«الفرنسية»: قطاع التكنولوجيا الإيراني يزدهر رغم العقوبات

الثلاثاء 25 يوليو 2017 12:07 م

سمحت العقوبات الأمريكية على إيران بحماية قطاع التكنولوجيا في الجمهورية الإسلامية بحسب «الفرنسية»؛ مضيفة أنها حرمت «سيليكون فالي» من الاستفادة من أحد أكثر الأسواق الواعدة في العالم، وأتاحت تأسيس وانطلاق شركات محلية صغيرة تمكنت من إعادة بناء خدماتها.

إلى جانب ما قالت وكالة الأنباء المذكورة أن بعض العبارات الأمريكية الخاصة بالقطاع، والتي تبدو فارغة المعنى استوردت؛ ضاربة المثل بمعرض «إيليكومب» للتكنولوجيا في طهران هذا الأسبوع كتب أحد أكشاك العرض أنه «يخلق حالة اتقاد ذهني اصطناعية».

وأضافت الوكالة المذكورة: «لكن حذار من اتهام هذه الشركة بالنسخ، فنقل نموذج شركة أجنبية إلى إيران ليس بالمسألة البسيطة».

ومن جانبه قال المسؤول عن التشغيل في «بينتابين»، «أمير علي مهاجر» (32 عاما) ، «إنها ليست مسألة نسخ حرفي».

وأضاف «مهاجر»: «تحتاج (مسألة النسخ) إلى خبرة محلية يتعين بناؤوها من الأسفل إلى الأعلى، وقد تحتاج إلى نموذج عمل مختلف تماما لجعلها تنجح».

ويقع مكتب «مهاجر» إلى جانب العديد من الشركات الناشئة المتسارعة النمو في مكاتب مجموعة «إيران إنترنت غروب» في شمال طهران؛ حيث يُعرف شباب وشابات الطبقة المتوسطة بولعهم بالمظاهر الغربية، بدءاً من ارتداء سراويل الجينز الضيقة وأغطية الرأس التي لا تغطي الشعر كله، وبشرب قهوة الإسبرسو في غرف الاجتماعات الزجاجية.

وموظفو «بينتابين» لا يبنون موقعا إلكترونيا، فحسب، بل يقومون بتحويل صناعة الفنادق بأسرها في إيران.

وأضاف «مهاجر»: «حتى وقت قريب جدا، كانت ترتيبات السفر تتم خارج الإنترنت وعبر اتصالات هاتفية ورسائل فاكس وطرق تقليدية تنتمي فعلا للعقد الماضي».

ويمضي موظفو الشركة نصف وقت عملهم تقريبا في محاولة إقناع الفنادق بالتخلي عن الحجوزات الخطية والمباشرة في أماكن أعمالهم.

ويؤكد «مهاجر»، الذي أمضى 16 عاما في بريطانيا وكندا، إنه عاد إلى إيران لشعوره بأنها مكان يمكن للتكنولوجيا أن تحدث فيه «تأثيرا ذا أهمية».

وقال «مهاجر»: «نؤمن حقاً بأننا نتجه نحو إعطاء إيران المكانة التي تستحق في سوق السفر العالمي … والمساهمة في إعادة بناء هوية إيرانية تضررت لسوء الحظ بسبب قضايا سياسية».

لماذا يحب الإيرانيون الأمر؟

يمكن مشاهدة الأجنحة الضخمة لمعرض «إيليكومب» للتكنولوجيا في مختلف أنحاء المدينة بأكشاكها البراقة وخطوطها المضيئة؛ وهي تنمو بسرعة، فقطاع الشركات الناشئة كان يتضمن 80 شركة قبل ثلاث سنوات، الآن تجاوز العدد الـ400، وهي تنشط في مجال تطبيقات التسليم والتسوق على الإنترنت والألعاب.

