حوادث أمنية تنذر بمواجهات بعد استفتاء كردستان العراق

الثلاثاء 12 سبتمبر 2017 07:09 ص

طوق مسلحون، أمس الإثنين، مجلس ناحية مندلي على الحدود العراقية الإيرانية، مطالبين أعضاء المجلس بتقديم استقالاتهم، وذلك بعد أيام من تصويت المجلس على ضم الناحية إلى الاستفتاء في الإقليم.

وتمثل هذه الحادثة «الإنذار المبكر» لما قد يحصل من مواجهات محتملة بعد إعلان نتيجة الاستفتاء في إقليم كردستان، وما قد يحدث في المناطق المتنازع عليها.

وتصنف مندلي ضمن المناطق المختلطة في العراق، وشهدت في الأيام الماضية تظاهرات واعتصامات لعشائر عربية فور تصويت مجلس الناحية الذي يضم غالبية من الأعضاء الأكراد على ضم الناحية إلى الاستفتاء الكردي.

واتهم أعضاء في الكتلة الكردية في الحكومة المحلية لديالى «عصائب أهل الحق»، أحد فصائل «الحشد الشعبي»، بمحاصرة مجلس الناحية، وهددوا باللجوء إلى القضاء.

وقال عضو مجلس محافظة ديالى «هوشيار إسماعيل»، الإثنين: إن ثمانية أعضاء من مجموع 13 عضواً في المجلس صوتوا تحت ضغط المسلحين لسحب الثقة من رئيس المجلس «آزاد حميد» وإزاحته من منصبه.

وعلى رغم تعهد رئيس إقليم كردستان «مسعود بارزاني» في بيان وجهه حول الاستفتاء، بـ«مواجهة أي فتنة قومية أو دينية، ‏حيث ‏ستتم إعادة بناء أسس قوية ‏لعلاقات تاريخية جديدة بين الشعبين، وسيوضع حد لمن يريد أن يزرع الفتنة ويؤجج الخلافات بينهما»‏، فإن تحذيرات متصاعدة من تحول المناطق المتنازع عليها، وأهمها كركوك إضافة إلى مناطق من سهل نينوى وديالى وصلاح الدين، إلى ساحة صراع.

ومن المتوقع أن تطلق الحكومة العراقية عملية عسكرية كبيرة لتحرير قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك، بالتزامن مع موعد الاستفتاء الكردي في 25 من الشهر الجاري، في وقت هددت فيه فصائل مسلحة في «الحشد الشعبي» بمنع الاستفتاء في كركوك بالقوة.

ورد «بارزاني» في مقابلة مع «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي) بالقول إن «في حال سعت أي جماعة إلى تغيير الواقع في كركوك باستخدام القوة، فعليها أن تتوقع أن كل كردي سيكون جاهزاً للقتال للحيلولة دون ذلك».

وفي مناطق سهل نينوى لن يكون الأمر مختلفاً، إذ هدد «ريان الكلداني» وهو الأمين العام لحركة «بابليون» التي تصنف ضمن مجموعات «الحشد الشعبي»، بمنع الاستفتاء في مناطق سهل نينوى.

وقال «الكلداني» إن كتائب «بابليون» لن تسمح بدخول أي صندوق خاص بالاستفتاء، متهماً الحزب «الديمقراطي الكردستاني» بزعامة «بارزاني» بأنه يمنع المسيحيين من العودة إلى مناطق سهل نينوى.

رفض داخلي وخارجي

وكان مكتب رئيس الوزراء العراقي «حيدر العبادي» وصف، الأسبوع الماضي، خطوة الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق بأنها «غير شرعية ولا دستورية»، مؤكدا أن الحكومة الاتحادية لن تلتزم بنتائج ذلك الاستفتاء.

وفي وقت سابق، حذرت كتلة «بدر» النيابية، الثلاثاء الماضي، من إجراء استفتاء انفصال كردستان العراق خارج حدود الإقليم، وطالبت بتحرك القوات الأمنية في المناطق التي تقع خارج حدود الإقليم لمنع إجراء الاستفتاء فيها، مشيرة إلى أن إجراء الاستفتاء في تلك المناطق سيعطي تبريرا للأكراد لضمها ولو بالقوة.

وكانت مفوضية الانتخابات في إقليم كردستان أعلنت، الأسبوع الماضي، أن استفتاء الاستقلال سيجرى في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات البيشمركة في محافظة نينوى.

من جهتها، قالت «الأمم المتحدة» إنها لن «تشارك بأي طريقة أو بأي شكل» في العملية المتعلقة بإجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق.

كان المبعوث الرئاسي الأمريكي للتحالف ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، «برت ماكغورك»، أعرب، في يوليو/تموز الماضي، عن معارضة الولايات المتحدة لإجراء استفتاء على استقلال إقليم كردستان العراق، واعتبر أن إجراء الاستفتاء في الوقت الراهن سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار.

ويتمتع إقليم كردستان -المكون من 3 محافظات في شمال العراق- بحكم ذاتي منذ العام 1991.

وتسيطر القوات الكردية حاليا على مساحة تزيد على تلك التي أقيم عليها إقليم «كردستان العراق» بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.

وترفض بغداد منذ أمد بعيد فكرة استقلال أكراد العراق ويشاركها في ذلك جاراتها الثلاث إيران وتركيا وسوريا، وتخشى هذه الدول من أن يشجع ذلك الأقليات الكردية التي تعيش فيها على المطالبة بالاستقلال.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

استفتاء كردستان الأكراد الحكومة العراقية مسعود برزاني حيدر العبادي الحشد الشعبي السنة في العراق