توفى مواطن أردني ثان متأثرا بجراحه، في حادث إطلاق نار جرى أمس الأحد، داخل مبنى سكني تابع للسفارة (الإسرائيلية) في عمان، وسط بوادر أزمة دبلوماسية بين البدين، جراء رفض الحكومة (الإسرائيلية) استجواب موظفيها في السفارة.

وفي وقت سابق من مساء الأحد، أعلنت مديرية الأمن العام بالأردن، في بيان، مقتل مواطن وإصابة اثنين، أحدهما أردني والآخر (إسرائيلي)، في إطلاق نار داخل مبنى سكني تابع للسفارة (الإسرائيلية).

وتقع السفارة الإسرائيلية التي تتمتع بحماية مشددة في حي «الرابية»، أحد الاحياء الراقية في العاصمة الأردنية.

وقال مصدر أمني أردني، لم تكشف هويته، ليل الأحد/الاثنين، إن الشاب الأردني الثاني فارق الحياة في «المركز العربي الطبي» في عمان، والذي كان قد نقل إليه مع المصاب (الإسرائيلي).

وروى بيان للأمن العام الأردني، تفاصيل الواقعة، قائلا إن «التحقيقات الأولية غير النهائية أشارت إلى أن المواطنين الأردنيين دخلا إلى المبنى السكني قبل الحادثة بحكم عملهما بمهنة النجارة».

وقال البيان إن الجهات التحقيقية في مديرية الأمن العام باشرت بفتح تحقيق موسع بالحادثة، لتوضيح دوافعها وملابساتها.

بينما قال مصدر أمني أردني آخر، إن أحد المواطنين طعن موظفاً في السفارة (الإسرائيلية)، فيما رد حرس السفارة بإطلاق النار على الأردني ما أدى إلى إصابته إصابة حرجة لقى على إثرها حتفه، وفق «الأناضول».

وثمة تكهن بوجود صلة للحادث بالتوترات الحالية في القدس، إذ أن الفلسطينيين هناك غاضبون من الإجراءات الأمنية (الإسرائيلية) الجديدة حول المسجد الأقصى.

وقد تظاهر آلاف الاردنيين في عمان الجمعة احتجاجا على قيام الاحتلال بنصب بوابات إلكترونية وأجهزة كشف المعادن حول المسجد الأقصى.

ويتولى الأردن الإشراف على المواقع الدينية الإسلامية في القدس.

ومن المحتمل أن يؤدي هذا الحادث إلى شقاق في العلاقات بين الأردن و(إسرائيل)، لأن الأردن يريد استجواب الحارس الإسرائيلي الذي أصيب بجروح طفيفة ولكن (إسرائيل) قالته إنه يحظى بحصانة دبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا.

إلى ذلك فرضت وسائل الإعلام العبرية، تعتيما على حادث السفارة، ولم يرد ذكره في أي صحيفة أو قناة تلفزيونية حتى ساعة متأخرة من ليلة الأحد، فيما التزمت الحكومة (الإسرائيلية) الصمت ولم يصدر عنها أي تصريح رسمي بشأن الحادث.

ويتزامن الحادث في وقت يشهد فيه العالمين العربي والإسلامي والأراضي الفلسطينية احتجاجات ومسيرات شعبية تنديدًا بممارسات وانتهاكات الاحتلال بحق القدس والمسجد الأقصى.

ومنذ أكثر من أسبوع تشهد القدس احتجاجات ومواجهات بين قوات (إسرائيلية) وفلسطينيين يحتجون على نصب الاحتلال بوابات فحص إلكتروني على مداخل المسجد الأقصى ليمر منها المصلون؛ وهو ما يعتبره الفلسطينيون محاولة من (إسرائيل) لفرض سيادتها على المسجد.

وسقط على مدار يومي الجمعة والسبت 4 شهداء فلسطينيين برصاص الاحتلال (الإسرائيلي) خلال تلك الاحتجاجات.