«المديونية» تُخرج فضائية «الحياة» من المنافسة في مصر

الجمعة 18 أغسطس 2017 06:08 ص

خرجت شبكة قنوات «الحياة» المصرية، المملوكة لرجل الأعمال «السيد البدوي» رئيس «حزب الوفد»، من إطار المنافسة تماما على الساحة المصرية، بعد استمرار أزماتها المالية، وانقطاع البث عنها منذ أكثر من شهرين بسبب مديونيات لمدينة الإنتاج الإعلامي(حكومية).

وطالب «حمدي الكنيسي»، نقيب الإعلاميين في مصر إدارة قنوات «الحياة» بسرعة صرف المستحقات المتأخرة للعاملين لديها، مضيفا: «نأمل في حل الأزمة في أسرع وقت».

وكانت إدارة قنوات «الحياة» قد أصدرت بيانا عقب قرار وقف البث جاء فيه: «في إجراء غير مسبوق وغير متوقع قامت إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي بقطع إشارة البث الفضائي عن منبر إعلامي رفيع المستوى هو قناة الحياة والتي ظلت تحتل المركز الأول ضمن القنوات الفضائية المصرية وفقاً للأبحاث الصادرة منذ عام 2009 حتى نهاية شهر رمضان الماضي».

وأضافت إدارة «الحياة» في بيانها أن «إدارة المدينة أعقبت ذلك القرار المستغرب بإصدار بيان أوردت فيه، أن الدافع إلى ذلك القرار هو مديونية مجموعة القنوات لمدينة الإنتاج الإعلامى الذي ينطوي على مغالطة سافرة، ذلك أن الثابت رسمياً أن مجموعة قنوات الحياة تُدين مدينة الإنتاج الإعلامي بمبلغ يجاوز قيمة المديونية المدعاه، والمتمثل في مبالغ سُددت من مجموعة قنوات الحياة لمدينة الإنتاج الإعلامى تحت حساب شراء مساحة من الأرض أعلنت المدينة عن بيعها بالمزاد العلني في عام 2010 لإنشاء استوديوهات خاصة، ثم تبين بعد ذلك عدم أحقيتها القانونية في اتخاذ قرار البيع على نحو ما انتهى إليه الجهاز المركزي للمحاسبات وقرار رئيس الوزراء».

وقد قامت القناة بالمطالبة برد ما تم سداده في شراء هذه الأرض التي لا تمتلكها المدينة والذي بلغ (16 مليونا و263 ألفاً و43 جنيهاً مصرياً) من خلال مراسلات متعددة ولقاءات متفرقة على مدار سبع سنوات لم تسفر عن استرداد قناة الحياة ذلك المبلغ.

وبناء على ذلك طرحت القناة الحل البديل وهو أن تقوم مدينة الإنتاج الإعلامي بخصم المبلغ المستحق للقناة بها مقابل إيجار القناة للاستديوهات من المدينة، وهو ما صادف تعنتاً من جانب إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، ما اضطرت معه القناة إلى تكليف مسـتشارها القانوني «جميل سعيد» باتخاذ الإجراءات القانونية المؤدية إلى استرداد ذلك المبلغ، إذ بدأه بتوجيه إنذار قضائي إلى رئيس مجلس إدارة مدينة الإنتاج الإعلامي، مكلفاً إياه برد ذلك المبلغ، بحسب بيان القناة.

فيما قررت مدينة الإنتاج الإعلامي، إحالة ما لديها من أوراق وشيكات خاصة بمديونات القناة لعدم وجود أرصدة إلى النيابة العامة، وأصدرت بيانا للرد على بيان «الحياة» جاء فيه: إنها تربطها بشركة «سيجما» للإعلام المالكة لقناة «الحياة» تعاقدات والتزامات، وليست للمدينة أي علاقة بأي عمل سياسي لمالك القناة، موضحة أن المشكلة القائمة بين المدينة والقناة «تجارية بحتة ليست لها أي بعد سياسي، كما يحاول صاحب القناة تسويق الأمر للرأي العام وإظهار نفسه بمظهر الضحية نتيجة لمبادئ ومواقف سياسية خاصة به ليست للمدينة علاقة بها على الإطلاق».

وأشار البيان إلى أن «المديونية المستحقة على قناة الحياة لصالح المدينة بلغت 19.9 مليون جنيه، و75 ألف دولار أمريكي»، محذرا من استمرار المماطلة في عدم الوفاء بهذه الالتزامات من جانب القناة.

وذكر البيان، أن صاحب القناة تناسى عمدا صدور حكم قضائي نهائي بعدم أحقيته في المبالغ المشار إليها، واصفا ذلك بأنه نوع من «لي الحقائق المتعمد» والذي لا تقبله مدينة الإنتاج الإعلامي بأي حال من الأحوال.

ووصف البيان قيام صاحب القناة بالبث من خارج مصر بأنه أمر يدينه، حيث يؤكد أنه ليس متعثرا كما يدعي، ولكن لديه القدرة المالية التي تمكنه من التحرك بسرعة من خارج مصر.

وكان رجل الأعمال الإماراتي الشيخ «منصور بن زايد»، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير شؤون الرئاسة، قد اشترى العام الماضي حصة بالقناة تمكنه من إدارتها والتحكم في سياستها.

ونقلت وكالة «أونا» المصرية، في يوليو/تموز الماضي، أن المستثمر الإماراتي اشترى حصة في القناة قدرت بنحو 55% من أسهمها، لافتة إلى أن هناك اتفاقا بين «محمد سمير» رئيس القناة الحالي، والمستثمر الإماراتي على أن يستمر حق الإدارة لـ«سمير»، لمدة خمس سنوات فقط، وبمجرد انتهاء المدة يعود حق الإدارة إلى «بن زايد».

ويقول مراقبون إن خريطة الإعلام المصري تشهد إعادة رسم ملكية عدد من الصحف والقنوات الفضائية المصرية، في ظل المساعي الإماراتية لفرض سيطرتها الكاملة على الإعلام المصري، بما يمنحها القدرة على التحكم في السياسة التحريرية لتلك الصحف والقنوات.

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

قنوات الحياة السيد البدوي مدينة الإنتاج الإعلامي حمدي الكنيسي نقيب الإعلاميين