قالت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، مساء أمس الأحد، إن تصريحات الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» حول وجود اتفاق بين الحركة و«إسرائيل» لإقامة دولة فلسطين على غزة وجزء من سيناء في مصر «سخيفة وكاذبة».
وأضاف المتحدث باسم الحركة «سامي أبو زهري» في تصريحات صحفية أن تصريحات الرئيس «عباس» هي استمرار لتحريضه المتواصل على المقاومة والتغطية على خيبته وفشله في مشروع التسوية مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على أن حركته ترفض بشكل قاطع استبدال شبر واحد من فلسطين بأي قطعة أخرى في العالم.
وكان الرئيس الفلسطيني «محمود عباس» قد قال في تصريحات أمس الأحد إن تفاهما جرى بين حركة «حماس» و«إسرائيل» حول مشروع يقضى بإقامة دولة فلسطينية على غزة مضافًا إليها جزء من أرض سيناء في مصر.
وأضاف «عباس» أن موقف الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» كان مشرفًا حينما علم بهذه المؤامرة، وأكد أن مصر لن تقبل أن تمنح «إسرائيل أو حركة «حماس، سنتيمترا واحدا من أراضيها، على حساب القضية الفلسطينية، على حد قوله.
وترفض حركة «حماس» الاعتراف بـ«إسرائيل»، ولكنها تقبل «مرحليا» بدولة فلسطينية على حدود الأراضي الفلسطينية التي احتلتها «إسرائيل» عام 1967.
وأعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، عن أن فلسطينيا يبلغ من العمر (17 عاما) قُتل برصاص جنود من الجيش المصري على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
فيما أعرب القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، «موسى أبو مرزوق»، عن أسفه الشديد تجاه حادثة قتل الجيش المصري للفتى الفلسطيني «زكي الهوبي»، على الحدود بين قطاع غزة ومصر.
وهذه المرة الأولى التي يقتل فيها فلسطيني برصاص الجيش المصري منذ أن شرعت مصر في بناء «المنطقة العازلة »التي يقيمها الجيش على طول الحدود مع قطاع غزة من 500 متر إلى كيلومتر.
وتعتبر السلطات المصرية أن إقامة هذه «المنطقة العازلة» على طول 13.5 كلم سيتيح مراقبة أفضل للمنطقة الحدودية مع قطاع غزة وسيمنع استخدام الأنفاق لنقل الأسلحة أو تسلل المسلحين.
وقال «أبو مرزوق» في وقت سابق إن الرئيس «عباس» والحكومة مقصران فيما يتعلق بسرعة إعادة إعمار قطاع غزة وتنفيذ بنود المصالحة في القاهرة، لأن هذه المهمات منوطة بالحكومة، مشيرا إلى أنه لم يتم إعمار أي بيت حتى الآن، عدا إعمار بعض البيوت المهدمة جزئيا.
وأوضح أن الحكومة لا تقوم بأي خطوات لجلب الأموال المتبرع بها في مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي أقيم في القاهرة، عدا زيارة رئيسها الوزراء لـ 3 دول خليجية.
وأضاف أن «حماس» طالبت بتشكيل لجنة من الدولة المشرفة على مؤتمر إعادة الإعمار، وهي مصر والنرويج، على أن تضم فلسطين و«الأمم المتحدة»، لحث الدول على الإيفاء بما وعدت به، لكن حتى الآن لا خطوات عملية في هذا الجانب.
وكان مؤتمر إعمار قطاع غزة، الذي عقد في القاهرة في 12 من شهر أكتوبر/ تشرين أول الماضي، قد جمع مبلغ 5.4 مليار دولار نصفها خصص لاحتياجات الفلسطينيين.
وقال «أبو مرزوق» إن الرئيس الفلسطيني «عباس» يعتبر قطاع غزة حمولة زائدة، مضيفا: «هو يرى أنها (غزة) لا تضم سوى حماس أو خصمه دحلان»، كما دعا الرئيس «عباس» لأن يكون رئيسا للكل الفلسطيني، وأن ينفذ ما تم الاتفاق عليه، والكف عن استخدام الذرائع التي تستخدم بين الحين والآخر.
وأشار إلى أن غالبية قطاعات الحياة في غزة متوقفة، بسبب عدم قيام الحكومة بمسؤولياتها، محذرا من أن الأوضاع في قطاع غزة، غير قابلة للاستمرار على ما هي عليه من حصار.