اعتقال أنقرة لناشط ألماني يؤدي لأزمة غير مسبوقة مع برلين

الخميس 20 يوليو 2017 05:07 ص

أعلن وزير خارجية ألمانيا «زيغمار غابرييل»، الخميس، سلسلة خطوات ضد تركيا ردا على احتجاز ناشط حقوقي ألماني فيما يشير إلى موقف أكثر تصادمية مع تصاعد التوتر بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، ومن جانبها نددت تركيا بشدة، الخميس أيضا، بقرارات برلين التي قالت انها لا تتحلى «بالمسؤولية السياسية».

فيما أعلنت وكالات للأنباء إن برلين تعلن إعادة النظر في علاقاتها مع أنقرة بعد واقعة حبس ناشط حقوقي متهم بالتخابر.

وقال المتحدث باسم المستشارة «أنغيلا ميركل» أن الإجراءات التي أعلنها وزير الخارجية تجاه تركيا، ضرورية ولا غنى عنها في ظل التطورات الراهنة.

وقال «إبراهيم قالن»، الناطق باسم الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، خلال مؤتمر صحفي أن «توجيه رسالة إلى الألمان تقول إن التوجه إلى تركيا ليس آمنا ينطوي على عدم مسؤولية سياسية كبرى ونحن لا نقبله»، بحسب «الفرنسية».

وأضاف «قالن» «بناء على حسابات انتخابية صغيرة (يتم) السعي للإساءة إلى العلاقات الاقتصادية، وإثارة شكوك في أذهان المستثمرين الألمان، هذا غير مقبول».

وأكد «قالن»: «نعتقد أن هذه التصريحات المؤسفة متعلقة بالانتخابات التي تقبل عليها ألمانيا»، بحسب موقع «أخبار تركيا العاجلة».

مزاعم ألمانية

فيما زعم وزير الخارجية الألماني إن بلاده ستتحدث مع شركائها في الاتحاد الأوروبي عن مساعي تركيا للانضمام إلى التكتل وأوضح أن برلين لم يعد يمكنها ضمان استثمارات الشركات الألمانية في تركيا. وأضاف أنه يستبعد إجراء محادثات لتوسيع الاتحاد الجمركي مع تركيا كما أصدر تحذيرا من سفر الألمان إلى تركيا، بحسب «رويترز».

وذكر «غابرييل» نحتاج أنه (ينبغي أن) «نوجه سياساتنا حيال تركيا إلى مسار جديد... لا يمكن أن نستمر كما فعلنا حتى الآن. نحتاج أن نكون أوضح عما كنا حتى الآن حتى يفهم المسؤولون في أنقرة أن مثل هذه السياسات لن تمر دون عواقب».

وأصدرت وزارة الخارجية الألمانية تحذيرا للمواطنين، الخميس، مدعية نصحهم بتوخي المزيد من الحذر عند السفر إلى تركيا مستشهدة باعتقالات وقعت في الآونة الأخيرة هناك وبرفض أنقرة السماح بزيارات مسؤولي القنصليات للمحتجزين في بعض القضايا في انتهاك للقانون الدولي.

وقالت الوزارة في إرشادات معدلة بخصوص السفر لتركيا «نحث الأشخاص الذين يسافرون إلى تركيا لأسباب خاصة (بعدم السفر)».

حرص تركي على العلاقات

وأكد «قالن» من الناحية الأخرى، أن أنقرة حريصة على الحفاظ على علاقات جيدة مع برلين، مذكرا بعلاقاتهما الاقتصادية الوثيقة.

وقال «لطالما ارتبطنا بعلاقات جيدة مع ألمانيا ونحن نريد أن يكون الأمر على هذا المنوال. ولكن يجب أن يجري ذلك في إطار الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة. ألمانيا شريك تجاري مهم بالنسبة لنا».

وكانت وزارة الخارجية الألمانية شددت في وقت سابق من، الخميس، تحذيرها من السفر إلى تركيا، وهي وجهة مفضلة لدى السياح الألمان. ونشرت على موقعها مزاعما بأن «المسافرين الى تركيا، لأسباب مهنية او خاصة، مدعوون الى زيادة الحذر، وإلى تسجيل أسمائهم لدى القنصليات، حتى لو كانت الرحلات قصيرة».

وتتضمن إعادة النظر في السياسات الألمانية إعادة النظر في القروض والضمانات أو المساعدات المالية التي تقدمها برلين إلى الصادرات أو الاستثمارات في تركيا.

تركيا والتدخل في منظومتها القضائية

واعتبرت الخارجية التركية أن تعليقات بعض الشخصيات الرسمية الألمانية على خلفية اعتقال أنقرة للناشط الحقوقي الألماني «بيتر شتويدتنر» غير مقبولة.

وشددت الخارجية في بيان لها نشر اليوم على أن ذلك يعد بمثابة تدخل في عمل النظام القضائي التركي.

وتأتي هذه التطورات بعد إصدار محكمة تركية، الثلاثاء، حكما باعتقال رئيسة الممثلية التركية لمنظمة العفو الدولية «إيديل إسير»، و5 نشطاء آخرين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان من بينهم المواطن الألماني «شتويدتنر».

مطالبات ألمانية بإطلاق الناشط

من جانبه أعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة الألمانية «شتيفان زايبريت» أن حكومة بلاده تعرب عن تضامنها مع الناشط الألماني المذكور. وطالبت الخارجية الألمانية سلطات أنقرة بإطلاق سراحه فورا، واصفة الاتهامات الموجهة ضده بالسخيفة. وعلى هامش كل ذلك استدعت الخارجية سفير تركيا في برلين.

وجاء في بيان الخارجية التركية: «كل ذلك ليس إلا تدخلا سافرا ومباشرا في عمل القضاء التركي. وتدل تعليقات المسؤولين الألمان من جديد على استخدامهم للمعايير المزدوجة بهدف إعاقة تحميل الإرهابيين المسؤولية»، بحسب قولها.

وشددت الخارجية التركية على أنها أبلغت القائم بالأعمال الألماني في تركيا، بأن اعتقال «شتويدتنر» جرى وفقا للقانون والمعايير الدولية، وليس هناك أي عقبات لتقديم الخدمات القنصلية له.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

أردوغان ميركل قالن اعتقال تركيا ناشط ألماني أزمة برلين