«ستراتفور»: الإمارات تزيد من خطط تدعيم سلاح الجو لمواجهة التهديدات المتطورة بالمنطقة

الأحد 11 يناير 2015 01:01 ص

صرح العميد «جونيتي سايتو» - قائد القوات الجوية البرازيلية - أن دولة الإمارات العربية المتحدة أعربت عن رغبتها شراء 24 طائرة من طراز «سوبر توكانو» من البرازيل.

ويُعدُّ تصريح «سايتو» أحد أقوى الدلالات - حتى الآن - على أن الإمارات تريد الحصول على «سوبر توكانو» كإضافة إلى قواتها الجوية، ما يسلط الضوء على الرغبة المتزايدة في البلاد لبناء وتعزيز قدرات مكافحة التمرد.

وتتميز طائرة «امبراير إي إم بي 314 سوبر توكانو» بمحركها التوربيني الوحيد، والتي أنتجتها شركة «امبراير» في البرازيل لتكون طائرة هجوم خفيفة تتمتع بمدى بعيد واستقلالية في العمل. وتُستعمل في مكافحة حركات التمرد والإرهاب بالإضافة إلى تدريب الطيارين.

وهناك ما يقرب من عشر قوات جوية في جميع أنحاء العالم تستخدم طائرة «سوبر توكانو» التي من المقرر أن تشهد زيادة خدمتها القتالية مع القوات الجوية الأفغانية، وربما حتى في الولايات المتحدة الأمريكية. وفي الواقع؛ تمتلك هذه الطائرات سجلاً قتاليًا قويًا مع بلدان مختلفة مثل البرازيل وموريتانيا.

ويبدو أن دولة الإمارات العربية المتحدة قد أدركت أن بعض التهديدات الخطرة التي تحدق بنفوذها لا تنشأ بالضرورة من قوات مسلحة في دولة مجاورة، ولكنها قد تأتي من جهات فاعلة غير حكومية محلية تُطوّر من تسليحها وتعزز من قواتها. وقد أجبر هذا الاتجاه المتسارع عددًا من دول المنطقة - بما في ذلك الإمارات - لتكريس تمويل كبير لاكتساب قدرات مناسبة تُضاف إلى مهمة مكافحة التمرد.

وشرعت الإمارات جنبًا إلى جنب مع عدد من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى في إطلاق برنامج تطوير عسكري طموح على مدى العقود القليلة الماضية، وكان التركيز الأبرز مُنصبًا على القوة الجوية. وكما أشارت «ستراتفور» في وقت سابق إلى أن تركيز الإمارات العربية المتحدة على بناء القوة الجوية ينبع من الرغبة في حماية نفسها ضد القوى الإقليمية الرئيسية مثل إيران، وكذلك لتوفير قدرات المرونة وقوة الإسقاط لأي طيران آخر؛ والتي يتيحها الحصول على قوة جوية حديثة.

وتركز الإمارات العربية المتحدة بشكل كبير على شراء طائرات حربية متقدمة مثل «صقر الصحراء المقاتل إف-16» التي عززت بشكل كبير من قدراتها القتالية. ومع تزايد رغبة دولة الإمارات العربية المتحدة في الشروع في مهمات عسكرية في جميع أنحاء المنطقة، كانت دولة الإمارات العربية المتحدة مُضطرة لتقييم نوع القدرات التي تتطلبها مثل هذه المهام المختلفة. «صقر الصحراء المقاتل إف - 16» عبارة عن طائرة متعددة المهام ومناسبة تمامًا لكلٍ من ردع إيران وتوجيه ضربات عالية الدقة عبر مسافات طويلة. وتتناسب الصراعات التي تشارك فيها دولة الإمارات العربية المتحدة حاليًا في سوريا - ويُقال ليبيا - مع قدرات «صقر الصحراء».

ومع ذلك؛ فإنها ليست بالضرورة الطائرة الأكثر فعالية وجاهزية للقيام بدور القصف الجوي الداعم إلى جانب قوات صديقة.

وبناءً عليه؛ فقد سعت الإمارات العربية المتحدة تدريجيًا على مدى السنوات القليلة الماضية للاستثمار في الطائرات الخفيفة التي يمكن أن تكون مفيدة في عمليات مكافحة التمرد ضد الأطراف الفاعلة غير الحكومية التي تمتلك معدات دفاع جوي محدودة الإمكانيات.

وقامت الإمارات بالفعل بتعديل عدد غير محدد من طائرة «سيسنا 208» لتصبح طائرة «كومبات كارافان» القادرة على حمل صواريخ هلفاير جو - أرض. كما اشترت أيضًا عشرة طائرات من طراز «إير تراكتور - 802» الأمريكية التي تُستخدم في الأعمال الزراعية ومكافحة الحرائق، والتي تمّ تعديلها لتقوم بأدوار في مكافحة التمرد عن طريق إضافة محرك وقمرة قيادة وخزانات وقود ذاتية الإحكام وقدرة على حمل الأسلحة والقنابل. وقد بدأ تسليم تلك الطائرات في أوائل عام 2011م.

ويُمثل شراء 24 طائرة «سوبر توكانو» دُفعة واحدة من البرازيل أكبر خطوة إلى الأمام في الحصول على طائرة خفيفة مُخصصة لمهام مكافحة التمرد.

وتُعدّ هذه الطائرات مثالية ضد الأطراف الفاعلة غير الحكومية مثل «الدولة الإسلامية» التي يتزايد تهديدها للمنطقة يومًا تلو الآخر. كما أنها أيضًا مفيدة بشكل خاص في المجالات الجوية الخالية من التنافس نظرًا لوجود أوجه تشابه مع المقاتلات عالية القوة. كما تمتاز الطائرة بكونها أكثر مناسبة للقيام بمهام وأدوار التدريب، ما يجعلها أكثر ترحيبًا وقبولاً لدى القوات الجوية الإماراتية الرامية دومًا إلى كل تطور.

وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة؛ فإن ما يشغلها هو النشاط المتزايد في جميع أنحاء المنطقة لأعداد كبيرة من الأطراف والجهات الفاعلة غير الحكومية المسلحة التي تمثل خطرًا لجميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، ومن غير المرجح أن تتضاءل حاجة الإمارات لمثل هذه الطائرات في أي وقت قريب.

المصدر | ستراتفور

  كلمات مفتاحية

الإمارات تسليح صفقات أسلحة البرازيل سلاح الجو الإماراتي الدولة الإسلامية

وأخيرا ... ”الجيش العربي“ قادم؟!

«طيران الإمارات» تتسلم طائرة «إيه 380» شهريا حتى نهاية 2015

دوافع الإمارات لتطوير قوتها العسكرية باستمرار

تهديدات باستهداف الإمارات عقب تجدد قصف طائرات حربية لقوات فجر ليبيا

دبي تطلق مشروع المسح الجوي باستخدام طائرة بدون طيار

مريم المنصوري .. أول مقاتلة إماراتية تقود طائرة «إف 16»

الإمارات وروسيا تخططان لرفع التبادل التجاري بينهما إلى 7 مليار دولار

«ديفينس نيوز»: نفقات السعودية والإمارات على التسليح تستخدم للضغط على عواصم القوى الكبرى