«بن سلمان» يبحث مع وزير النفط العراقي العلاقات الاقتصادية

الخميس 10 أغسطس 2017 05:08 ص

أكد ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» حرص بلاده على استقرار العراق وعزمها تنمية العلاقات وتقويتها في كافة المجالات.

جاء ذلك خلال استقباله وزير النفط العراقي «جبار اللعيبي»، في جدة، غربي المملكة، مساء الأربعاء.

وقالت وكالة الأنباء السعودية (واس)، إنه جرى، خلال اللقاء، استعراض العلاقات الثنائية خاصة الفرص المشتركة في المجالات الاقتصادية بشكل عام، والطاقة بشكل خاص، بما في ذلك فتح المنافذ البرية وتسيير رحلات مباشرة وتشجيع التبادل التجاري، والاستثمارات من القطاع الخاص السعودي.

كما تطرق النقاش إلى التعاون الوثيق بين البلدين في مجال تنسيق السياسات البترولية وتأكيد التزام الدولتين الكامل باتفاقية خفض إنتاج البترول حتى تصل الأسواق إلى التوازن المستهدف من هذا الاتفاق.

وبعد عقود من التوتر بين السعودية والعراق، بدأت العلاقات في التحسن بشكل كبير، بعد زيارة وزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، إلى بغداد، في 25 فبراير/ شباط الماضي، هي الأولى لمسؤول سعودي رفيع المستوى، منذ 1990.

واستقبلت السعودية على مدار الفترة الماضية عدداً من المسؤولين والزعامات الشيعية العراقية، في خطوة اعتبرها خبراء وكتاب محاولة من الرياض لاختراق نفوذ إيران والحد من هيمنتها على بغداد، ضمن إستراتيجية سعودية لإعادة العراق إلى محيطه العربي.

وكان زعيم التيار الصدري قد وصل إلى السعودية مطلع الأسبوع الماضي في زيارة نادرة للسعودية، وذلك بعد تلقيه دعوة رسمية لزيارة السعودية هي الأولى له منذ عام 2006.

والتقى الصدر عقب وصوله «محمد بن سلمان»، وشهد اللقاء استعراض العلاقات السعودية العراقية وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.

وبعد عودته من السعودية، أمر أنصاره بإزالة جميع الشعارات واللافتات المناهضة للسعودية من الشوارع العراقية، والتي كتبت عقب إعدام السعودية في يناير/كانون الثاني 2016، لرجل الدين الشيعي «نمر باقر النمر»، إثر اتهامه بـ«التورط في الإرهاب».

كما قال «الصدر» إنه بحث مع السلطات السعودية «افتتاح قنصلية عامة للمملكة في النجف، تسهّل التواصل بين البلدين، إلى جانب المسارعة في إنشاء خطٍّ جوي، وافتتاح المنافذ الحدودية، لتعزيز التبادل التجاري».

وبحسب «صلاح العبيدي» المتحدث باسم «مقتدى الصدر»، فإن ولي العهد السعودي اعترف خلال لقائه زعيم التيار الصدري، بوجود أخطاء في الإدارة السعودية السابقة، وأكد الطرفان على ضرورة تلافيها.

وفي يونيو/حزيران الماضي، أجرى رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» زيارة رسمية إلى السعودية كانت الأولى له منذ تسلمه منصبه نهاية 2014؛ حيث بحث خلالها مع العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز» تعزيز التنسيق بين البلدين في جميع المجالات.

مناورة محكوم عليها بالفشل

وعلق مركز جيوبوليتيكال فيوتشرز الأمريكي على زيارة «الصدر» إلى السعودية واجتماعه مع «محمد بن سلمان»، ملمحا إلى أنه من المقرر أن يزور «عمار الحكيم»، أحد أبرز قيادات الشيعة العراقيين، بدوره المملكة في وقت قريب.

ورأى المركز أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى جذب الشيعة العراقيين لتحدي احتكار إيران الفعلي للنفوذ في العراق. كما تحاول المملكة استخدام المشترك العرقي العربي لمواجهة جهود إيران التي تقوم باستغلال الرابطة الطائفية الشيعية في تعزيز علاقاتها مع العراقيين وغيرهم من العناصر الشيعية العربية في المنطقة.

بيد أن المركز يخلص إلى أنه من غير المحتمل أن تؤتي جهود المملكة ثمارها في ظل المناخ الإقليمي الطائفي الشديد الاستقطاب.

ويبدو أن الجماعات الشيعية العراقية هي الطرف المستفيد من هذه العلاقة مع الرياض، ،حيث يمنحهم الانخراط مع المملكة العربية السعودية اعترافا بنفوذهم في العراق.

كما أن العلاقة مع الرياض تعد أيضا أداة لمحاولة إدارة الأقلية السنية الآن بعد استعادة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية.

ويؤكد المركز أن الشيعة العراقيين يقومون بتنسيق هذه التعاملات مع السعوديين مع حلفائهم في طهران.

  كلمات مفتاحية

السعودية العراق العلاقات السعودية العراقية محمد بن سلمان

اتفاق سعودي عراقي على استقرار أسواق النفط العالمية

«بن سلمان» يطلب توسط العراق لتحسين العلاقات مع إيران