عسكرة القرن الأفريقي.. من دول الخليج إلى الصين

الخميس 20 يوليو 2017 06:07 ص

منذ نشرنا في 6 أبريل/نيسان عن القواعد العسكرية في القرن الأفريقي، وخاصةً قواعد الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، لم نر أي تقارير أخرى حول إنشاء قاعدة عسكرية سعودية في جيبوتي، على الرغم من أنّ أخبارًا من السعودية قد ذكرت في 28 أبريل/نيسان توقيع اتفاق تعاون في مجال الدفاع بين البلدين. وفي 26 مايو/أيار، قال وزير خارجية صوماليلاند (أرض الصومال) أنّ الإمارات قد تبدأ قريبًا بتحريك طائرات مقاتلة من قاعدتها في بربرة، التي لا تزال قيد الإنشاء، لكنّها استقبلت السفن البحرية الإماراتية. وقال: «لا نعتقد أنّ استخدام المرفق سيضيف إلى التوتر والصراع في المنطقة. فيوجد لدى الإمارات قاعدة في عصب في إريتريا، تعمل حاليًا، ولن يتم استخدام القاعدة في بربرة في أي شيء جديد في الصراع».

البحرية الصينية

وقد بدأ هناك بناء قاعدة صينية. وفي 12 يوليو/تموز، أُفيد بأنّ سفينتين قد أبحرتا من الصين إلى تلك القاعدة تحملان أفرادًا.

الأولى «تشين غانغ شان 999»، وهي ناقلة برمائية يمكنها حمل 800 جندي، وأربع مروحيات، وأربع قوارب للهبوط، وكذلك المدرعات المقاتلة. ويمكنها بذلك أن تعمل في قيادة فرقة عمل وأن تضطلع بالمهام الإنسانية والإغاثة في حالات الكوارث، ومكافحة القرصنة، فضلًا عن صد الاعتداءات البرمائية. والأخرى، «دونغا يداو 868»، وهي شبه غاطسة صغيرة يمكنها حمل الحوامات، ونقل المعدات الثقيلة، وإصلاح السفن التالفة في البحر.

وتصر المصادر الصينية على أنّ هذه قاعدة دعم وليست قاعدة عسكرية. لكن وفقًا لمصدرٍ صينيٍ نقلت عنه سي إن إن وغلوبال تايمز، قال: «إنّها ليست نقطة إمداد تجارية ... هذه القاعدة يمكن أن تدعم القوات البحرية الصينية للذهاب فيما هو أبعد من ذلك، لذلك فهي تعني الكثير». ويعد الدور الرئيسي للقاعدة هو دعم السفن الحربية الصينية العاملة في المنطقة في مكافحة القرصنة والعمليات الإنسانية «ولا يتعلق الأمر بالسعي للسيطرة على العالم». ويشارك أكثر من 2500 جندي صيني في بعثات الأمم المتحدة في أفريقيا، ولاسيما جنوب السودان وليبيريا ومالي.

وقال الجنرال «توماس والدهاوسر»، قائد قيادة البنتاغون في أفريقيا، أنّ مقر القيادة الأمريكية في جيبوتي يعتبر «مهما جدًا لمصالحنا الاستراتيجية». وهناك نحو 4 آلاف جندي أمريكي في معسكر ليمونيه، إلى جانب الفرنسيين، وهي القاعدة الأمريكية الرئيسية لإطلاق الطائرات بدون طيار خارج أفغانستان.

وقال «إدوارد بايس»، مدير معهد الأبحاث فى شؤون أفريقيا، ومقره لندن، أنّ وجود قاعدة في جيبوتي للصين يعني لها الكثير، كما هو الحال بالنسبة لليابان أو الولايات المتحدة. وفي الوقت نفسه، بالنسبة لجيبوتي، يدور كل شيء حول المال.

ويُذكر أنّ اليابان لديها 170 جنديًا في منشأة تبلغ مساحتها 30 فدانًا في جيبوتي. ويستمر العمل في بناء قاعدة تركية كبيرة في الصومال. ووفقًا لبعض التقارير، يوجد لإيطاليا أيضًا قواعد في جيبوتي، لكن قد تقتصر على الاستخدام من جانب القوات المشاركة في العملية الدولية لمكافحة القرصنة قبالة القرن الأفريقي، وليست قاعدة دائمة.

الغائبون

وفي الشهر الماضي، سحبت قطر قوة عسكرية صغيرة منتشرة في جيبوتي. ومن بين الغائبين البارزين عن القرن الأفريقي، المملكة المتحدة، التي لديها قاعدة بحرية صغيرة في البحرين، وروسيا التي لها قاعدة في طرطوس في سوريا، والهند التي لها قاعدة في سيشيل، وإيران. وقامت جيبوتي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران تقربًا من السعودية، الأمر الذي تسبب في غضب إيران، والتي علقت على الأمر بسخرية. وقد حذرت وزارة الخارجية الإيرانية جيبوتي «من أن تختفي بلادهم من الخريطة خلال 24 ساعة».

فلماذا كل هذا النشاط العسكري الدولي في هذه المنطقة؟ السبب الأول، للصين على وجه الخصوص، هو أنّها تحتاج إلى قاعدة في مكانٍ ما في الشرق الأوسط إذا كان لها أن تتبع سياسة الإبحار في المياه المفتوحة. والثاني، وهو للجميع على حدٍ سواء، هو أنّ مدخل البحر الأحمر يعد واحدًا من أهم وأضعف نقاط الاختناق في العالم للشحن الدولي. وقد أدى وجود القرصنة هناك إلى تعاونٍ دوليٍ كبير غير مسبوق، ولا يزال التهديد قائمًا. والثالث، هو أنّها تمثل قاعدة لقيادة العمليات العسكرية، مثل القواعد التي تعمل لصالح حرب السعودية والإمارات في اليمن، ولصالح الولايات المتحدة في كل من اليمن والصومال.

 

المصدر | أراب دايجست

  كلمات مفتاحية

جيبوتي الصين الإمارات السعودية باب المندب