جدد الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الثلاثاء، التأكيد على أن بلاده «لن تسمح أبدا» لتنظيمات كردية تصنفها «إرهابية» بتأسيس دويلة لهم شمالي سوريا.

جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام اجتماع لمسؤولين محليين في المجمع الرئاسي بالعاصمة التركية أنقرة، حسب وكالة «الأناضول» للأنباء.

وأضاف «أردوغان»: «البعض يتحدث عن - مساعي - تأسيس دولة كردية، وأنا أعتبر هذا إهانة لأخوتي الأكراد، لأني أؤمن بأن أشقائي الأكراد لن يعطوا الفرصة لإنشاء مثل هذا الكيان سواء في شمال سوريا أو جنوب تركيا».

وتابع أن «حزب الاتحاد الديموقراطي» الكردي، وذراعه المسلح «وحدات حماية الشعب»، «أرادوا تشكيل ممر إرهابي في شمال سوريا يمتد حتى البحر المتوسط»، مؤكدا أنهم سيواصلون ضربهم أينما وجدوا كما ضربوا ويضربون مسلحي «حزب العمال الكردستاني» في جبال جنوب شرقي تركيا، وفي جبل قنديل بشمال العراق.

وتعتبر تركيا «حزب الاتحاد الديمقراطي» الذراع السوري لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنف تنظيما «إرهابيا» من قبل أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي.

ولفت «أردوغان» إلى أن عملية «درع الفرات»، التي نفذتها قوات الجيش التركي بالتعاون مع «الجيش السوري الحر»، كانت من «أهم الخطوات التي أعاقت قيام دولة إرهابية» في الشمال السوري.

وأطلقت تركيا عملية «درع الفرات» في 24 أغسطس/آب 2016، وفي 29 مارس/آذار 2017، أعلن الجيش التركي رسميا أن العملية «قد أنجزت بنجاح» بتطهير كامل المنطقة السورية الحدودية مع تركيا من «جميع الإرهابيين»، وطردهم نحو عمق سوريا.

وفي هذا الصدد، أوضح الرئيس التركي، في كلمته اليوم، أن تركيا باتت تسيطر على قرابة ألفي كلم في الشمال السوري وتدير شؤون تلك المناطق التي تبدأ من مدينة جرابلس الحدودية، ومرورا بمنطقة الراعي وتنتهي بمدينة الباب في الريف الشرقي لمحافظة حلب.

وقال: «تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي/وحدات حماية الشعب الكردية الإرهابي، كان يهدف إلى إنشاء ممر إرهابي يصل شمال شرق سوريا بالبحر الأبيض المتوسط، وعملية درع الفرات، استطاعت قطع هذا الممر وحالت دون تحقيقه».

ولا تخفي أنقرة خشتيها من استغلال الأكراد الحرب الحالية في سوريا في تنفيذ مشروعه لقيام دولة كردية في شمال سوريا، على غرار الإقليم الكردي في شمال العراق، وتقلق من أن تشجع هذه الخطوة الأكراد في تركيا على المطالبة بخطوة مماثلة.

وكان الأكراد في سوريا أعلنوا خلال مؤتمر عقد في رميلان بريف الحسكة في 17 مارس/آذار 2016، عن تأسيس نظام فدرالي يضم 3 مناطق تتمتع بالحكم الذاتي أقامتها جماعات كردية قبل عامين.

وأوضح المشاركون في المؤتمر، آنذاك، أن المناطق التي ستنضم إلى النظام الفيدرالي ستسمى «إقليم روج آفا وشمال سوريا»، وسيكون فيه تمثيل لكافة العناصر الاثنية في تلك المناطق.