«القحطاني» يزعم تجنيد قطر لآلاف المغردين.. هل يمارس حيلة «الإسقاط»؟

الخميس 6 يوليو 2017 10:07 ص

«الإسقاط» حيلة دفاعية ينسب فيها الفرد، لا إرادياً، ما به من عيوب إلى غيره على سبيل الهروب منها، حسب تعريف خبراء في علم النفس. 

هذا بالضبط، على ما يبدو، مع فعله «سعود القحطاني»، المستشار في «الديوان الملكي» السعودي، والمقرب من ولي العهد «محمد بن سلمان»؛ عندما خرج، الثلاثاء، بما أسماها بـ«دراسة» حصرت -حسب ما يدعيه- «أكثر من 23 ألف حساب مصطنع تم تسجيلها بعد اندلاع الأزمة الخليجية»، زاعماً أن جهات قطرية هي من جندت تلك الحسابات.

لكن الفرق الوحيد هو أن «القحطاني»، حسب مصادر «الخليج الجديد» ومتابعين لتطورات الأزمة الخليجية، يعلم ما يفعل جيداً؛ إذ يقوم بترويج تلك الادعاءات على نحو ممنهج، ضمن دوره الإعلامي المرسوم بدقة منذ بداية الأزمة.

فعبر حسابه على «تويتر» تحدث «القحطاني» عن بعض ملامح دراسته المزعومة، قائلا: «من اللافت أن كافة المصطلحات التي تستخدم للإساءة للقيادة في السعودية من قبل المنشقين السعوديين تم استخدامها في الحسابات التي تمت دراستها».

وأشار إلى أن «أكثر عبارة تم تكرارها من قبل الحسابات المصطنعة هي «تميم المجد»؛ حيث إن 43% من صور البروفايل هي رسمة لوجه «تميم»، و9% لصورة «حمد وتميم»، التي نشرتها صحيفة «عكاظ» السعودية.

وزعم أن فريقاً مختصاً قام بدراسة مصدر هذه الحسابات والأماكن التي تغرد منها، وخلص إلى أن 32% منها تأتي من قطر، و28% من لبنان، و24% من تركيا، و12% من العراق.

من هو «القحطاني»؟

والمعروف أن «القحطاني»، حسب ما ذكر مصدر خليجي مطلع، لـ«الخليج الجديد» في وقت سابق، هو من يدير المخططات والحملات الإعلامية على مواقع التواصل «بن سلمان»، وبينها الهجمة الإعلامية الحالية ضد دولة قطر وأميرها.

المصدر أوضح، آنذاك، أن «القحطاني» تم تعيينه من قبل الملك «سلمان بن عبد العزيز» في منصبة كمستشار في الديوان الملكي بموجب أمر ملكي صدر في 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، وهو شاب في  الثلاثينيات من عمرة، وكان من رجال «خالد التويجري»، الرئيس السابق للديوان الملكي السعودي.

وأضاف أن «القطحاني» تولى منذ فترة، إدارة الحملات الإعلامية على مواقع التواصل التي تهدف إلى تلميع صورة «بن سلمان»، لكن دوره برز بصورة كبيرة في الهجمة الإعلامية الحالية، التي تشنها وسائل إعلام سعودية تابعة لولي ولي العهد السعودي، على قطر وأميرها، بالتعاون مع وسائل إعلام تابعة لولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، وأخرى مصرية.

وكشف المصدر أن «القحطاني» يستفيد في مهمته هذه من جيش ضخم من المغردين (كتائب إلكترونية)، فضلا عن أعداد كبيرة من المخترقين (الهاكرز)، يستخدمهم في توجيه الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

كان المغرد السعودي الشهير «مجتهد» تناول، في تغريدات سابقة، أحاديث يتداولها المحيطون بـ«بن سلمان» بشأن قيام الأخير بشراء نحو 100 ألف حساب على موقع «تويتر»، وتوظيف عدداً كبيراً من الكوادر في تشغيل هذه الحسابات لأجل الترويج لنفسه.

المصدر الخليجي المطلع ذاته توقع ألا يكون «القحطاني» بعيداً عن إدارة تلك الحسابات لمهارته في هذا المجال.

«القحطاني» و«بن سلمان»

والعلاقة بين «القحطاني» و«بن سلمان» تعود لسنوات طويلة عندما كان الأمير الشاب أميناً عاماً للديوان الملكي، وكان الأول يعمل به، وفق المصدر ذاته.

وعندما تخلى «بن سلمان» عن منصبه كأمين عام للديوان ليصبح وليًا لولي العهد، تأكد من ترك حليف له داخله للسيطرة عليه، وكان هذا الرجل هو «القحطاني»، الذي تم الحديث عنه بأنّه «التويجري» رقم 2.

وللعلاقة الوثيقة بين الرجلين، عادة ما يكون «القحطاني» عضواً رئيسياً في الوفود التي يصطحبها معه «بن سلمان» في زياراته الخارجية.

ولـ«القحطاني» تاريخ «مثير للجدل» في الوسط الصحفي السعودي، وبصفة خاصة في استخدام الإعلام ضد خصومه.  

وكان الكاتب السعودي ومؤسس صحيفة «الوئام»، «تركي الروقي»، كشف، عبر مقال نشره في فبراير/شباط 2017، بعد إبعاده عن الصحيفة، جانباً من هذا التاريخ.

إذ اتهم «الروقي»، عبر مقاله آنذاك، «القحطاني»، بـ«بإساءة» استخدم سلطته، وبأنه «يرضي بها ذاتا غير سوية داخله».

ومهاجما «القحطاني»، قال «الروقي» إن «ثقافة هذا الرجل كانت هي التشهير بخصومه مستخدماً وسائل إعلام يُفترض أن تستغل كل مساحة لنقل صورة إيجابية عن البلد والحكومة».

وأضاف أن «القحطاني» يملك جيشا من المخترقين، ويتعامل مع شركة متخصصة بالعراق، ويستهدف المواقع بالتهكير والتشهير، وتشويه سمعة الكثير من المواطنين. (طالع المزيد).

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

السعودية سعود القحطاني محمد بن سلمان الأزمة الخليجية