أمريكا تنهي دعما لفصائل المعارضة بسوريا.. وروسيا ترحب

السبت 22 يوليو 2017 03:07 ص

أنهت الإدارة الأمريكية، دعما كانت تقدمه لفصائل معارضة سورية، تقاتل جيش النظام السوري.

ونقلت صحيفة «واشنطن بوست»، عن قائد القوّات الأمريكية الخاصة الجنرال «توني توماس»، قوله إن «وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، أنهت برنامجها لدعم فصائل معارضة سورية تقاتل قوات جيش النظام السوري، والذي بدأته منذ أربع سنوات».

وبحسب الصحيفة، فإن الرئيس «دونالد ترامب»، اتخذ هذا القرار منذ نحو شهر بعد لقائه «مايك بومبيو» مدير «سي آي إيه»، ومستشار الأمن القومي الجنرال «هربرت ريموند ماكماستر».

ولفت «توماس» إلى أن قرار بلاده، لم يكن تنازلا لروسيا حليف رئيس النظام السوري «بشار الأسد».

وقال: «على الأقل فيما أعلم عن هذا البرنامج وقرار إنهائه لم يكن أبدا استرضاء للروس».

وكانت «رويترز»، نقلت عن مسؤولين طلبوا عدم نشر أسمائهم، إن مستشار الأمن القومي «إتش آر مكماستر»، ومدير المخابرات المركزية «مايك بومبيو»، أنهيا البرنامج بعد التشاور مع مسؤولين تابعين لهما، قبل اجتماع «ترامب»، بالرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في 7 يوليو/ تموز الجاري، على هامش قمة مجموعة العشرين، في مدينة هامبورغ الألمانية.

وقال المسؤولون إن الأمر لم يكن جزءا من المفاوضات الأمريكية الروسية بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار في جنوب غرب سوريا.

وأضاف «توماس» أمام المنتدى الأمني السنوي في آسبن بولاية كولورادو: «كان حسب اعتقادي تقييما لطبيعة البرنامج وما نحاول أن نحققه ومدى قابليته للاستمرار»، واصفا القرار بأنه «شديد الصعوبة».

وأشار إلى أن بعض المنتقدين للبرنامج يعتقدون أن مقاتلي المعارضة لا يملكون فرصة للإطاحة بـ«الأسد» من السلطة.

ولا يشمل وقف تدريب وتسليح فصائل سورية معارضة، «قوات سورية الديموقراطية» أو «وحدات حماية الشعب الكردية» التي تحارب «الدولة الإسلامية» في الرقة.

ويمثل هذا الإجراء، بحسب معطيات المسؤولين الذين تحدثت إليهم الصحيفة، جزءاً من الاستراتيجية الجديدة الأوسع، التي يتبعها ترامب وتركز على عقد مفاوضات مع روسيا حول اتفاقات في شأن إعلان «هدنات محددة» في كل أنحاء سوريا.

كذلك يشير وقف البرنامج إلى تراجع رغبة الولايات المتحدة، بإبعاد «الأسد» عن السلطة.

ترحيب روسي

من جانبها، نقلت «روسيا اليوم»، ترحيب روسيا بإعلان بوقف البرنامج، مشيرة إلى ترحيبها «بكل خطوات خفض التوتر».

وقال «أرتيوم كوجين» المسؤول في الخارجية الروسية، إن موسكو ترحب بالخطوة.

وزاد في إيجاز صحفي أمس: «كافة الخطوات التي تهدف نحو تخفيف التوتر وتعزيز الأمن في الشرق الأوسط نرحب بها».

واعتبر «كوجين»، أن مواقف بعض فصائل المعارضة اقتربت في شكل ملحوظ تجاه حل الأزمة».

يذكر أن الدعم العسكري الروسي لحكومة «الأسد»، قد ساعدته الى حد كبير على التمسك بالحكم، رغم الحرب الأهلية التي اندلعت منذ ست سنوات، والتي خلفت أكثر من 500 ألف قتيل، وأجبرت 11 مليون سوري على النزوح واللجوء إلى دول أخرى.

وتابع: «وفقاً لبعض التقديرات، نرى وجود تقارب ملحوظ في مواقف منصات الرياض والقاهرة وموسكو في المعارضة السورية تجاه حل النزاع، أنها باتت أكثر واقعية في تقييمها لحل الأزمة السورية».

ويعتبر القرار، نقلة نوعية في موقف الولايات المتحدة، فقبل ثلاثة أشهر فقط أطلقت صواريخ أمريكية على أهداف داخل سوريا رد اعلى اتهام الحكومة باستخدام أسلحة كيماوية.

وكانت القوات الأميركية، في 7 أبريل/ نيسان الماضي، أطلقت بأمر من «ترامب» 59 صاروخاً من طراز «توماهوك»، من مدمرتين للبحرية الأمريكية، على مطار الشعيرات (طياس) العسكري الحكومي جنوب شرقي مدينة حمص وسط سورية، بعد اتهامها القوات النظامية باستخدام أسلحة كيماوية ضد المدنيين.

ويعد قرار واشنطن تحولاً كبيراً في موقفها من دعم وتسليح المعارضة السورية، ومن شأنه أن يخفف الضغوط على النظام السوري.

وقال مسؤول أمريكي، إن القرار الذي اتخذه «ترامب» لا يعد تنازلا مهما لروسيا نظرا لقوة القبضة التي يمسك بها «الأسد» بالحكم، مضيفا أنه «عبارة عن إشارة إلى بوتين بأن الإدارة الأمريكية راغبة في تحسين العلاقات مع موسكو».

ولكن مسؤولا آخر، وصف القرار في تصريح للصحيفة بأنه «بالغ الأهمية»، مضيفا أن «بوتين انتصر في سوريا».

وبدأ برنامج المخابرات المركزية الأمريكية في عام 2013، في إطار جهود الرئيس السابق «باراك أوباما» للإطاحة بـ«الأسد»، لكنه لم يحقق نجاحا يُذكر على الأرض.

وانطلق البرنامج، عقب إرسال واشنطن أكثر من 400 جندي أمريكي ينتمي بعضهم إلى القوات الخاصة، لتدريب العناصر المسلحة المعتدلة، في مواقع داخل سوريا وخارجها، تحديداً في تركيا والأردن، لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية».

تقاسمت واشنطن وأنقرة مسؤولية إدارة البرنامج، إذ تولى عسكريون أتراك تدريب عناصر المعارضة إلى جانب أمريكا التي كانت المصدر الأساسي لتزويد المعارضة بالأسلحة.

ومن قلب برنامج التدريب هذا، ظهرت فصائل «الفرقة 30» و«سورية الجديدة» و«ثوار سوريا».

وسبق أن أعلنت واشنطن أنها أنفقت نحو مليار دولار على تدريب عناصر المعارضة، لكن تأثيرهم على الأرض ظل محدوداً، بخاصة مع توجه عدد منهم إلى القتال إلى جانب فصائل إسلامية لا تدعمها واشنطن.

يشار إلى أنه خلال حملته الانتخابية، كرر «ترامب» أنه، إذا ما انتخب، سيوقف برنامج تدريب تلك الفصائل، ناعتاً غالبيتها بـ«الإرهابي».

  كلمات مفتاحية

روسيا أمريكا الحرب في سوريا بشار الأسد بوتين ترامب المعارضة السورية