خبراء: القاعدة التركية أجهضت هجوما عسكريا ضد قطر

الأربعاء 5 يوليو 2017 12:07 م

أوضح خبراء ومحللون سياسيون أن مسارعة تركيا بتقديم الدعم العسكري لقطر في أعقاب اندلاع الأزمة الأخيرة مع دول الحصار الأربعة، قد حال دون غزو محتمل لقطر أو الإطاحة بالأمير القطري.

وأكدوا أن هذا الدعم الواضح لقطر من قبل تركيا، أضاع على تركيا فرصة لعب دور الوسيط، وفقا لـ«دويتشه فيله».

وقال المحلل السياسي التركي، «سرهات إركمين»، إنه على الرغم من أن الحصار الذي تقوده السعودية موجه أساسا إلى قطر، فإن المطالب المتعلقة بتركيا وإيران أضافت بعدا إقليميا أوسع إلى الأزمة.

وأضاف أن ما يحدث منذ أوائل يونيو/ حزيران يعكس تغييرات جوهرية أكثر في الخليج، فالقوى الإقليمية والخارجية تشارك في صراع على السلطة في الشرق الأوسط، وأعتقد أنه يتعين علينا النظر إلى قضية قطر من خلال هذه العدسة.

من جانبه، رأى «غالب دالاي»، مدير البحوث في منتدى الشرق والزميل المشارك في مركز الجزيرة للدراسات، أن تركيا فقدت فرصة لعب دور الوسيط المحايد في الأزمة الحالية، واختارت الانحياز إلى أحد الأطراف، بتقديمها مساعدات اقتصادية وسياسية فضلا عن مساعدات عسكرية رمزية لقطر، حيث أرسلت فرقة عسكرية صغيرة إلى البلاد لأغراض التدريب.

في المقابل يعتقد كثير من المراقبين أن دعم تركيا لقطر قد حال بالفعل دون غزو محتمل لقطر أو الإطاحة بالأمير القطري.

وقال «وضاح خنفر»، المدير العام السابق للجزيرة، للمحطة، إنه «لولا التدخل التركي، لكان من الممكن أن تتصاعد الأزمة إلى نقطة أكثر خطورة».

وأضاف «هذا يعني أنه كان بإمكاننا أن نشهد نوعا من التدخل العسكري،وهو ما كان سيشعل  حربا أخرى في المنطقة، لكن وعد تركيا بإرسال قوات إلى قطر أوقف هذا النوع من التصعيد وخلق مسارا آخر للمفاوضات والمطالب».

من جانبه، شكك «سلطان بركات»، مدير مركز النزاعات والدراسات الإنسانية في معهد الدوحة، في جدوى خيار غزو قطر عسكريا.

وقال إن دول الخليج ما تزال تذكر جيدا الغزو العراقي للكويت، مشيرا إلى أن غزو قطر يختلف كثيرا عن التدخل السعودي في البحرين في ذروة  احتجاجات الربيع العربي ضد نظامها الملكي، حيث إن البحرين حليف سعودي وثيق، وكانت الرياض تسعى إلى دعم نظامها المعرض للخطر.

ولفت الباحث التركي «غالب دالاي»، إلى أن هذه الأزمة هي مقدمة للواقع المتغير في الخليج.

وقال «إن هذا الاستقطاب السياسي الغريب حاليا في المنطقة على وشك أن يصبح الوضع الطبيعي الجديد».

وفيما يتعلق بالخطوة التركية المقبلة في حالة استمر تدهور الوضعـ أشار «دالاي» إلى أنه ليس واضحا ما ستفعله تركيا في حالة التصعيد العسكري.

وأضاف أن أنقرة تريد أن تلعب دورا رادعا لكنها لا تريد أن يوضع هذا الدور محل اختبار.

وحصل «الخليج الجديد» على تفاصيل هجوم عسكري على قطر خططت له السعودية والإمارات، لكن إعلان تركيا نشر قوات لها في الدوحة عرقل تنفيذ المخطط مما أثار غضبا سعوديا إماراتيا ضد تركيا. (طالع المزيد)

وكشف مصدر خاص أن السعودية والإمارات خططتا للإطاحة بأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» عسكريا، إلا أن نشر قوات تركية على الأراضي القطرية سريعا بعيد اندلاع الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران الماضي، غير المعادلة وقلب الموازين.

ووقعت قطر مع تركيا عام 2014 اتفاقية لإنشاء قاعدة عسكرية تركية في الدوحة، وصادق البرلمان التركي على الاتفاقية واعتمدها في 7 يونيو/حزيران الماضي، وعلى أساسها بدأت القوات التركية مهامها وتدريباتها حيث وصلت طلائع هذه القوات في 18 من ذات الشهر.

وبدأت الأزمة الخليجية في 5 من يونيو/حزيران الماضي، حين قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الخليجية الثلاث عليها حصارا بريا وجويا لاتهامها بدعم الإرهاب، وهو ما نفته الدوحة.

وفي 22 يونيو/حزيران الماضي، قدمت السعودية والإمارات والبحرين -عبر الكويت- إلى قطر قائمة تضم 13 مطلبا لإعادة العلاقات معها، من بينها إغلاق قناة «الجزيرة» والقاعدة التركية، وأمهلتها 10 أيام لتنفيذها، إلا أن الدوحة اعتبرت هذه المطالب ليست واقعية ولا متوازنة وغير منطقية وغير قابلة للتنفيذ.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

تركيا الأزمة الخليجية قطر قطع العلاقات مع قطر القاعدة التركية بقطر

أسرار مثيرة.. كيف خططت دول الحصار لغزو قطر على مرحلتين؟ (وثائقي)