تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا يظهر بعد اختفاء 8 أشهر

الخميس 7 سبتمبر 2017 12:09 م

ثمانية أشهر فقط هي المدة التي عاشها الليبيون ظانين أن أسطورة تنظيم «الدولة الاسلامية» في بلادهم قد انتهت، بعد رؤية دولة التنظيم تتهاوى شرقي البلاد، ووسطها وغربها، قبل أن يستيقظوا في 23‏ أغسطس/آب الماضي على مذبحة ارتكبها عناصر التنظيم ليقول لهم إنني «لازلت هنا».

حارب «تنظيم الدولة» بشكل منظم في 4 مدن ليبية، أولها درنة، شرقي البلاد، التي سجلت أول ظهور علني للتنظيم في 13 نوفمبر/تشرين الثاني العام 2014.

لكن ومع ازدياد نفوذه هناك وتوغله في دماء أهالي المدينة من صلب وقتل وقطع للرؤوس وتحويل ملعب كرة قدم وساحة مسجد الصحابة لمكان للإعدامات العلنية، لاقى ذلك معارضة من فصائل إسلامية أخرى قتل منها التنظيم قادتها، بينهم ناصر العكر وسالم دربي.

تلك الفصائل، التي تجمعت في جسم عرف بـ«مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها»، استطاعت بعد معارك شرسة القضاء على التنظيم في 20 أبريل/نيسان 2016 لتعلن طرده من كامل المدينة في سابقة اعتبرت أول خسائر التنظيم لإمارته الأولى في ليبيا.

التنظيم تواجد أيضًا في مدينة بنغازي، ثاني أكبر المدن الليبية الواقعة شرقي البلاد، مقيمًا فيها، وقت دخوله العام 2015، شرطته «الإسلامية» بمنطقة القوارشة، وديوان للحسبة بمنطقة الهواري، ناهيك عن محكمة شرعية كما كان يطلق عليها.

التنظيم خلال تلك الفترة التي خاض فيها معارك شرسة جدًا ضد قوات مجلس النواب الليبي التي يقودها «خليفة حفتر»، تبني أكثر من مره إطلاق قذائف أودت بحياة مدنيين، ناهيك عن تفجيرات انتحارية قبل أن ينسحب من هناك في 5 يناير انون الثاني الماضي بأعداد محدودة فور خسارته المعركة ضد قوات «حفتر»، التي قتل منها 13 عسكريًا خلال مواجهات الانسحاب تلك الليلة.

وفي 23 فبراير/شباط 2017 سيطر مسلحو التنظيم على مديرية أمن مدينة صبراتة، غربي البلاد، بعد اشتباكات مع قوات الأمن أسفرت عن سقوط 12 منهم، و5 من التنظيم جاءت إثر تضييق الخناق على التنظيم، الذي كشفت وجوده هناك ضربة جوية أمريكية جرت في 19 فبراير/شباط من العام نفسه، أوقعت أكثر من 40 قتيلًا من التنظيم.

وأخيرًا راهن التنظيم على شعاره المعروف أن دولته «باقية وتتمدد»، وتمدد فعلًا في 28 مايو/آيار 2015 إلى مدينة سرت، وسط ليبيا، وسيطر عليها متخذًا إياها مقرًا لإماراته الجديدة التي كانت أكثر تحصنًا وقوة من أي مكان آخر تواجد به داخل ليبيا.

لكن ذلك الشعار وتلك الدولة تهاوت هي الأخرى تحت الضربات الأمريكية الجوية والتقدم البري لقوات «البنيان المرصوص» التي شكلها المجلس الرئاسي الليبي في 5 مايو/آيار 2016 لمحاربة التنظيم وطرده من هناك، وهو الأمر الذي تم في 5 ديسمبر/ كانون الأول 2016.

ضربات متتالية تلقاها تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا قصمت ظهره وجعلته يختفي من ذلك البلد، رغم التقارير الغربية والمحلية التي تفيد بتواجده في صحراء البلاد.

وطيلة 8 أشهر من الاختفاء ظل التنظيم كابوسًا لم يُر بالعين، إلى أن أعلن عن نفسه في 23‏ أغسطس/آب الماضي حينما هاجم بوابة لقوات البرلمان الليبي، مخلفًا 9 قتلى، بينهم ضابط كبير.

وبعد ذلك بخمسة أيام، وتحديدًا في 28 أغسطس/آب أعلن التنظيم عن نفسه مرة أخرى، من خلال مقطع فيديو، ظهر فيه أفراده الملثمون كالعادة وهم يقيمون استيقاف (نقطة تفتيش) في منطقة أبوقرين (شمال غرب)، ومحافظة الجفرة (وسط).

وبحسب التسجيل المصوّر، كشف التنظيم عن اختطافه عسكريا ومسؤولا سابقا تحدثا في الفيديو.

أعقب ذلك الظهور العلني ظهور آخر للتنظيم، حيث نفذ أحد انتحارييه، الخميس الماضي، 31 أغسطس/آب هجومًا بسيارة مفخخة على بوابة عسكرية تابعة لقوات مجلس النواب الليبي ببلدة النوفلية القريبة من مدينة سرت، مخلفًا قتيلين.

تلك الأحداث الأخيرة والمتسارعة والظهور العلني للتنظيم، خلال تسجيل الفيديو وهجمات دامية قصد منها بث رسالة مبطنه مفادها «أنا هنا»، وهو ما يضع الليبيين مرة أخرى أمام خيار التوحد للقضاء على التنظيم أو الاستسلام له في ظل استمرار حالة التشتت والانقسام والحرب أتاحت دخول التنظيم إلى البلاد قبل أعوام.

ومنذ الإطاحة بالرئيس الليبي الراحل «معمر القذافي» في 2011 تشهد ليبيا حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني.

وفعليًا، تتصارع على السلطة في ليبيا حكومتان، الأولى في طرابلس (غرب)، وهي حكومة «الوفاق الوطني»، المدعومة أمميًا، والحكومة المؤقتة، ومقرها البيضاء (شرق)، والمنبثقة عن مجلس النواب، والتي يقود قواتها المشير «خليفة حفتر».

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

تنظيم الدولة ليبيا حفتر برلمان طبرق معمر القذافي سرت حكومة الوفاق الوطني الحكومة المؤقتة في ليبيا