إعلامي قطري: اتهام قطر بالإرهاب واجهة لتمرير أهداف أخرى

السبت 22 يوليو 2017 01:07 ص

اتهم رئيس تحرير جريدة «الشرق» القطرية «صادق محمد العماري»، الدول المقاطعة لقطر بعدم الرغبة في حل الأزمة الآن، معتبرا أن اتهامها للدوحة بدعم الإرهاب هو «مجرد واجهة لتمرير أهداف أخرى»، وأن الأزمة ستنتهي عندما تمرر تلك الدول «مشروعات» في المنطقة.

ومنذ 5 من يونيو /حزيران الماضي قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بدعوى دعمها للإرهاب، رغم نفي الأخيرة الشديد للاتهام/ كما فرضت الدول الثلاث الأولى عليها إجراءات عقابية، وقدمت الدول الأربع عبر الوسيط الكويتي قائمة من 13 مطلبا إلى الدوحة مقابل عودة العلاقات.

انتقاص سيادة قطر

هذه التحركات علق عليها «العماري» في حوار مع «الأناضول»، بأن «اتهام قطر بدعم الإرهاب هو مجرد واجهة لتمرير أهداف أخرى.. الهدف الأساسي هو انتقاص سيادة قطر، وغلق قناة الجزيرة وعدد من المنابر الإعلامية المساندة للشعوب.. هذه أزمة مفتعلة لإهانة سيادة وكرامة قطر، وإسكات الصوت الآخر الذي تقدمه الجزيرة».

وتابع «العماري» أن «هذا ظهر جليا ليلة قرصنة (موقع) وكالة الأنباء القطرية (في 24 من مايو/أيار الماضي)، حيث تواصلنا كإعلاميين قطريين مع هذه القنوات، وأبلغناهم بأن ما تم بثه خلال قرصنة الوكالة غير صحيح، لكنهم لم يستمعوا لنا، ولم يعرضوا حتى التصريحات الرسمية لقطر».

وفور اختراق الوكالة القطرية، جرى بث تصريحات منسوبة إلى أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، اعتبرتها وسائل إعلام دول خليجية ولا سيما السعودية والإمارات «مناهضة لسياساتها»، خاصة فيما يتعلق بالعلاقة مع إيران.

وعلق «العماري» على طلب الدول الأربع إغلاق قناة «الجزيرة» قائلا: «الجزيرة كشفت العديد من المخططات في المنطقة، ووقفت بجانب الشعوب في (ثورات) الربيع العربي (بداية من أواخر 2010).. هم يريدون أن يسكتوا الجزيرة لأنها تسبب لهم إزعاجا، فكل مشاريعهم فشلت بسببها».

ومنذ فترة طويلة تتهم دول الخليج الثلاث ومصر قناة «الجزيرة» بتوفير منصة للحركات الإسلامية، وتشجيع وتحريض المعارضين للأنظمة الحاكمة في تلك الدول، وهو ما تنفي القناة صحته، قائلة إنها تتمسك بالحياد والمهنية.

ورأى «العماري» أن «طلب إغلاق الجزيرة جاء بنتيجة عكسية، فالإعلام الغربي تحول من محايد إلى مدافع (عن حرية الإعلام)، فحتى وسائل الإعلام الغربية التي ترى مشكلة في القناة، رفضت هذا المطلب».

مشروعات في المنطقة

وحول مآلات الأزمة قال «العماري» إن «صاحب النفس الطويل هو من سيربح المعركة، هم قدموا إلى الوسيط الكويتي 13 مطلبا تعجيزيا، ثم سربوها بهدف إحراج قطر والوسيط الكويتي، فهم لا يريدون حلا الآن».

وتصف قطر هذه المطالب بـ«غير الواقعية وغير القابلة للتنفيذ»، فيما تهدد دول المقاطعة الأربع باتخاذ مزيد من الإجراءات (لم تحدد طبيعتها) ضد الدوحة «في الوقت المناسب».

