استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

مسلمو أوروبا ... كيف الاستيعاب؟!

الأحد 25 يناير 2015 03:01 ص

خلقت عمليات الاغتيال في باريس هذا الشهر، نقاشاً محتدماً حول الطريقة التي يجب أن ينظر بها العالم غير الإسلامي إلى مواطنيه المسلمين وخاصة في أوروبا والولايات المتحدة. ويترتب على هذا النقاش مشكلة أكبر وأكثر إلحاحاً تتعلق أيضاً بالطريقة التي ينظر بها المسلمون إلينا حتى عندما يشرعون في قتلنا. وعلى أن وجودهم بيننا بحد ذاته هو مصدر الأزمات التي يشهدها المجتمع الأوروبي الذي يجمع بين التديّن والثقافة. وهنا تكمن صعوبة إيجاد حل سياسي أو أمني للمشكلة.

وكان الأوروبيون يشعرون بالرضى عند توظيف العمال بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945، إلا أنهم كانوا يعتقدون بإمكان إعادتهم إلى أوطانهم عندما تصبح أوروبا قادرة على التخلي عنهم. ولكنّ المهاجرين الجدد شعروا بأنهم عثروا على وطن لم يحقق لهم الراحة التي يحلمون بها، ولهذا بدأت أزمتهم تنمو وتتطور.

وكانت بريطانيا تعامل المهاجرين بناء على القوانين التي كانت تطبقها على مستعمراتها. وأولت اهتمامها بالمجتمعات التي شكلها المهاجرون باعتبارها تمثل علاقات خاصة بين أفرادها طالما أنها تحترم القانون البريطاني، ورحبت بالمهاجرين بطرق لم تكن متوقعة. وكانت في بعض الأحيان تشجع إنشاء المدارس الإسلامية أو «السيخية»، وسمحت لرجال الشرطة الذين ينتمون للديانة السيخية بلبس «التوربان» أو «العمامة السيخية الملتفة». وبسبب هذه المعاملة اللطيفة، تشكلت فوق الأرض البريطانية «أشباه الغيتوهات» أو التجمعات الدينية التي عرفها البريطانيون أثناء غزواتهم الاستعمارية. وتأسست هناك البنوك الإسلامية وحتى المحاكم الرسمية التي طبقوا فيها الشريعة الإسلامية لحل الخلافات المتعلقة بالشؤون المدنية.

وفضلت فرنسا والولايات المتحدة تبنّي نموذج آخر للتعامل مع المهاجرين، وهو نظام الاستيعاب. وكانت فرنسا سباقة لتطبيقه حتى قبل نشوء الولايات المتحدة، واعتبرت نفسها (وأيدتها معظم دول أوروبا في هذا الاعتقاد)، نموذجاً يحتذى بالنسبة للحضارة الغربية. وكما هو الحال في الولايات المتحدة، ساد الاعتقاد في فرنسا بأن الغرباء والمجتمعات المهاجرة ككل لا بد أن تقولب نفسها وفق النموذج الاجتماعي الفرنسي، وعندما يأتي غير الأوروبيين إلى فرنسا، فإن من المفترض فيهم أن ينتهجوا الأساليب والمعايير الحضارية الفرنسية ويتقبلوها.

وكان هذا صحيحاً بالنسبة للمهاجرين الذين أتوا من الدول التي كانت واقعة تحت الاستعمار الفرنسي، وحتى بالنسبة لأولئك الذين أتوا من دول أخرى لها تاريخها الحضاري مثل الصين والدول الإسلامية. وكان من المنتظر أن يطمح القادمون الجدد لأن يصبحوا من مواطني الجمهورية الفرنسية، وأن يحملوا مبادئها، وأن يتنكروا لعاداتهم وأساليبهم في الحياة التي عاشوها في بلدانهم الأصلية، وأن يتم التعامل مع النساء باعتبارهن مواطنات، وأن يتخلين عن الحجاب الذي يغطي وجوههن ويحجبها عن عامة الناس، وأن تتم مساواتهن بالرجال من النواحي الفكرية والأخلاقية.

إلا أن هذه الأفكار أثبتت أنها مجرد أطروحات مثالية يغلب عليها الطابع النظري البحت في كلتا الدولتين، وأيضاً في الدول الأوروبية التي اختارت العمل بالنموذجين البريطاني والفرنسي. وحدث بعد ذلك أن تغلبت على المهاجرين مشاعر التعصب الديني والانتماء الوطني، وتجلى ذلك في الامتناع عن الالتزام بالمبادئ والتقاليد الوطنية للبلدان التي يقيمون فيها. واتضح من خلال هذه التجارب أنه لم يكن من السهل على المهاجرين التخلي عن ماضيهم وتقبل حاضرهم بمثل هذه السهولة.

وعندما أعلن عن الالتزام بدقيقة صمت في عموم فرنسا الأسبوع الماضي لتأبين ضحايا الجريمة التي ارتكبت في مقر مجلة «شارلي إيبدو»، رفض بعض تلاميذ المدارس الامتثال لهذا القرار بأوامر من آبائهم الذين أخبروهم بأن القتَلة هم أبطال إسلاميون حقيقيون وأن رسامي الكاريكاتور كفرة يستحقون الموت. ومنذ ذلك الوقت، قامت العديد من المظاهرات الضخمة التي تؤيد هذا الطرح في العديد من البلدان الإسلامية وحتى في دول القوقاز وآسيا الوسطى انطلقت مثل هذه التظاهرات على الرغم من أن عدداً قليلاً فحسب من الذين شاركوا كانوا يفهمون السبب الحقيقي لمشاركتهم.

وخلال السنتين الماضيتين تعرض رجال الجيش والشرطة في بريطانيا وفرنسا لحوادث إطلاق نار من طرف شبان مسلمين صغار باعتبارهم الأعداء الاستعماريين للإسلام. ولا تزال أعداد متزايدة من صغار الشبان (وأيضاً بعض الفتيات)، الذين تأثروا بما كانوا يشاهدونه على شاشات الكمبيوتر، يغادرون بيوتهم ومدارسهم في أوروبا للانضمام إلى «الفصائل الجهادية» أو إلى تنظيم «داعش» الإرهابي في سوريا. وكان من نتيجة ذلك أن قررت معظم البلدان الأوروبية والولايات المتحدة قطع الطرق أمامهم وملاحقة كل من يعود منهم إلى وطن الاغتراب.

* وليم فاف كاتب ومفكر أميركي مقيم في باريس. 

المصدر | خدمة «تريبيون ميديا سيرفس» - ترجمة الاتحاد الظبيانية

  كلمات مفتاحية

حادثة باريس مسلمو أوروبا الاستيعاب الاستعمار المهاجرون الولايات المتحدة الغرب

مسؤول بالأمم المتحدة ينتقد تصرفات الصين مع الويغور في تركستان الشرقية

فرنسا: منع طالبة من دخول المدرسة بسبب ارتدائها «تنورة طويلة»!

رئيس وزراء فرنسا: الإسلام جزء من بلادنا وسيبقى فيها

جريمة عنصرية جديدة .. حريق متعمد في مكتبة مسجد بالدنمارك

حريق يدمر مأوى سويسريا للاجئين .. والنيران تشتعل في أحد أكبر مساجد أوروبا بلندن

رئيس التشيك: اندماج المسلمين في أوروبا «مستحيل»