غير أن العلامات التجارية العالمية تكاد تكون غائبة تماما جراء العقوبات الأمريكية القاسية التي لا تزال مفروضة رغم رفع دول أخرى بعض القيود بموجب الاتفاق النووي الموقع في 2015.

وتوصل بعض الإيرانيين إلى طرق للاستفادة من العقوبات. فإحدى الشركات في «إيليكومب» تقوم بشراء منتجات «أمازون» من الولايات المتحدة وشحنها إلى إيرانيين مقابل مبلغ إضافي زهيد.

وقال المتحدث باسم الشركة «حميد توكلي»: «الناس يحبون ذلك. هناك الكثير من المنتجات المقلدة في إيران. عندما يشترون عن طريقنا، يحصلون على السلعة الأصلية».

نتائج العزلة المختلفة

وقال منظم المعرض «ناصر علي سعدات»: «هناك وجهان للعملة؛ عندما ترزح تحت العقوبات تكون لديك الفرصة للقيام بالكثير من الأشياء بنفسك».

وأضاف: «لكنه بشكل عام ليس بالأمر الجيد … لا يمكن أن تعيش وكأنك على جزيرة في هذا العالم».

ويشاركه الرأي الألماني-الإيراني «رمتين منزهيان»، الذي جاء من برلين في 2014 لتأسيس موقع «باميلو» للتجارة الإلكترونية وتطبيق «سناب» لطلب خدمة سيارات الأجرة.

وربما كان «منزهيان» ليس مضطرا للقلق من أن تقوم «أمازون» و«أوبر» باستبعاده، لكنه لا يستطيع أن يأمل بأن تعرضا شراءه بمليارات الدولارات كما يحصل في أماكن أخرى.

كما أنه يحتاج إلى قطاع بيع بالقطاعي مزدهر لتعزيز خدماته، والعقوبات: «أضعفت القدرة الاستهلاكية إلى حد كبير. والقوة الشرائية تعاني … وهذا يضر بكافة المصالح»، بحسب ما قاله.

ومع ذلك يرى إمكانات هائلة في الدولة (إيران) البالغ عدد سكانها 80 مليون نسمة، مع طبقة متوسطة استهلاكية كبيرة.

وقال: «إنها ربما الدولة الكبيرة الأخيرة من دون منافسين كبار».

الصورة الإيرانية الأوسع

ويبدو المستثمرون الأجانب مدركين للوضع. فقطاع التكنولوجيا في إيران جذب مئات الملايين من الدولارات من شركات مثل الجنوب أفريقية «إم تي إن» والألمانية «روكيت» والسويدية «بوميغرانات».

وليست التكنولوجيا نفسها هي الإنجاز الحقيقي بحسب «إسفنديار باتمانقليج»، مؤسس منتدى أوروبا-إيران، بل تأسيس تلك الشراكات الأجنبية.

وقال «باتمانقليج» : «المسألة لا تقتصر على الإبتكار الرقمي وتأسيس الشبان لمشروعات أعمال رائدة، وهو أمر مستجد بعض الشيء في إيران، بل ايضا حول تأثير رأس المال الاستثماري على الاستثمار في إطاره الأوسع».

ويتوقع «باتمانقليج» تكرار تلك الشراكات في مزيد من القطاعات التقليدية مثل قطاع التجزئة.

وقال «التكنولوجيا كانت منطلقا ذكيا، مبالغ أولية صغيرة من رأس المال تمكنك من العمل مع رواد مشروعات شباب عوضا عن أعمال تديرها عائلات عريقة».

وأضاف «باتمانقليج»: «بالطبع، تبقى العديد من التحديات لكنها من صنع الناس ويمكن حلها من قبل الناس».

  كلمات مفتاحية

إيران طهران أمريكا شركات تكنولوجيا عزلة

إيران: عقوبات أمريكا «تصرف عدائي» وسنواصل برنامجنا الصاروخي

إيران تكشف عن صاروخ كروز جديد.. وهذه إمكانياته