شركة تزرع رقاقات إلكترونية داخل موظفيها.. هل بدأ عصر الإنسان الآلة؟

الخميس 27 يوليو 2017 09:07 ص

نحن نسمع دائماً عن احتلال الروبوتات لوظائفنا، ولكن، قد تكون هناك طريقة لمنع ذلك في المستقبل: وهي أن نكون هجيناً من الروبوتات والبشر في أماكن عملنا، وهذا ما فعلته شركة أمريكية في ويسكنسون، والتي أصبحت أول شركة في الولايات المتحدة تكشف عن رقاقات تزرع في جميع موظفيها، وتقول أن 50 من طاقمها على استعداد لذلك في الأسبوع المقبل.

مهام كثيرة بهزّة يد

هذه المبادرة هي اختيارية بشكل كامل للموظفين في الشركة المورّدة للوجبات الخفيفة «ثري سكوير ماركت»، وسوف تزرع رقاقات التعرف على الترددات الراديوية في أيدي طاقمها بين إبهامهم وسبابتهم.

وبمجرد أن يزرع الموظفون الرقاقة التي تماثل في حجمها حبة الأرز، فإنهم سيكونون قادرين على القيام بعدد من المهام المكتبية الشائعة بهزّة بسيطة من أيديهم، وقال المدير التنفيذي للشركة، تود ويستبي، أنهم يتوقعون استخدام هذه التكنولوجيا في كل شئ، بدئاً من شراء الأشياء في مكان الاستراحة، وفتح الأبواب أو استخدام آلات النسخ وتشارك بطاقات العمل، بالإضافة إلى تخزين المعلومات الطبية والصحية، واستخدامها كوسيلة دفع في الأماكن التي تتعرف عليها.

وتعتمد الرقاقات على تقنية الاتصالات القريبة من المجال، التي تستخدم في بطاقات الائتمان العاملة بدون تماس، وأنظمة دفع الهواتف النقالة.

ليست أول مرة

سبق وأن استخدم نفس النوع من الرقاقات المزروعة البشرية في موظفين في شركة سويدية في وقت سابق من هذا العام، لكن هذه المرة الأولى التي تطبق فيها في الولايات المتحدة، مع مؤسسة بحجم شركة 32M والتي تضم 85 موظفاً، وقد شعر الموظفون بمزيج من التردد والإثارة عندما عرفوا بالأمر، ولكن في نهاية المطاف وافق أكثر من نصفهم على المشاركة.

وتبلغ تكلفة الرقاقة المزروعة حوالي 300 دولار للرقاقة الواحدة، والتي ستدفعها الشركة نيابة عن الموظفين، وسوف تؤدي لاستغناء الموظفين عن المفاتيح أو بطاقات الهوية، أو استخدام الهواتف الذكية للمصادقة مع أنظمة أخرى.

زرع الرقاقة في أيدي أطفال للطمأنة

أما بالنسبة للمخاوف الأمنية، وقلق الموظفين من تتبع الشركة لهم، فإن ويستبي قال إن الرقائق لا تحتوي على خدمة تحديد المواقع كما إنها آمنة ضد الاختراق، لأنها مشفرة مثل البطاقات الائتمانية، وفرص اختراقها تكاد تكون معدومة لأنها غير متصلة بالإنترنت، الطريقة الوحيدة هي أن يقطع أحدهم يدك!

وقال المدير التنفيذي أنه سيزرع الرقاقة في أيدي أطفاله وزوجته لإثبات أمانها، بالتزامن مع «حفلة الرقاقة» التي ستقام في مقر الشركة.

مخاوف من الرقابة

إذا غير الموظفون رأيهم لاحقاً، فإنهم يستطيعون إزالة الرقاقة، ولكن هذا لا يطمئن هواجس «الأخ الأكبر» بالنسبة لبعض الناس، فحتى لو لم تتبع المواقع، فإنها ستعطي أرباب العمل معلومات كثيرة، عما يفعله موظفوهم، مثل وقت أخذهم للاستراحة أو دخول الحمام أو نوع الوجبات الخفيفة التي يشترونها.

تبدو هذه المعلومات غير ضارة بحد ذاتها، لكنها قد تصل إلى حد يسبب المشاكل مع رب عملك، ناهيك عن احتمالية تضخم مشكلة الخصوصية مع تطور هذه التقنية، وقال «أدم ليفين»، رئيس شركة حماية البيانات سايبرسكوت، أن كثيراً من الأشياء تبدأ بنوايا حسنة ثم تنقلب.

  كلمات مفتاحية

تكنولوجيا رقاقات إلكترونية