«خاشقجي» يستنكر وصف صحف سعودية لـ«الروهينغا» بـ«المتمردين»

الأحد 3 سبتمبر 2017 10:09 ص

أعرب الكاتب الصحفي السعودي «جمال خاشقجي» عن استغرابه مما وصفه بـ«البرود» تجاه قضية مسلمي «الروهينغا»، مستنكرا تبني بعض وسائل الإعلام الخليجية لرواية النظام في بورما.

وقال «خاشقجي» في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «هذا البرود تجاه قضية الروهينغا مستغرب، وتبني بعض الصحف رواية النظام البورمي العنصري مستهجن، المملكة هي القائد للعالم الإسلامي وهذه قضيتها».

وكانت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية الصادرة في لندن وصفت مسلمي «الروهينغا» بـ«الإرهابيين»، متبنية رواية قائد الجيش الميانماري من أنه حتى 30 أغسطس/آب الماضي، نفذ عدد كبير من الإرهابيين 52 هجوما على قوى الأمن، وعثر بعدها على 370 جثة تعود لإرهابيين، فيما أسر 9 منهم، على حد زعمه.

وأضافت الصحيفة محملة «الروهينغا» المسؤولية المباشرة لأعمال العنف قائلة: «بدأت أعمال العنف الأخيرة بهجوم الجمعة الماضي على 30 مركزا للشرطة نفذته عناصر حركة تمرد وليدة تطلق على نفسها جيش إنقاذ روهينغا أراكان».

وفي محاولة منها لتلميع صورة النظام في ميانمار، قالت الصحيفة: «وأسقطت السلطات العسكرية في ميانمار التهم الموجهة ضد 8 صحفيين وناشطين حقوقيين، من بينهم 3 صحفيين سجنوا لأكثر من شهرين بعد سفرهم إلى منطقة صراع»، وفقا لما ذكرته «الهيئة الوطنية لتسوية النزاعات الخاصة بوسائل الإعلام».

وكانت صحيفة «عكاظ» أيضا قد وصفت مسلمي «الروهينغا» في ميانمار الذين يتعرضون لأبشع إبادة في العصر الحديث بـ«المتمردين».

وقالت الصحيفة في خبر لها تحت عنوان «71 قتيلا حصيلة هجوم المتمردين الروهيغا في بورما»، قبل أن تقوم بحذفه: «أعلنت السلطات البورمية مقتل 71 شخصا من رجال الشرطة وأفراد الروهينغا في ولاية راخين بغرب بورما، بعدما هاجم مسلحون من هذه الأقلية المسلمة عددا من المراكز الحدودية في أعمال عنف غير مسبوقة منذ أشهر».

وتابعت الصحيفة خبرها قائلة: «أعلن قائد الجيش الجنرال مين أونغ هلاينغ على صفحته على موقع فيسبوك أن العسكريين ورجال الشرطة يقاتلون معا ضد الإرهابيين البنغاليين».

في المقابل، أوردت صحيفتا «ذي إندبندنت» و«ديلي تلغراف» البريطانيتان روايات نقلتها منظمات إغاثية من ناجين من أقلية «الروهينغا» المسلمة، تتحدث عن اعتقالات وعمليات ذبح الأطفال وحرقهم في أكواخ من الخيزران.

وقالت صحيفة «ذي إندبندنت» إن نحو 60 ألف لاجئ يعتقد أنهم فروا من ميانمار إلى بنغلاديش خلال أسبوع عقب عملية عسكرية لجيش ميانمار، في حين يعتقد مراقبون أن العدد أكبر من ذلك بكثير.

بدورها، قالت صحيفة «ديلي تلغراف» إن المخاوف بشأن الفظائع الجماعية ضد أقلية «الروهيغنا» في ميانمار تزدادا مع ظهور تقارير شهود العيان الذين تحدثوا عن جز رؤوس الأطفال وغيرهم.

وأشارت إلى أن الجنود في جيش ميانمار اعتقلوا أكثر من 200 من الرجال واقتادوهم إلى كوخ من الخيزران وأشعلوا النار فيهم.

وقالت الصحيفة إن رئيسة الحكومة «أونغ سان سو» الفائزة بجائزة «نوبل» للسلام أخفقت في إيجاد حلول للانتهاكات الإنسانية التي تجرى بحق «الروهينغا».

وفي ذات السياق، قالت «الأمم المتحدة» إن نحو 60 ألفا من مسلمي «الروهينغا» فروا من أعمال العنف التي تشهدها ميانمار إلى بنغلاديش، بينما قالت الحكومة، أمس السبت، إن أكثر من 2600 منزل لأقلية «الروهينغا» تعرضت للحرق.

وأوضحت «المفوضية العليا لشؤون اللاجئين» التابعة لـ«الأمم المتحدة» أن عمال الإغاثة يواجهون صعوبات للتعامل مع الموقف المتدهور نتيجة أعمال العنف.

وطالبت المفوضية بمزيد من التعاون من المجتمع الدولي لرعاية المدنيين الفارين إلى بنغلاديش، الذين وصفتهم بأنهم في أمس الحاجة إلى المأوى والغذاء والماء والرعاية الطبية.

من جهتها، أطلقت «شبكة حقوق الإنسان في بورما» ومقرها بريطانيا نداء عاجلا دعت فيه إلى التحرك لإنقاذ حياة أكثر من 30 ألفا من «الروهينغا»، وقالت إنهم محاصرون بلا مؤن غذائية في الجبال والغابات شمال أراكان.

ويلقي المسؤولون في ميانمار باللوم في حرق المنازل على جماعة تطلق على نفسها اسم «جيش إنقاذ الروهينغا أراكان»، لكن «الروهينغا» الفارين إلى بنغلاديش يقولون إن جيش ميانمار يقوم بحملة حرق وقتل تهدف إلى محاولة إجبارهم على الرحيل.

وأظهرت صور نشرتها «وكالة أنباء أراكان» جثثا لأطفال ونساء وشيوخ من «الروهينغا» لقوا حتفهم غرقا خلال محاولتهم الهرب إلى بنغلاديش من موجة العنف المتصاعدة ضدهم في أراكان.

وتظهر الصور أيضا عمليات حرق مساكن «الروهينغا» خلال موجة العنف الأخيرة التي نفذها الجيش ضد القرويين في أراكان لإرغامهم على النزوح.

وحللت «هيومن رايتس ووتش» صورا عبر الأقمار الصناعية وروايات «الروهينغا» الفارين إلى بنغلاديش، وقالت إن قوات الأمن في ميانمار أضرمت النيران عمدا.

ويقول جيش ميانمار إنه ينفذ عمليات تطهير ضد «إرهابيين متطرفين»، وأوضحت بيانات رسمية صادرة عن السلطات أن الحملة العسكرية في أراكان أسفرت عن مقتل أكثر من 370 من «الروهينغا».

وكان «المجلس الروهينغي الأوروبي» أعلن مقتل ما بين 2000 و3 آلاف مسلم من أقلية «الروهينغا» في الهجمات التي يشنها جيش ميانمار في إقليم أراكان.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

السعودية ميانمار أراكان خاشقجي الروهينغا الشرق الأوسط عكاظ متمردين إبادة إرهاب