«داود أوغلو» يطالب الدول العربية بتأجيل مشاكلها والالتفات للأقصى

الخميس 20 يوليو 2017 05:07 ص

طالب البروفسيور «أحمد داود أوغلو» رئيس وزراء تركيا السابق، الدول الإسلامية بأن تؤجِّل مشكلاتها اليومية وأن تُظهِر جبهةً مشتركة فيما يتعلَّق بقضية القدس حتى لا يبقى المسجد الأقصى دون جماعةٍ يوم الجمعة، مشددا على ضرورة عقد جلسة طارئة لمنظمة التعاون الإسلامي لبحث حلول عاجلة لمشكلة الأقصى.

يجب على واشنطن التحرك

وناشد «أوغلو» الولايات المتحدة بأن تتحرَّك وتُفعِّل كافة الآليات، بما في ذلك لجنة القدس، التي تتمتَّع تركيا بعضويتها، مؤكدا على أنه «لابد للولايات المتحدة أن ترى عِظم حجم المشكلة حين لا تشرف إدارتها على تحقيق التوازن بين الطرفين، ولابد لها أن تتعلَّم الدرس مما يحدث. لقد أساءت إسرائيل استغلال كل شكلٍ من أشكال الدعم الذي تلقَّته، ودفعت داعميها للتأسُّف على ذلك الدعم. ولم يترك الانحياز المتهوِّر لصالح إسرائيل تلك المشكلة دون حل لسنواتٍ وجعلها حتى أكثر صعوبة فحسب، بل سيشوِّه أيضاً سُمعة الغرب أكثر، لا سيما الولايات المتحدة، في أعين الشعوب المسلمة».

اجتماع طارئ

وقال «أوغلو» في بيان له أمس إنه «يجب على منظمة التعاون الإسلامي، التي تأسَّست بسبب القدس والمسجد الأقصى، أن تخرج عن صمتها. وباعتبارها أكبر منظمة جامِعة للدول الإسلامية، فعليها أن تجتمع بأسرع وقتٍ ممكن للبحث عن حلولٍ بشأن الأحداث الحالية في القدس. ولابد من تنحية المشكلات الداخلية للجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي والصراعات بين أعضاء كلٍ منها، والتركيز على مشكلتنا المشتركة، ألا وهي القدس. ولا يجب أن يُكرِّر أحدٌ أخطاء الماضي ويتحمَّل عار البقاء مُتفرِّجاً بسبب المشكلات الداخلية، بينما تفعل إسرائيل ما يحلو لها بأماكن المسلمين المُقدَّسة».

وتابع «إنَّني أناشد القادة، ومنظمات المجتمع المدني، والمثقفين الذين يحترمون القانون الدولي وحقوق الإنسان، وحرية الاعتقاد والعبادة في العالم. كلنا ندفع ثمن البقاء صامتين على عمليات القتل الفجَّة الطائشة وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها إسرائيل»، مطالبا كل شخصٍ في موقع السلطة بالعالم الإسلامي أو على الساحة الدولية أن يفعل ما بوسعه؛ ولابد من اتخاذ خطواتٍ لتجنُّب نشوء أزمةٍ لا يمكن السيطرة عليها.

وقال رئيس الوزراء التركي السابق في بيانه إنه «من المؤسف أن تكون ضمانة إسرائيل في ارتكابها لتلك الجرائم هي أنَّ الدول الإسلامية عالقة في مشكلاتها، تماماً كما رأينا في الأزمة الخليجية. وستطمأن إسرائيل بسبب غياب أي ردٍ حقيقي على عمليات القتل، والمنع، والقمع التي استمرت في التزايد حول المسجد الأقصى والقدس الشرقية في الأسابيع الأخيرة».

الفلسطينيون ليسوا بمفردهم

وأرسل «أوغلو» برسالة إلى الفلسطينيين قائلا «إنَّ لديّ احتراماً عميقاً لأشقائي الفلسطينيين والفلسطينيات الأعزاء الذين رعوا وحموا، أحياناً بمفردهم، القدس والمسجد الأقصى لعقودٍ على حساب حياتهم. وسيجد نضالهم المُنفرِد، لكن الجدير بالاحترام، بكل تأكيد الثواب العادل في وجود الله. ويجب أن يعلموا أنَّهم ليسوا بمفردهم».

واختتم بيانه بالتأكيد على أن «تسهيل إرساء السلام في المنطقة وحماية حقوق أشقائنا الفلسطينيين والفلسطينيات هو إرثٌ تاريخيٌ لنا، إنَّ القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين، والمسجد الأقصى هو موقعٌ إسلاميٌ مُقدَّس، والقدس هي روح التاريخ، وهي الاسم المشترك للسلام، وعلينا أن نقف يداً بيدٍ ضد تدمير روح التاريخ وقتل السلام».

وكان الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، أكد اليوم على رفض بلاده للانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وخاصة القيود الأخيرة في المسجد الأقصى.(طالع المزيد).

وشدد «أردوغان» على أن الحفاظ على الطابع الإسلامي وقدسية المسجد الأقصى والحرم الشريف، يحمل أهمية كبيرة بالنسبة للعالم الإسلامي أجمع.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اعتدت بالضرب على المصلين الذين تزداد أعدادهم يوما بعد يوم، عقب أدائهم الصلوات في محيط المسجد الأقصى واعتقلت بعضا منهم.

وشارك سياح من تركيا ودول إسلامية أخرى في الصلاة خارج المسجد، ورفضوا الدخول عبر البوابات الإلكترونية التي فرضتها قوات الاحتلال.

وفي وقت سابق، عبّرت تركيا عن رفضها لإغلاق إسرائيل المسجد الأقصى المبارك ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه للمرة الأولى منذ العام 1969، في حين وصفت هيئة علماء فلسطين في الخارج التحرك الإسرائيلي بكونه جريمة وانتهاكا خطيرا بحق الأمة الإسلامية.

وشهدت مدينة إسطنبول فعاليات احتجاجية رافضة للقرار الإسرائيلي الذي صدر لجمعة عقب عملية فدائية في القدس قُتل فيها شرطيان إسرائيليان واستشهد منفذوها الثلاثة، وهم من مدينة أم الفحم في الداخل الفلسطيني المحتل.

ووصف رئيس الوزراء التركي «بن علي يلدرم» القرار الإسرائيلي بالخطوة الخطيرة، وعبّر في تصريحات صحفية عن أمله بأن لا يستمر إغلاق المسجد الأقصى المبارك.

من ناحيتها، دعت وزارة الخارجية التركية إسرائيل إلى رفع الحظر المفروض على دخول المسجد الأقصى وإعادة فتحه للعبادة بشكل فوري، واصفة احترام الأماكن المقدسة ومكانتها التاريخية بالضرورة الإنسانية والقانونية.

وعقدت هيئة علماء فلسطين في الخارج مؤتمرا صحفيا شارك فيه العلماء المجتمعون في مدينة إسطنبول ضمن فعاليات ملتقى «منبر الأقصى للأئمة والوعاظ» ردا على إغلاق إسرائيل للمسجد الأقصى المبارك ومنع إقامة صلاة الجمعة فيه.

  كلمات مفتاحية

داود أوغلو أمريكا منظمة التعاون الإسلامي القدس الأقصى تركيا الأزمة الخليجية

«أردوغان» يدعو إلى سحب آلات كشف المعادن من الأقصى

«جاويش أوغلو» يبحث مع «تيلرسون» الأوضاع بأفغانستان وسوريا والعراق