مفاوضات سرية لإقامة مناطق آمنة بين سوريا والأردن و(إسرائيل)

السبت 8 يوليو 2017 06:07 ص

كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن وجود مفاوضات سرية بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة لإقامة مناطق آمنة على الحدود الإسرائيلية السورية والأردنية السورية وأن (إسرائيل) ليست شريكة في المفاوضات لكنها على اطلاع تام على مضمونها.

وأوضحت الصحيفة أن (إسرائيل) تعارض أن يشرف الجيش الروسي على هذه المناطق، وأن هدفها إبعاد «حزب الله» وإيران عن خط التماس.

وأشارت إلى أن مبعوثا أمريكيا رفيعًا زار (إسرائيل) قبل نحو أسبوعين والتقى مسؤولين كبار في وزارات الأمن والجيش والخارجية، لبحث إمكانية إقامة مناطق آمنة على الحدود السورية الإسرائيلية.

ونقلت الصحيفة عن ثلاثة مسؤولين كبار، رفضوا الكشف عن أسمائهم، أن فكرة إقامة المناطق الآمنة باتت جدية في الشهر الأخير، بعد أن بدأت مفاوضات سرية بين الأردن وروسيا والولايات المتحدة حول الموضوع.

وأشارت الصحيفة إلى أن وزارة الأمن والجيش هما المؤسستان اللتان تتابعان موضوع إقامة المنطقة الآمنة على الحدود مع الإدارة الأمريكية، وأن هناك تدخلا محدودا لوزارة الخارجية، وأن المحادثات، حسب أحد المسؤولين، تجري بسرية وكثافة في الأيام الأخيرة.

وبحسب الصحيفة فإن (إسرائيل) تعمل بتنسيق تام مع الولايات المتحدة، التي تتابع بدورها الترتيب مع روسيا وجهات دولية أخرى، وتنقل الموقف الإسرائيلي بحذافيره خلال المحادثات.

كذلك تم التباحث حول المناطق الآمنة، حسب الصحيفة، خلال لقاء وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، ووزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، في مدينة ميونخ الألمانية.

مطالب (إسرائيل)

وقالت إذاعة جيش الاحتلال الجمعة إن (إسرائيل) قدمت عددا من المطالب، أولها أن تكون المفاوضات حول المنطقة الآمنة على حدودها منفصلة عن المحادثات التي تجري في أستانة، التي تأخذ كل من تركيا وإيران دورا فاعلا فيها. وطلبت ألا يكون لهاتين الدولتين أي دور في تحديد ماهية المناطق الآمنة في الجنوب السوري.

وتبنت الإدارة الأمريكية، حسب الصحيفة، الموقف الإسرائيلي، وبناء عليه أقامت محادثات منفردة مع روسيا ومع الأردن.

كما طلبت (إسرائيل) أن تستعمل المناطق الآمنة على الحدود مع سوريا لإبعاد إيران وحزب الله والميليشيات الشيعية» عن الحدود الإسرائيلية وعن الحدود الأردنية.

 وكان الطلب الثالث هو أن تنأى (إسرائيل) بنفسها عن الحرب الدائرة في سوريا وعدم الانجرار للتورط فيها عن طريق عدم أخذ دور فاعل في المناطق الآمنة، سواء على صعيد الرقابة والإشراف أو حفظ الأمن، وبذلك تطبق على أرض الواقع سياسة «فخار يكسر بعضه» داخل سوريا.

وقال مسؤول إسرائيلي للإذاعة إن القلق الأساسي كان حول طريقة الإشراف على وقف إطلاق النار وأعمال العنف في هذه المناطق، وإن روسيا اقترحت إشراف جيشها على المناطق الآمنة في الجنوب السوري، لكن (إسرائيل) أوضحت للأمريكيين أنها تعارض ذلك، وأنها تفضل أن يكون الإشراف أمريكياً.

وكان رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد واصل ممارسة ضغوطه على الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من أجل السعي للإعلان عن جنوب سوريا المتاخمة للجولان المحتل منطقة عازلة ومنزوعة السلاح.

وكان نتنياهو أجرى الخميس اتصالا هاتفيا مع الرئيس الروسي وتباحث معه حول التطورات بسوريا، فيما أفاد المتحدث باسم الكرملين، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، هو من بادر إلى الاتصال بالرئيس بوتين.

 وتمحور الحوار بينهما حول الجهود المشتركة لمكافحة ما يسمى بالإرهاب والتعاون الروسي الإسرائيلي بهذا المجال، كما نوقشت آخر التطورات في الملف السوري والتسوية المرتقبة في الشرق الأوسط.

وقالت صحيفة «التايمز» البريطانية، إن نتنياهو طرح خلال مباحثات هاتفية مع بوتين وترامب قضية إقامة منطقة عازلة في جنوب سوريا والإعلان عن المناطق المتاخمة لخط وقف إطلاق النار منطقة منزوعة السلاح.

وحسب المعلومات التي أورتها «التايمز»، يدور الحديث عن منطقة ممتدة على طول 50 كيلومترا شرقي الجولان حتى مشارف درعا وصولا إلى بلدة السويداء مع الحدود مع الأردن، وهي المنطقة التي تتركز عليها المفاوضات بين موسكو وواشنطن.

وقف إطلاق النار في الجنوب

وفي وقت سابق الجمعة، اتفق الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» ونظيره الأمريكي «دونالد ترامب» على وقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا وذلك خلال اجتماعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في ألمانيا.

وأبلغ وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» للصحفيين أن الهدنة، التي تم الاتفاق عليها وشارك فيها أيضا الأردن عقدت في مناخ بناء، ستبدأ في 9 يوليو/ تموز (غدا الأحد).

من جانبه، قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية إن وقف إطلاق النار في جنوب غرب سوريا الذي تفاوضت عليه الولايات المتحدة وروسيا والأردن هو خطوة أولى نحو ترتيب أكبر.

وقال المسؤول الذي شارك في المفاوضات وطلب عدم نشر اسمه «إنها خطوة أولى نتصور (بعدها) ترتيبا أكبر وأكثر تعقيدا لوقف إطلاق النار وترتيبا لعدم التصعيد في جنوب غرب سوريا. بالتأكيد أكثر تعقيدا من (إعلانات) هدنة سعينا للتوصل إليها في الماضي».

وبحسب مسؤولين من الدول الثلاثة، فإن تم الاتفاق على إنشاء منطقة منخفضة التصعيد في جنوبي غربي سوريا في درعا والسويداء والقنيطرة.

وأكدوا أن أمن هذه المنطقة سيكون على عاتق الشرطة العسكرية الروسية بالتنسيق مع الأردنيين والأمريكيين، موضحا أن العمل على منطقة مماثلة في الشمال السوري ما يزال جاريا.

المصدر | القدس العربي+ الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

سوريا إسرائيل تركيا إيران روسيا أمريكا مناطق آمنة