلق.

وفي ذات السياق، أدان «الاتحاد الدولي للصحافة سبورت» طلب إغلاق قنوات «الجزيرة»، معتبرا الأمر اعتداء على حرية التعبير، وقال إن المطالبة بإغلاق «الجزيرة» وجميع الشبكات المتصلة بها بما فيها شبكة «بي إن سبورت»، أمر مرفوض.

ووصف الاتحاد رفض رياضيين ومدربين التحدث مع صحفيين يمثلون قناة «بي إن سبورت» بأنه تصرف غير صائب.

من جهته، عبر رئيس «الاتحاد الوطني للصحفيين» في بريطانيا «تيم داوسون» عن قلقه من طلب دول الحصار من قطر إغلاق شبكة «الجزيرة»، مضيفا أن على الدول الخليجية أن تجلس وتتحاور بدلا من التضييق على حرية التعبير.

وأطلقت شبكة «الجزيرة»، أمس الاثنين، حملة بخصوص مطالب دول الحصار على قطر، التي من بينها إغلاق قنوات «الجزيرة»، حيث طالب نخبة من صحفيي الشبكة بحفظ حق الناس في الوصول إلى المعلومات بلا انحياز أو تهديد.

وجاء في حملة الشبكة: «نحن في الجزيرة نؤمن بأن أي دعوة لإغلاق أو عرقلة وصول قنواتنا ليست سوى محاولة يائسة لإسكات الرأي الحر، ومنع الناس من حقهم في الوصول إلى المعلومة والخبر الصادق، وإيصال صوتهم وتسليط الضوء على قصصهم».

وقال عدد من صحفيي الشبكة باللغتين العربية والإنجليزية إنهم لديهم مطالبهم أيضا، ومن بينها أن يتمتع الصحفي بحقه في ممارسة عمله وتأدية رسالته السامية دون مضايقات أو تهديد.

كما طالبوا بإسماع صوت المهمشين والمنسيين في أصقاع العالم، وألا يعامل الصحفي كالمجرم، وأن تبقى الصحافة حرة.

وقدمت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر قائمة مطالب إلى قطر تتضمن 13 بندا، منها إغلاق قنوات «الجزيرة» وكل وسائل الإعلام التي تدعمها قطر.

وقوبل هذا المطلب باستنكار عالمي من طرف مختلف المؤسسات الإعلامية الكبيرة والمنظمات الحقوقية والأممية.

وكانت قيادات عربية طلبت من الرئيس الأمريكي «جورج بوش» الابن قصف مقر «الجزيرة» عام 2003 أثناء الحرب على العراق، واعترف رئيس الوزراء البريطاني الأسبق «توني بلير»، بأن نقاشات جرت في هذا السباق، وأكدت وثائق سربتها «ويكيليكس» في الأسبوع الماضي هذه المطالب والنقاشات.

هذا، ولا تستبعد أوساط إعلامية في لندن أن يكون حجب قنوات شبكة «الجزيرة» على القمرين «عرب سات» و«نايل سات» أبرز الخطوات التي قد تتخذ في اجتماع القاهرة، غدا الأربعاء، الذي يحضره وزراء خارجية كل من السعودية والإمارات والبحرين إلى جانب المضيف المصري لمناقشة الرد القطري على قائمة المطالب التي تقدمت بها تلك الدول في 22 يونيو/حزيران الماضي، إلى الدوحة عبر الكويت.

يذكر أن عددا كبيرا من العاملين في شبكة «الجزيرة» يحملون جنسيات بريطانية بينهم «جميل عازر»، و«فيصل القاسم»، و«أحمد منصور»، و«سامي حداد»، و«محمود مراد» (إقامة دائمة)، و«محمد كريشان»، و«زين العابدين توفيق».

  كلمات مفتاحية

قطر السعودية الإمارات البحرين مصر لندن الجزيرة دول الحصار المطالب الأزمة الخليجية

إعلامي مصري يحرض على محاصرة «الجزيرة» وإسقاط «تميم»