وعن سبب اتهامه الدول المقاطعة للدوحة بعدم الرغبة في حل الأزمة، أجاب «العماري» بـ«أنهم يريدون أن يمرروا مشروعات (لم يحددها) في المنطقة، وعندما تنتهي هذه المشروعات ستنتهي الأزمة، كما انتهت أزمات سابقة أخرى، وآخرها أزمة سحب السفراء من الدوحة عام 2014 والتي انتهت باتفاق الرياض».

ووقعت قطر وبقية دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والإمارات والكويت والبحرين وسلطنة عمان) على «اتفاق الرياض» عام 2013، ثم الاتفاق التكميلي وآليته التنفيذية في العام التالي.

واعتبر «العماري» أن «توقيع اتفاقية محاربة الإرهاب بين قطر والولايات المتحدة الأمريكية كان بمثابة نسف عملي لكل الاتهامات التي وجهتها دول الحصار إلى قطر.. وأي حل للأزمة يجب أن يكون ملزما للجميع، وليس لقطر فقط».

ووقعت الدوحة وواشنطن في 11 يوليو / تموز الجاري مذكرة تفاهم للتعاون في مكافحة تمويل الإرهاب.

ومشيدة بما قالت إنها جهود الولايات المتحدة الأمريكية لمكافحة الإرهاب، اعتبرت دول المقاطعة الأربع أن هذه المذكرة «غير كافية»، مشددة في بيان مشترك على أنها «ستراقب عن كثب مدى جدية السلطات القطرية في مكافحتها لكل أشكال تمويل الإرهاب ودعمه واحتضانه»، على حد قولها.

وحول تعامل وسائل الإعلام القطرية مع أسوأ أزمة عربية منذ سنوات، قال «العماري» إن «الإعلام القطري تعامل مع الأزمة بمهنية وجدية، رغم أن الطرف الآخر لم يتعامل بهذه المبادئ».

وأردف قائلا: «رغم ما تعرضنا إليه من إساءات، لم نتعرض في الإعلام القطري لأي رمز خليجي من دول الحصار، رغم أنهم من افتعلوا الأزمة التي لم تترك لنا خيارا بأن نفتح ملفات بعيدة عن الشخصنة، فهي قضايا معروفة وتُتهم بها تلك الدول.. نكشف الحقائق والتناقضات بأدلة وبراهين تثبت صحة وجهة النظر القطرية».

العلاقات التركية القطرية

ووصف «العماري» الدور التركي بـ«المشرف»، مضيفا أنه «موقف رجولي من الشعب التركي ورئيسهم (رجب طيب) أردوغان، وهذا ليس مستغربا منهم».

وكان السفير التركي في الدوحة «فكرت أوزر»، صرح الشهر الماضي بأن تركيا ترفض الإجراءات بحق قطر، لأن أنقرة «غير مقتنعة بمسوغات الحصار الخليجي»، مشددا على أن تركيا «تساهم بكل قوتها لحل الأزمة الخليجية».

وتابع «العماري» أن «العلاقات بين قطر وتركيا مميزة جدا، ويوجد تطابق في وجهات النظر، وقد أظهرت الأزمة مدى الترابط بين الشعبين التركي والقطري، وعملت على تعزيز العلاقات بيننا».

واختتم «العماري» كلماته باعتبار أن «الانقلاب الفاشل في تركيا (منتصف يوليو / تموز 2016) كان يستهدف قطر أيضا، فهم بدأوا بتركيا حتى تفقد قطر ظهرها».

  كلمات مفتاحية

قطر السعودية الإمارات الكويت مصر أمريكا تركيا قطر العماري إعلامي واجهة إرهاب أهداف

أمير الكويت يبحث مع «موغريني» سبل حل الأزمة الخليجية

موقع إماراتي: 23 شخصية و20 مؤسسة بقائمة إرهاب ثالثة لدول الحصار