فشل وساطة قادها قبليون لاحتواء التوتر بين الحوثيين و«صالح»

الثلاثاء 22 أغسطس 2017 07:08 ص

فشلت وساطة قادها زعماء قبليون، الإثنين، في نزع فتيل الأزمة بين الحوثيين وحزب «المؤتمر الشعبي العام»، الجناح الموالي للرئيس المخلوع «علي عبدالله صالح»، وذلك قبل يومين من مهرجانات منفصلة للحليفين في العاصمة «صنعاء».

ونقلت وكالة «الأناضول»، عن مصادر مقربة من جماعة الحوثي، قولها إن الوساطة التي قادها الزعيم القبلي، «ناجي الشايف»، أحد كبار مشائخ اليمن، لم تفلح في تخفيف حدة التوتر بين الطرفين، وأن الاحتقان ما يزال في أعلى درجاته.

ووفقا للمصادر ذاتها، قام «الشايف»، ومعه عدد من الوجاهات اليمنية بعقد لقاءات منفصلة مع «صالح»، ورئيس ما يسمى «المجلس السياسي الأعلى» الموالي للحوثيين، «صالح الصماد».

ولفتت إلى أن اللقاءات تهدف إلى إقناع الطرفين بالتوقف عن التراشقات الإعلامية، وسماح الحوثيين لحزب المؤتمر بإقامة فعاليته الخميس القادم بصنعاء، لكنها لم تحرز أي تقدم.

وتشهد العاصمة صنعاء توترا وتحشيدا غير مسبوق بين طرفي تحالف «الحوثي- صالح»، في ظل استعدادات جناح «صالح» بالحزب المذكور للاحتفال بذكرى تأسيسه الـ 35، الخميس، في ميدان السبعين بصنعاء.

ويقول محللون إن تحركات «صالح» الأخيرة ربما جاءت بضوء أخضر إقليمي للقضاء على «الحوثيين»، ضمن صفقة تتيح له العودة للحكم عبر نجله الذي يقيم حاليا في دولة الإمارات.

وفي ظل هذا التوتر كانت هناك تطمينات بعثها «صالح» للحوثيين، الأحد، بأن مسيرة حزبه المقبله «سلمية»، في خطاب أمام قواعده الحزبية، بصنعاء.

لكن رغم تلك التطمينات، فإن ناطق جماعة الحوثي، ورئيس وفدها التفاوضي، «محمد عبدالسلام»، بدد ذلك، وأكد في بيان فجر اليوم، أن جماعته «ماضية في تحشيد أنصارها إلى ساحات الاعتصامات» بمداخل العاصمة.

وأضاف: «تصريح المجلس السياسي الأعلى خلال لقائه (الإثنين) جمعا من مشائخ اليمن لا علاقة له بما افتعلته بعض قيادات حزب الموتمر من مشكلةٍ أتت في سبيل إضعاف الجبهة الداخلية بإثارة العنصرية والطائفية والمذهبية والمناطقية تماهيا مع مخططات العدوان»، في إشارة للتحالف العربي.

واتهم القيادي الحوثي، بعض قيادات المؤتمر، لم يسمها، «بالتنسيق المكشوف» مع قيادات الحكومة الشرعية، لافتا إلى أن ذلك «بات معلوما للكثير من أبناء الشعب اليمني».

وتابع: «ومع هذا ما زلنا نأمل من عقلائهم (حزب المؤتمر) أن يتداركوا ما بدر من بعض قياداتهم، وأن يكون واضحا لديهم أن عواقبَ وخيمة ستلحق بأصحاب المشاريع التي تشغل الشعب عن معركته الوطنية التحررية، وليس شيئا يفيد المرتبطين بأجهزة مخابرات دول العدوان».

وأشار متحدث الحوثيين، إلى أن «محاولة تصوير المشكلة بين جماعته والمؤتمر على أنها مجرد وظائف، هو تقزيم لن يصدر عن كبار»، لافتا إلى أن «مواجهة العدوان، يكون في الميدان وليس بالكلمات والتسريبات».

وفي بيان آخر، نشره متحدث الحوثيين، الثلاثاء، وتم تذييله باسم اللجنة الثورية التابعة لهم، نفت الجماعة حدوث أي اتفاق مع حزب المؤتمر بشأن فعالية الخميس، وأكدت أنهم ماضون «في تحشيد قوافل العطاء إلى ساحات الاعتصامات».

وفي السياق ذاته، هاجم رئيس اللجنة الثورية الحوثية، «محمد علي الحوثي»، دولة الإمارات، بعد اتهامات من قبل جماعته بأنها تقف وراء مهرجان حزب «صالح»، الخميس المقبل.

وقال «الحوثي»، على «تويتر»، فجر الثلاثاء: «اتركوا العدوان على اليمن أيها الإماراتيون وإلا فمصيركم التشظي كما فعلتم بمجلس التعاون الخليجي بفعل التهور في القرارات وعدم الاهتمام بالاعضاء».

وفي المقابل، أعلن وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، «أنور قرقاش»، في وقت مبكر فجر الثلاثاء، أن بلاده «لا تحمل مشروعا أنانيا».

وتابع في ذات السياق: «لأنها (أي الإمارات) تدرك أن دورها أقوى ضمن فريق عربي تقوده السعودية ومصر، وترى الخليج سندا للمشروع الساعي إلى استقرار العرب» في إشارة للأزمة اليمنية.

وأمس الإثنين، اعتبر «قرقاش»، أن خطاب «صالح»، يوم الأحد، الذي هاجم فيه الحوثيين وأبدى استعداده لفك التحالف معهم «فرصة لكسر الجمود السياسي الذي كرسه تعنت الحوثي». (طالع المزيد)

وتهمين الإمارات عسكريا على جنوب اليمن، وتدعم الانفصاليين، كما تعمل على إفشال الرئيس الشرعي «عبد ربه منصور هادي»، وتأوي الإمارات قيادات جنوبية كثيرة تدعو للانفصال، وتعيش في أبوظبي على نفقة ولي عهدها «محمد بن زايد».

  كلمات مفتاحية

الحوثيون صالح اليمن وساطة خلافات قرقاش الإمارات صنعاء

مقتل شقيق مدير مكتب نجل «صالح» على يد «الحوثيين»

مصادر: «الحوثيون» يضعون «صالح» تحت الإقامة الجبرية بصنعاء

حزب «صالح» يقر إجراءات عملية لمعالجة التوتر مع «الحوثيين»

فشل اجتماعات للحوثيين وحزب «صالح» في احتواء الخلافات بينهما