الإليزيه يمنح زوجة «ماكرون» دورا رسميا

الاثنين 21 أغسطس 2017 12:08 م

منح الإليزيه الاثنين زوجة الرئيس الفرنسي «بريجيت ماكرون» دورا رسميا وذلك في شرعة شفافية تتصل بوضع زوجة رئيس الدولة تم نشرها على موقع الرئاسة الفرنسية.

وأوضح الإليزيه في بيان له أن هذا الدور غير مرتبط بأي موازنة محددة فيما قالت أوساط «بريجيت ماكرون» إنه «ليس وضعا قانونيا بل التزام لا ينطبق سوى على بريجيت ماكرون ولفترة ولاية إيمانويل ماكرون».

وهي المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة التي يحدد فيها نص بشكل واضح دور وإمكانات زوجة رئيس، وهما أمران لم يكونا رسميين وفي معظم الأحيان كانا غامضين.

وتشكل هذه الشرعة تنفيذا جزئيا لوعد قطعه ماكرون بإنهاء النفاق الفرنسي عبر تحديد وضع قانوني لزوجة الرئيس.

وقرر في نهاية المطاف ألا يمر الأمر بقانون أو مرسوم بينما جمعت عريضة ضد تحديد أي وضع رسمي لزوجة الرئيس، أكثر من 316 ألف توقيع خلال بضعة أسابيع.

ويحدد النص الذي نشره الإليزيه ولا يستخدم عبارة السيدة الأولى، بالتفصيل الدور العام ومهمات زوجة رئيس الجمهورية، وهي تمثيل فرنسا إلى جانب رئيس الدولة وتلبية المطالب العديدة للفرنسيين التي تصل بالبريد أو عبر الهاتف وتقديم الدعم للنشاطات ذات الطابع الخيري والثقافي أو الاجتماعي عبر رعايتها.

وأوضح النص أن رئيس الجمهورية يمكنه أيضا تكليف زوجته بمهمات خاصة للتفكير وتقديم اقتراحات وهذه المهمات تنشر على الموقع الالكتروني للرئاسة الفرنسية.

وللمرة الأولى نشر الموقع الالكتروني للإليزيه الاثنين برنامج تحركات وتنقلات «بريجيت ماكرون» الذي يكشف بالتفصيل عملها رسميا منذ 14 مايو/أيار تاريخ دخولها إلى قصر الرئاسة مع أصغر الرؤساء سنا في تاريخ فرنسا.

انتقادات شعبية

ويتعرض الرئيس الفرنسي الشاب لانتقادات شعبية واسعة، تجاه منح زوجته دور «السيدة الأولى» بشكل رسمي.

ووقّع أكثر من 150 ألف شخص الشهر الجاري على عريضة مناهضة للخطوة التي من شأنها منح «بريجيت ماكرون» منصبًا، وفريق عمل، وبدلًا ماديًا من المال العام.

ويأتي الاحتجاج بالتزامن مع مواصلة شعبية «ماكرون» في الانخفاض؛ حيث أظهرت استطلاعات رأي، الشهر الماضي يوليو/تموز 2017، أن شعبيته قد تراجعت بمقدار 7%، حيث يقول 36% فقط من الشعب الفرنسي إنهم سعداء بزعيمهم الجديد.

غير أنه في نفس المرحلة من ولاية سلفيه «فرانسوا هولاند»، و«نيكولا ساركوزي»، كانت شعبيتهما 56% و66% على التوالي.

يشار إلى أن الدستور الفرنسي والبروتوكول الرسمي لا يمنحان زوجة الرئيس وضعًا رسميًا، تاركين لهم إعداد الدور الملائم، ويُسمح لهم بتشكيل فريق عمل، وحراسة أمنية تتقاضى رواتبها من ميزانية قصر الإليزيه وتقدّر من قِبل مدققين رسميين بنحو 450 ألف يورو سنويًا، بما يعادل 530 ألف دولار أمريكي.

وإعداد «مُسمّى وظيفي رسمي» من شأنه إعداد ميزانية منفصلة لزوجة الرئيس، وقد أتت تلك الخطة بموقف متناقض في فرنسا، لاسيّما مع استعداد «ماكرون» لفرض قانونه «الأخلاقي»، الذي يحظر على أعضاء البرلمان توظيف زوجاتهم وأفراد عائلاتهم.

يذكر أن كلًا من زوج المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل»، «يواكيم سوير»، وزوج «تيريزا ماي»، «فيليب ماي»، ليس لهما أي دور مُعترف به.

وفي أمريكا؛ بموجب قانون عام 1978، لدى السيدة الأولى «ميلانيا ترامب» فريق عمل مكون من 12 عضوًا، ووضع رسمي.

وقد ينشغل «ماكرون» بما هو أكثر حساسية وأهمية من ذلك، حيث يستعد خصومه لتنظيم احتجاجات واسعة ضد إصلاحات حكومته لقانون العمل في سبتمبر/أيلول 2017، عند عودة فرنسا إلى العمل بعد العطلة الصيفية الطويلة.

تجدر الإشارة إلى أن «بريجيت ماكرون»، معلمة الرئيس الفرنسي التي وقع في حبها رغم أنها تكبره بـ25 عامًا، قد أثارت اهتمامًا كبيرًا خلال حملة «ماكرون» الرئاسية. حيث اعتبر المتابعون أنها «قصة حب تتحدى التقاليد بين الطالب ومعلمته».

ويخفي هذا الفارق الشاسع في العمر، الذي يكاد يساوي الفرق بين الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، البالغ من العُمر 70 عامًا وزوجته «ميلانيا» 47 عامًا، قصة حب غير تقليدية تضفي على الزوجين «ماكرون»، هالة مناهضة للأعراف.

  كلمات مفتاحية

فرنسا ماكرون السيدة الأولى

لقب «السيدة الأولى» يؤجج الاحتجاجات ضد «ماكرون» وسياساته «المتناقضة»

«ماكرون» و«لوبان» يتأهلان لجولة الإعادة بانتخابات الرئاسة الفرنسية